رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الذكرى العاشرة لوفاته.. أبرز المعلومات عن الشيخ أبو العينين شعيشع

الشيخ أبو العينين
الشيخ أبو العينين شعيشع

أعلنت أسرة الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، أحد أهم قراء القرأن في العالم العربي والإسلامي، إحياء الذكرى العاشرة لوفاته، اليوم الأربعاء، وذلك بمسقط رأسه بمدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ، وسط محبيه وأهالي المحافظة.

وأعلنت الأسرة أن إحياء ذكراه ستكون بجلسات بتلاوة القرأن الكريم والدعاء له بالرحمه والمغفره وتذكر محاسنه، وأيضًا بتشغيل القرأن الكريم بصوته كنوع من استحضار ذكراه .

يذكر أن الشيخ أبوالعينين شعيشع ولد في بيلا محافظة كفر الشيخ في ليلة الثاني عشر من أغسطس من عام 1922، وكانت المدينة على موعد مع بزوغ نجم ينير سماء تلك القرية البعيدة وذلك بمولد طفل كتب الله له أن يكون له شأن، فكانت ولادة أبوالعينين شعيشع في تلك الليلة، وهو الأبن الثاني عشر لآسرة كبيرة العدد متوسطة الدخل، لم يعلم الوالد أن الرزق سيتدفق على هذه الأسرة؛ بسبب قدوم هذا الوليد فكان الختام مسكًا.

الطفولة والنشأة

التحق الطفل المولود بالكتّاب «ببيلا» وهو في سن السادسة، وحفظ القرآن قبل سن العاشرة، ألحقته والدته بالمدرسة الإبتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من أبناء بيلا ولكن الموهبة تغلبت على رغبة الوالدة، فكان يخرج من المدرسة ويحمل المصحف إلى الكتّاب، ولكنه كان حريصًا على متابعة مشاهير القراء فكان يقلدهم، وكان يجلس تحت دكة القاريء الذي يقرأ القرآن وعمره 6 سنوات يساعده على ذلك جمال صوته وقوته ورقة قلبه ومشاعره، وحبه الجارف لكتاب الله وكلماته، فشجعه ذلك وساعده على القراءة بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح، وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف أو مسئولون من مديرية التربية والتعليم فنال إعجاب وإحترام كل من يستمع إليه.

وكان ناظر المدرسة أول الفخورين به، وبنبوغه القرآني، ولاحظ الناظر أن هذا الطفل يعتز بنفسه كثيراً ويتصرف وكأنه رجل كبير، ولا تظهر عليه ميول اللهو واللعب والمزاح كغيره من أبناء جيله، فأشار على والدته بأن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد لعل ذلك يأتي بالخير والنعمة التي يتمناها كل أب لأبنه وكل أم لأبنها.

وعندما كان أبوالعينين طالبًا بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع أساتذته بأنه لا يصلح لشئ، وذلك لعدم التزامه في الدراسة بسبب سهراته في الليالي التي يحييها القراء والمنشدون، كان يخرج إلى الشارع باحثًا عن ليالي القراء ويحوم حول المنشدين ويطرب كلما سمع أن أحدًا من كبار القراء سيسهر في ليالي المنصورة، وكان شقيقه الشيخ أحمد شعيشع من مشاهير القراء في المنصورة، فكانت فرصة طيبة لشعيشع أن يذهب معه كل مساء ليقابل مع أخيه القراء ويستمع لهم.

البداية ونقطة التحــول

في عام 1936 دخل الشيخ أبوالعينين دائرة الضوء والشهرة من أوسع أبوابه عندما أرسل إليه مدير مديرية الدقهلية يدعوه لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة عن طريق أحد كبار الموظفين من بيلا، والذي قال لمدير مديرية الدقهلية: «في ولد عندنا في بيلا يضارع كبار القراء، وفلته من فلتات الزمن، وبيلبس بدلة وطربوش ومفيش بعده كده حلاوة»، وفعلًا ذهب الصبي الموهوب إلى المنصورة، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أنه وجد الآف مؤلفة من الحضور في مكان الاحتفال، ولم يتوقع أن يقرأ أمام الجميع الخفير وعمره 14 سنة، ومازاد خوفه أنه رأى أطفالًا في مثله يتغامزون ويتلامزون؛ لأنه في نظرهم ما زل طفلًا، فكيف يستطيع أن يقرأ وهو حفل لتكريم الشهداء؟، وقرأ الافتتاح والختام وفوجئ بأصوات الاستحسان تعلو ودهش من التكبيروالتهليل تشق عنان السماء، ووجد الطلبة الذين استهزؤا به لصغر سنه، يلتفون حوله يحملونه على الأعناق يقدمون له عبارات الثناء.

لم يستطع السيطرة على دموعه التي تدفقت قطرة دمع للفرحة تدفعها أخرى؛ لأن والده مات ولم يراه في مثل هذا الموقف، وتوالت الدموع دمعة الحزن تدفع دمعة الفرح حتى جف الدمع لكي يبدأ رحلة على طريق الأمل والكفاح الشريف متسلحًا بسيف الحياء والرجاء آملًا في كرم الكريم الذي لا يرد من لجأ إليه.

التحاقه بالإذاعة المصرية 1939

التحق الشيخ أبوالعينين شعيشع وهو أصغر قاريء دخل الأذاعة المصرية، وهو مازال في السابعة عشر من عمره، وطلب منه المرحوم الشيخ عبدالله عفيفي أن يذهب معه إلى مدير الإذاعة لم يتردد احترامًا لرغبته،؛ولأن القارىء على أيامه كان نجمًا بجمهوره ومستمعيه وحسن أدائه وقوة شخصيته وجمال صوته، فكان يحلم أن يكون أمثال الشيخ رفعت والشيخ الصيفي والشيخ على محمود والشعشاعي، وعلى قدر التزامهم بأحكام وفن التلاوة، وكان هذا هو الهدف وقابل الشيخ عفيفي رحمه الله بمكتب سعيد باشا لطفي مدير الإذاعة، وحدد له موعدًا للاختبار، وجاء حسب الموعد ودخل الاستوديو وكانت اللجنة مكونة من الشيخ مأمون الشناوي،والشيخ المغربي، والشيخ إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم وقتها، والشيخ أحمد شربت، والإذاعي الكبير على خليل، ومصطفى رضا عميد معهد الموسيقى آنذاك، وكان يوجد أكثر من قارىء، وكانت اللجنة تجعل لكل قارىء خمس دقائق، وفوجئ بأنه يقرأ لأكثر من نصف ساعة دون إعطائه إشارة لختم التلاوة، فكان ينظر إلى وجوههم ليرى التعبيرات عليها ليطمئن، وكانت بداية الانطلاق.