رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون لـ«الدستور» كيف قضت مصر على أخطر الأمراض والأوبئة عبر إنتاج اللقاحات والأدوية

لقاح كورونا
لقاح كورونا

اهتمت الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة بملف تصنيع الأدوية واللقاحات، ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعزيز الإنتاج المحلى للقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية- لزيادة قدرات الإنتاج الوطنى منها وتلبية احتياجات السوق المصرية من الأدوية- والذى ظهر جليًا خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا.

وبدأت مصر منذ أسابيع فى إنتاج ٤٠ مليون جرعة من المادة الفعالة للقاح سينوفاك الصينى، كما وقعت عددًا آخر من الاتفاقيات مع بعض الشركات المصنعة للقاح كورونا لبدء تصنيعه فى مصر.

ولم يكن تصنيع مصر للقاح كورونا هو تجربتها الأولى، بل استطاعت مصر منذ سنوات القضاء على بعض الأوبئة والأمراض المستعصية من خلال منتجات محلية الصنع.

ويتحدث عدد من الخبراء والمعنيين فى المجال الطبى، لـ«الدستور»، عن كيفية نجاح مصر فى مواجهة بعض الأمراض والأوبئة بأدوية وأمصال محلية الصنع، وكيف استطاعت تخطى الكثير من العقبات والأزمات الصحية بجهود أبنائها الأطباء والعاملين فى المهن الطبية؟

 

عزالعرب: قضينا على فيروس «سى» بدواء محلى وصدرناه للخارج بأرخص الأسعار

قال محمد عزالعرب، أستاذ الكبد فى المعهد القومى للكبد، إن تجربة مصر فى تصنيع الأدوية والأمصال فريدة، وحققت موازنة صعبة بتوفير الأدوية بجودة تماثل العالمية وبسعر زهيد، مشيرًا إلى أن من أكثر تجارب مصر فى تصنيع الأدوية نجاحًا كان توفير علاج فيروس «سى»، الذى قضى على الفيروس داخليًا وتم تصديره لأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.

وأضاف «عزالعرب» أن مصر وضعت خطتها الاستراتيجية الأولى للقضاء على فيروس «سى» عام ٢٠١٣، مع إنتاج العلاجات الحديثة للقضاء عليه، وفتحت المجال أمام شركات الأدوية المحلية وشجعتها على تصنيعه، وبالفعل أنتجنا كل الأدوية الموجودة فى السوق العالمية لعلاج فيروس «سى»، مع تحقيق فرق سعر بين المحلى والمستورد بفارق ١ على ١٠٠ لصالح المصرى.

وأكد أن تجربة مصر فى تصنيع أدوية فيروس «سى» كانت ناجحة بكل المقاييس، حيث تمكنت الدولة من القضاء على المرض وعلاج كل المصابين منه بتكلفة قليلة جدًا، وأعادت الثقة فى الدواء المصرى لقدرته على تحقيق نسبة شفاء من الفيروس بلغت ٩٦٪ بكفاءة ومأمونية تماثل المستورد منه ولكن بسعر أقل، وفتحت لنفسها سوقًا كبيرة لتصدير الدواء المصرى لعدة دول فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.

 

أبوعامر: تصنيع فاكسيرا لجميع أمصال شلل الأطفال يؤمِّن البلاد ضد المرض

أكد محمد أبوعامر، أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، أن مصر من أكثر دول المنطقة اهتمامًا بصناعة الأدوية واللقاحات، حتى إنها تصدر أغلبها إلى دول إفريقية بعد نجاحها فى القضاء على الكثير من الأمراض التى أرّقت مصر والعالم.

وأشار «أبوعامر» إلى أن شركة فاكسيرا تستعد خلال أيام لإنتاج جميع الأمصال المضادة لشلل الأطفال، ما يؤمن ويضمن استمرار نجاح إعلان مصر خالية من المرض، الذى حققته مصر على مدار سنوات من العمل الشاق. وذكر أن مصر نجحت فى تنفيذ أكبر حملة تطعيمات للأطفال، ظهر نجاحها بإعلان مصر خالية من شلل الأطفال عام ٢٠٠٦، بعد أن سجلت آخر حالة مصابة به فى عام ٢٠٠٤، وغيرت فى عام ٢٠١٨ طريقة التطعيم التى كانت تعتمد على ٧ جرعات تنقيط فى الفم لتضيف لها تطعيمًا عن طريق الحقن العضلى للطفل فى شهره الرابع طبقًا للاستراتيجية الدولية لضمان عدم ظهور حالات جديدة بسبب أى فيروسات قادمة من الخارج.

وأوضح أن أكبر دليل على نجاح مصر فى التخلص من شلل الأطفال هو نجاحها فى عدم تسجيل أى حالات جديدة، رغم التفشى الكبير للمرض فى أنحاء العالم فى عام ٢٠١٤، وكان ذلك نتاج برنامج وحملات قومية مستنيرة وفعالة.

وأردف أن مصر لها قصص نجاح كثيرة فى التصدى للأوبئة والأمراض، إذ قضت على السعال الديكى والحصبة والحصبة الألمانية، وقللت معدل انتشار فيروس الكبد الوبائى «بى».

 

البدوى: الاهتمام بالبحث العلمى أساس عملية صناعة الدواء

أشار حاتم البدوى، سكرتير عام شعبة أصحاب الصيدليات، إلى أن الدواء جزء من الأمن القومى المصرى، لذا سعت القيادة السياسية لتصنيعه محليًا، ما يعتبر تجربة مهمة وجاءت فى وقتها المناسب.

وأضاف «البدوى» أن جائحة كورونا، ومحاولة الدول المصنعة للقاح الاستئثار به، والتوزيع غير العادل له، أظهرت الوجه الحقيقى للدول الكبرى، وأكدت أهمية تصنيع الأدوية محليًا.

وتابع أن مصر لها تاريخ كبير فى مواجهة الأمراض المستعصية بأدوية محلية الصنع مثل الحصبة والجدرى المائى وشلل الأطفال، كما تصنع أغلب أنواع الأمصال، ونحتاج إلى اكتشاف الأدوية والأمصال الجديدة.

ونوه إلى ضرورة الاهتمام بالبحث العلمى فى مجال الأدوية ونتحول من مصنعين للأدوية التى يكتشفها العلماء فى الخارج إلى مكتشفين لها، فلا بد أن تكون هناك خطة تجمع تطوير خطوط إنتاج الأدوية ووضع ميزانية مفتوحة للتطوير.

وأكد أن البحث العلمى يحتاج إلى ميزانية مفتوحة لأنه يقوم على تجارب كثيرة بعضها ينجح وبعضها يفشل، لكنها فى النهاية ستصب فى مصلحة الوطن.