رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا وقت للحب».. قصة صورة جمعت صلاح أبو سيف وفاتن حمامة ورشدي أباظة

فيلم لاوقت للحب
فيلم لاوقت للحب

نستعرض في "حكاية صورة" اليوم الثلاثاء، صورة للمخرج الكبير صلاح أبو سيف رائد الواقعية في السينما، بصحبة فاتن حمامة ورشدي أباظة والكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس في عام 1963 من كواليس فيلم «لا وقت للحب»، أول أفلام يوسف إدريس من إخراج صلاح أبو سيف.

الفيلم من بطولة رشدي أباظة الذي لعب دور «حمزة البسيوني»، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي لعبت دور «المدرسة فوزية»، كما ظهر فيه صلاح جاهين ممثلًا.

وقال يوسف إدريس:«في يوم التصوير بدأ العمل في الثالثة بعد الظهر وجاء عمال الكهرباء والإضاءة وظلوا في تركيبات وتوصيلات إلى الساعة السادسة، ومن السادسة إلى التاسعة كانت مرحلة التجارب، ومن التاسعة بدأت التجارب الحية على الممثلين».

وأضاف:«كان على فاتن حمامة ورشدي أباظة (وأبو دومة وزوجته وابنه) أن يقطعوا عشرة أمتار بعدها يدقّون الباب ويدخلون... وأكثر من عشرين مرة قطعوا المسافة، من اليمين مرة واليسار مرة وبالكاميرا منحرفة وبها معتدلة، وكل مرة يرتفع صوت صلاح أبو سيف: «ستوب»، ثم يلوِّح بيده قائلًا: «مرة ثانية»، ويعود الموكب يتجمع ليتحرك من جديد، بينما أعضاء اللجنة يقولون: «يا مسهل يا رب»، والبرد قد استبدّ بكتف أحدهم فأوقفها، برد يتزايد في ليلة شتاء، برد يصفه إدريس فيقول: «لولا الأضواء لتجمد ظلامها ثلجًا أسود».

وتابع:«كان ذلك المكان الذي يقع فيه التصوير هو أحد الأماكن النائية في شمال القاهرة، وقد ازدحم فجأة بأناس لا يدري أحد كيف جاؤوا في مثل تلك الساعة إلى ذلك المكان ولا من أين جاؤوا، عيونهم تبرق في ضوء الكشافات وتتابع ما يدور بشغف لا يقل عن شغفهم بمتابعة فيلم، مع أن المشهد واحد، واللقطة واحدة، وكذلك الدَّقة، دَقة على مدفن الخديو توفيق (الرجل الذي لا يذكر له التاريخ إلا عملًا واحدًا لا يحسد عليه؛ أنه سهَّل للإنجليز مهمة احتلالنا)!».

وواصل:«مئات الرجال والنساء والأطفال واقفون ينظرون خلال أسوار المدفن، ويتابعون فاتن حمامة ورشدي أباظة، وفراشات القاهرة وجرادها -كما يقول إدريس- كأنما انتهزت الفرصة وعقدت مؤتمرًا عامًّا في نفس البقعة واتخذت قرارًا واحدًا... مهاجمة فاتن حمامة!».

واستطرد:«فاتن تستغيث برشدي، ورشدي مشغول بترديد الجملة التي عليه أن يقولها، يرددها كل بروفة، وخلال خمسين بروفة: «انت تعرفه يا عم إسماعين؟!».

وانتهى:«كان رشدي أباظة يذكِّر إدريس حينها بالتلميذ الذي قصَّر في أداء واجبه، يردد الجملة بلسانه وعينه على المصور عبده نصر الممتطي عربة الكاميرا التي تسير كالقطار على قضبان، والتي يروح بها ويغدو، مقتربًا من المشهد مبتعدًا عنه، مسددًا الكاميرا إلى الهدف، ثائرًا حين يجيء «الشوت»، وعلى حد تعبير إدريس، كان يشبه طلعات صالح سليم؛ كلما اقترب من الجون... «أوت».