رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط

منطقة مارمينا
منطقة مارمينا

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بتذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط (محافظة الإسكندرية)؛ والتي عرفت في كتب التاريخ بـ"منطقة بو مينا" والتي تعتبرها اليونسكو ضمن مناطق التراث الحضاري العالمي .

قصة اكتشاف المنطقة 

وقال الباحث القبطي ماجد كامل، إنه بعد اكتشاف القبر وظهور العديد من قصص المعجزات منه؛ ألح أهالي مدينة الإسكندرية على البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة على اسم الشهيد؛ وبالفعل استجاب البابا لطلبهم وتم بناء الكنيسة في عهد الملك جوفيان ( 363- 364 )؛ وكانت كنيسة في غاية الجمال والفخامة .

FB_IMG_1624340757307
FB_IMG_1624340757307

 

وأضاف: وفي عهد الملكين أركاديوس وأوناريوس ؛ توجه البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ 23 (385- 412 ) لزيارة المنطقة فلاحظ معاناة الشعب بسبب ضيق المكان على قدر فخامته؛ فقرر توسيع المنطقة؛ وبناء كاتدرائية كبرى على اسم الشهيد؛ وقام الملك أناسطاسيوس (491- 518م) بإنشاء منازل لإضافة الزوار وإستراحات لاستقبال الجموع؛ ومستشفيات وأسواق؛ حتى ذاع خبر هذه المنطقة المقدسة في جميع أنحاء العالم؛ فقام الدير بعمل قوارير فخارية لتوزيع المياه المقدسة من البئر المحيطة بالقبر والتي كان يعتقد أن لها قوة عظيمة على الشفاء من الأمراض؛ ولقد عثر على الكثير من هذه القوارير في متاحف ألمانيا وفرنسا وأورشليم والسودان .

وواصل: ولكن بدأ الخراب يتسرب إلى هذه المنطقة تدريجيا؛ ففي عهد الخليفة المعتصم؛ جاء مهندس من بغداد بنقل رخام الكنيسة الكبرى إلى بغداد؛ وتوسل إليه البابا يوساب الأول البابا الـ52 (831- 849) وكان ذلك خلال عام 850م؛ ولكنه للأسف الشديد لم يستجب لتوسله؛ وذهب بالرخام إلى هناك حيث قتل هناك بعد أن سقطت إحدى أعمدة الرخام عليه ولكن الخراب الشامل حل بالمنطقة في القرن الثالث عشر بسبب غارات البربر والبدو؛ وهكذا راح المزار في طي النسيان؛ ولم يبق منه سوي أكوام من الرمال . 


اكتشاف قبر مارمينا

 

واستكمل: ولكن مع بداية القرن العشرين؛ قام العالم الألماني الشهير كارل ماريا كاوفمان ( 1872- 1951 ) وتحديدا خلال الفترة من ( 1905- 1907 )  بعمل حفائر في المنطقة وقام باكتشاف قبر القديس والكنيسة التي فوقه والكنيسة الكبرى وبعض المعالم الهامة الأخرى وتوالت زيارات العلماء الأجانب والمصريين للمنطقة بعدها .

 وتابع: كما قام الراهب المصري القمص يوحنا السبكي الأنطوني بزيارة المنطقة يوم 18 أغسطس 1945 حيث كان يتطلع لسكن المنطقة غير أن ظروف الحرب العالمية الثانية قد حالت دون ذلك. 

وقال: كما اهتم بها العالم المصري الدكتور باهور لبيب (  1905- 1994 )  حيث ترأس بعثة من المتحف القبطي لزيارة المنطقة وعمل حفائر بها، كما قام المتنيح الأنبا ثاؤفيلس رئيس دير السريان (1926- 1989)  بتنظيم رحلة لصلاة القداس الإلهي في هذه المنطقة يوم 24 نوفمبر 1957؛ يرافقه  تسعة من  رهبان الدير  منهم  الراهب انطونيوس السرياني؛ والراهب متياس السرياني.

وتابع: غير أن كل هذه الجهود السابقة ؛ كانت مقدمة للنقلة الكبرى والعظمى في تاريخ الدير على يد البابا البطريرك القديس البابا كيرلس السادس؛ فلقد ارتبط قداسته بالشهيد العظيم مارمينا منذ طفولته المبكرة وتعميده في دير مارمينا الأثرى بأبيار؛ وحضوره الاحتفال السنوي بعيده في الدير. 

 ولقد حاول سكن المنطقة خلال عام 1943 حيث نزل إلى الإسكندرية وتقابل مع بانوب حبشي عالم الآثار المعروف ومؤسس جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية؛ غير أن مصلحة الآثار رفضت الطلب بسبب ظروف الحرب.

وتابع: ثم قام بوضع حجر أساس كاتدرائية دير القديس مارمينا في 24 نوفمبر 1961؛ وتمت رهبنة أول دفعة من سبعة رهبان بالدير خلال عام 1964 ليتم إحياء منطقة “بو مينا” مرة ثانية، ويتحول الدير والمنطقة كلها إلى منطقة إشعاع روحي وحضاري يطل بنوره على العالم كله .

وتابع: لقد قام المتنيح البابا شنودة الثالث بتدشين كاتدرائية الشهيد مارمينا في يوم الأحد الموافق 9 يناير 2005 . 
الجدير بالذكر أن منظمة اليونسكو  قامت بإدراج منطقة “بو مينا” ضمن قائمة التراث العالمي ؛ وبذلك أصبح الدير واحدا من أهم المواقع الأثرية في مصر.