رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة ألمانية تكشف إنشاء شبكة منفصلة لنساء الإخوان المسلمين في أوروبا

نساء الإخوان
نساء الإخوان

كشفت سيجريد هيرمان مارشال، الباحثة الألمانية المستقلة في قضايا المنظمات الإسلامية، ومحللة لهياكل الحركات الإسلامية، عن دور النساء في تنظيم جماعة الاخوان في مقال لها حمل عنوان"أخوات الظل.. دور النساء في تنظيم الإخوان المسلمين"، في موقع عين أوروبية على التطرف.

وقالت الباحثة الالمانية،  بصفةٍ عامة لا تشكِّل النساء نسبة يعتد بها في الهياكل التنظيمية في العديد من التنظيمات الإسلامية، ولا تحظى بالتأكيد بتمثيلٍ يذكر في هيئات صنع القرار في هذه الجماعات. ومع ذلك ورغم هذه الحقيقة فإن الدور الذي تلعبه النساء داخل تنظيم الإخوان المسلمين قد يكون خروجًا عن هذه القاعدة المألوفة، بل إن هناك دورًا لهن في التنظيم من خلال تقديم الغطاء المناسب الذي يتمكن التنظيم من خلاله من الاختفاء خلفه، ويمكن التنظيم من الظهور بصورة المؤسسات الإسلامية المسالمة والسلمية ذات الأغراض الاجتماعية، وليس السياسية.

 

- دور المرأة في جماعات الاسلام السياسي و"الإخوان"

و  قالت هيرمان": النساء، كقاعدةٍ عامة، أقل ميلًا نحو تولي الأدوار السياسية، وبالتأكيد نحو الاهتمام بتبني الأشكال والمواقف السياسية القاسية والمتعصبة والصدامية، وأيًا كانت التحيزات البنيويّة، يلاحظ أن النساء يُنتخبن أقل في العالم الغربي من الرجال لا لشيء إلا لكونهن أقل ترشحًا للانتخابات.

وأضافت: في الآونة الأخيرة، تُعيَّن النساء في عددٍ من الهيئات التي تسيطر عليها جماعة الإخوان في مناصب قيادية، وفي قمة سلم التراتبية فيها، وتذهب آراء إلى اعتبار أن الجماعة تعين النساء في هذه المناصب لتلبي وتتناغم مع التوقعات المتصوَّرة لصانعي القرار السياسي الأوروبيين فيما يتعلق بتمكين المرأة. على سبيل المثال، في سبتمبر الماضي، عُيّنت ثلاث نساء في الفرع الألماني للمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث، المنظمة التي يرأسها رجل الدين الإخواني يوسف القرضاوي، و المعينات هنَّ إلهام غضبان، وندى بسيسو، وهيا النابلسي وعُيّنت غضبان نائبة لرئيس لجنة الفتوى ووفقًا للجنة الفتوى، درست بسيسو ونابلسي في الأردن.

- تعزيز العلاقات والشراكات  مع الجمعيات والنوادي النسائية غير الإخوانية

وكما هو الحال مع الرجال، فإن جمعيات النساء المنضوية في شبكة الإخوان المسلمين على مختلف المستويات تقوم بتعزيز العلاقات والشراكات التكتيكية مع الجمعيات والنوادي النسائية الأخرى غير الإخوانية. وعلى مرِّ السنين، لم يتم إنشاء شبكة منفصلة لنساء الإخوان المسلمين في أوروبا فحسب، بل تحاول ممارسة نفوذ سياسي في بروكسل.

 وتابعت الباحثة الألمانية،  وعلى هذا المستوى الأوروبي، تُنظم الشبكة بوصفها المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة،ويرتبط المنتدى ارتباطًا وثيقًا بالاتحاد السابق للمنظمات الإسلامية في أوروبا، ولديه أعضاء من مختلف الدول الأوروبية. ويحتفل المنتدى حاليًا بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسه، كما هو موضح أيضًا على الموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي للمسلمين، الذي هو إما المنظمة الخلف للاتحاد السابق للمنظمات الإسلامية في أوروبا أو أحد المؤسسات التابعة له (ليس من الواضح تمامًا أيهما)، وهنا، تجدر الإشارة إلى ثلاث جمعيات نسائية في ألمانيا. الأولى هي “الرابطة النسائية الإسلامية للتعليم والتربية”، وهي عضو في المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة. الثانية هي منظمة “بـ أو بدون” (في إشارة إلى ارتداء الحجاب من عدمه) وتُعرف اختصارًا باسم “WoW e.V”. والثالثة هي “مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة”. وينبغي تقديم هذه الجمعيات، والعلاقة المتبادلة بينها، بمزيد من التفصيل.

-  تلقي تمويل من مصادر متعددة 

وأشارت إلى تلقي مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة، ومقره كولونيا، التمويل من مصادر مختلفة، ويحظى بدعمٍ سياسي واسع النطاق، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان فيه، بسبب أنشطته الاجتماعية في رعاية النساء المسلمات والمهاجرين. وقال مؤسس المركز، أثناء تسلمه جائزة في عام 2011، إن منظمته على صلة “وثيقة بالمجلس المركزي للمسلمين” (ZMD). وتهيمن على هذا المجلس المنظمات التي تدور في فلك الإخوان المسلمين، حتى لو كانت هذه المنظمات لا تمثل غالبية الأعضاء الممثلين.

 

حتى منتصف عام 2020، عندما أعادت إدارة المركز ترتيب الأمور، كانت اريكا ثيسن -التي تحمل اسم أمينة ثيسن مسؤولة التمويل- والتي يُشار إلى أنها تلقتها من منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا (IRD)، ووفقًا للحكومة الاتحادية، فإن الإغاثة الإسلامية هي أيضًا جزء من شبكة الإخوان المسلمين. وهناك تداخل بين الفرع الألماني المستقل رسميًا من الإغاثة الإسلامية، منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، والمنظمة الأم البريطانية، الإغاثة الإسلامية العالمية (IRW)، ليس فقط من حيث التاريخ التنظيمي، ولكن أيضًا، وعلى مدى سنوات عديدة، من حيث الموظفين.

- تعيين النساء في المناصب العليا كان يهدف إلى تغيير الخطاب العام 

وتابعت: بعد فضيحة معاداة السامية في الصيف الماضي في منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، ومنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، كانت بعض الإدارات مليئة بالنساء، وكان ذلك تماشيًا مع العملية التجميلية عمومًا التي أجرتها الإغاثة الإسلامية لمعالجة هذه القضية. ويبدو أن تعيين النساء في مثل هذه المناصب العليا كان يهدف إلى تغيير الخطاب العام عن كونها منظمة غير متسامحة، ويبدو أنها حققت بعض النجاح، وكون أن النساء المذكورات لم يظهرن أدلة تُذكر على ممارسة أنشطة عامة للجماعة أمر لا يهم. ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من أن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية حلّت اسميًا مجلس إدارتها بأكمله، كان هناك استثناء واحد حتى لهذا الادّعاء، وكانت المستثناة امرأة. فالشخص الوحيد الذي تم الاحتفاظ به من المجلس القديم هو لمياء العمري؛ ناشطة سويدية ورئيسة سابقة للمنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة.

 

وقالت "هيرمان" إن النساء في الجماعة الهدف منهم  مساعدة جماعة الإخوان المسلمين على الوصول إلى جمهور أوسع للتجنيد من خلال التعاون مع منظمات أخرى، والحصول على الأموال العامة، وتوفير طبقة أخرى من التحصين ضد النقد الاجتماعي.