رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب الفرنسى إيمانويل رضوى لـ«الدستور»: مصر أسهمت فى زيادة وعى أوروبا بخطورة «الإخوان»

الكاتب الفرنسى إيمانويل
الكاتب الفرنسى إيمانويل رضوى

قال إيمانويل رضوى، الكاتب والخبير الفرنسى المتخصص فى شئون جماعة الإخوان الإرهابية، إن الجماعة تحاول إعادة إحياء نفسها مرة أخرى فى أوروبا، بعد كشفها وفضح مخططاتها فى الشرق الأوسط، مشيدًا بتجربة مصر والإمارات فى التعامل معها، حيث أرسلت الدولتان رسائل وعى عدة إلى الغرب بخطورتها. وأضاف «رضوى»، فى حواره مع «الدستور»، أن الجماعة لا تهمها إلا مصالحها السياسية والخاصة، وليس كما تدّعى أنها تتحرك باسم الدين، مشيرًا إلى أن أبرز مثال على انتهازية الجماعة هو طارق رمضان، حفيد مؤسسها حسن البنا، الذى كان يعمل لمجده الشخصى فقط.

■ من خلال سنوات بحثك وعملك الطويلة فى هذا المجال.. كيف ترى جماعة الإخوان الآن؟

- أعتقد أن جماعة الإخوان تعيش حالة ضعف لم تعشها على مدار تاريخها فى منطقة الشرق الأوسط، وأرى أن هناك انقسامات كبيرة داخل الجماعة الإرهابية وخاصة فى ظل وجود جيل جديد داخل التنظيم الدولى يتعارض مع الجيل الأقدم.

■ قمت بجولات فى عدة دول بالشرق الأوسط تتتبع فيها الجماعة.. هل لمست حقًا أنها تتحدث باسم الدين؟

- الجماعة على مدار تاريخها لم تكن صادقة فى شعاراتها عن الإسلام والدين، ولا تمثله فى شىء، على العكس تمامًا هى تسعى إلى تحقيق أهدافها ومصالحها البعيدة كل البعد عن الدين، وأقرب مثال هو أهم رموزها الأكاديمى الفرنسى طارق رمضان حفيد مؤسس الجماعة حسن البنا، إذ كان يسعى دائمًا للشهرة والصعود لتحقيق مصالحه فقط.

أتذكر أننى التقيت جمال البنا شقيق حسن البنا قبل ١٥ عامًا، وقال لى عندما التقيته بالقاهرة إن طارق رمضان رجل أعمال وليس داعية، هو فقط شخص استعراضى يميل لـ«الشو»، ويستخدم الإعلام، ويوحى بأنه مثقف جدًا للتأثير والاستعراض على الشباب، وكل ما يهمه هو المال والشهرة.

وأعتقد الآن أن جمال البنا كان على حق، فطارق رمضان يعمل فقط من أجل مصالحه الخاصة، وفى النهاية أصبح الآن مكشوفًا للجميع بعد فضائحه المتتالية. 

■ على ذِكر طارق رمضان الذى لا يزال يعيش فى فرنسا.. لماذا لم تتخذ باريس إجراءات حاسمة ضده حتى الآن؟

- هذا أمر مهم.. فطارق رمضان لا يزال لديه مؤيدون. لكن بالنسبة للأغلبية، لم يعد يتمتع بالمصداقية. وهو رجل غنى وله أصول فى فرنسا وفى سويسرا التى ولد فيها وأماكن أخرى فى أوروبا، بالإضافة إلى أن هناك جهات كثيرة وكبيرة تدعمه منذ فترة طويلة.

■ كيف تتحرك الإخوان فى فرنسا وفى أوروبا فى الوقت الحالى وكيف تواجه حكومة باريس تلك التحركات؟

- كنت قد كشفت تحركات الإخوان فى فرنسا فى كتاب مشترك صدر عام ٢٠١٩ تحت عنوان «المشروع.. استراتيجية التسلل لجماعة الإخوان المسلمين فى فرنسا والعالم» عن دار «L›Artilleur» الفرنسية، وهى تحركات ثابتة طورتها جماعة الإخوان وكانت تتركز بشكل كبير على التغلغل فى الإدارات والنقابات والدوائر التعليمية، مثل المدارس والجامعات والنوادى الرياضية والجمعيات الثقافية وغيرها من المؤسسات والشركات العامة، وتعد تلك الأماكن هدفًا متميزًا، بسبب مساحات التنشئة الاجتماعية التى تسمح بالتواصل اليومى وبث الأفكار.

وبالنسبة لمواجهة الحكومة تلك التحركات، فقد ساعدت لجنة برلمانية معنية بالإسلام السياسى فى مجلس الشيوخ فى الكشف عن الخطاب الغامض للإخوان، وتبين أنها جمعيات رسمية مرتبطة بالإخوان. ولهذا قامت فرنسا بحظر وإغلاق جمعيات ومنظمات عديدة مقربة من الجماعة فى الفترة الأخيرة.

وفى هذا الصدد لا بد أن أوضح أن الإسلام السياسى لديه مشروع لغزو فرنسا ودول أوروبا ولا بد من حظر تلك الجماعات لأنها تلهم كل تنظيمات الإرهاب، إنها معركة سياسية، لأن جماعة الإخوان مرتبطة تاريخيًا بدعم التنظيمات الإرهابية.

- هل ترى أن الإجراءات الفرنسية كافية لوقف نفوذ الإخوان وجماعات الإسلام السياسى؟

- أعتقد أن فرنسا تسير على الطريق الصحيح عندما يتعلق الأمر بمواجهة الإسلام السياسى، لكننى لست متأكدًا من أن الدول الأوروبية الكبرى تتبعها بشكل كافٍ، باستثناء النمسا، حيث ربما أصبح القانون شديد الصرامة. 

وأعتقد أن جماعة الإخوان تريد استخدام أوروبا لإعادة إحياء نفسها من جديد وبصورة خاصة فى فرنسا حاليًا، بعد كشفها وفقدها نفوذها فى الشرق الأوسط، على الرغم من أنها ما زالت نشيطة للغاية فى المنطقة المغاربية بشكل خاص، لكن أوروبا هى أرضها النشطة للغزو الفكرى والسياسى.

■ ما أبرز الدول التى أوصلت رسالة إلى العالم كشفت فيها خطر الإخوان؟

- استراتيجية مصر والإمارات كانت جيدة للغاية، لقد ساعدت الدولتان فى زيادة الوعى الدولى بخطر الإخوان، وقامتا بعمل رائع فى مواجهة الجماعة الإرهابية والاسلام السياسى، لذلك تم تمرير الرسالة بوضوح إلى الغرب أن هذه المنظمة تمثل خطرًا دينيًا وسياسيًا على دول العالم.