رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صانعات المستقبل.. سيدات «تنسيقية شباب الأحزاب» يتحدثن لـ«الدستور»

صانعات المستقبل
صانعات المستقبل

«أن تصبحى ناجحة.. عليكِ بدفع الضريبة».. عبارة طالما فكرت فيها المرأة قبل بدء حياتها المهنية أو خوض غمار العمل العام، معتقدة أن النزول إلى هذه الساحة سيؤثر بالسلب على حياتها الأسرية، ويجعلها بين خيارين كلاهما مر، إما التخلى عن النجاح لصالح الأسرة، أو التضحية بعلاقة أسرية طبيعية متزنة من أجل تحقيق الذات.

لكن يبدو أن سيدات وفتيات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين امتلكن «وصفة» أو «خلطة» خاصة بهن، استطعن من خلالها تحقيق التوازن بين العمل التطوعى والعام وخوض غمار السياسة، والحفاظ على الأسرة وحياة اجتماعية طبيعية، يقرأن ويسافرن ويشاهدن الأفلام خلالها، وتؤدى كل واحدة منهن دورها كأم وزوجة وأخت.

فى السطور التالية، تحاور «الدستور» عددًا من سيدات وفتيات «تنسيقية الشباب»، للتعرف منهن على سر هذه «الخلطة»، وكيف وصلن إلى ما هن فيه من نجاح.

حنان وجدى: أتقن عملى كما علمنى والدى.. أقضى وقتى مع بناتى.. وأهوى القراءة

تُولى حنان وجدى، أمين سر اللجنة الاقتصادية بتنسيقية الشباب، الاهتمام الأكبر فى حياتها لطفلتيها، ثم تأتى بعدهما حياتها العملية والسياسية، مشيدة بالدور الكبير لوالدها فى حياتها ومشوارها المهنى.

وقالت «حنان»: «أحببت عملى وأتقنته بمساعدة والدى، الذى رأيته يعمل دائمًا بإتقان حتى كرّمه وزير قطاع الأعمال العام، وتعلمت منه الكثير وأسير حاليًا على منهجه».

وأضافت: «أهتم بالعمل العام بصورة أساسية، وأنشغل بقضايا الدولة المختلفة، وأقدم مقترحات لعملية التطوير والإصلاح الاقتصادى»، كما أنها تهوى القراءة، وتقضى أغلب أوقاتها مع ابنتيها، فى إطار السعى للتوفيق بين حياتها الخاصة والعملية.

وفى قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب تخرجت حنان وجدى، لتبدأ حياتها المهنية الحافلة بالعديد من المحطات، بينها العمل كمدير محفظة فى شركة سمسرة وتداول للأوراق المالية، ثم الانتقال لإدارة المكتب الفنى لمجلس الإدارة ولجان الاستثمار والتعويضات والمراجعة الداخلية وتطوير النظام الأساسى لصندوق ضمان المخاطر التابع لهيئة الرقابة المالية.

بعدها قررت دراسة الماجستير والدكتوراه فى الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، وكان مشروع تخرجها فى الماجستير عن «تأثير الإدراج المزدوج على تداول شهادات الإيداع العالمية»، وتناقش الدكتوراه حاليًا حول «تأثير الشمول المالى على الاقتصاد غير الرسمى».

وأسست عضو الجمعية العمومية لمؤسسة «الأهرام» الاقتصادية شركة «إيليت للاستشارات المالية»، مع مجموعة من الأصدقاء، كمستشار مالى مستقل من الهيئة العامة للرقابة المالية، وانتقلت لمنصب نائب العضو المنتدب لشركة «ميداف القابضة المالية»، وأخيرًا رئيس إدارة تطوير الأعمال فى شركة «الأهلى لإدارة الأصول والاستثمارات المالية»، مع عضوية مجلس إدارة فى شركة «ضمان للتأمين».

وتعاملت حنان وجدى مع العديد من الشخصيات القوية فى سوق الاستثمار المصرية، الذين كان لهم تأثير كبير على حياتها العملية، وعلى رأسهم: اللواء محمد عبدالسلام، رئيس شركة «المقاصة» سابقًا، والمستشار محمد الدكرورى، نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور أحمد سعد عبداللطيف، رئيس هيئة الرقابة المالية، واللواء ممدوح أبوالعزم، مساعد رئيس هيئة الرقابة المالية سابقًا الرئيس الحالى لصندوق ضمان المخاطر.

وعملت أيضًا مع مجموعة من الخبرات الفنية فى سوق المال، إلى جانب التعامل مع جميع الهيئات الرقابية، منها البورصة والمقاصة وهيئتا الرقابة المالية والاستثمار، فضلًا عن العديد من شركات السمسرة فى سوق المال.

وفى ظل هذه الحياة المهنية الحافلة، التى ساعدتها على اكتساب العديد من الخبرات الفريدة، قررت حنان وجدى دخول الحياة السياسية، بمساعدة الدكتور فخرى الفقى، الذى عينها مستشارًا للجنة الاقتصادية التى يترأسها فى حزب «مستقبل وطن»، وكان من أكثر الشخصيات تحمسًا لها فى العمل السياسى.

ثم انتقلت إلى حزب «الحرية المصرى» كرئيس للأمانة الاقتصادية عضوًا للهيئة العليا، وكونت مجموعة فنية كبيرة لرصد التقارير الدولية والمصرية عن الاقتصاد والاستثمار والتمويل، وتحليلها وتعريف الجمهور والمهتمين بها.

بعد ذلك، نظمت دورات تثقيفية عديدة، بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية وجامعة القاهرة، لتعريف الطلاب بالأنشطة المالية غير المصرفية، عن طريق مفاهيم بسيطة وميسرة، كما عملت على ذلك مع شباب الحزب ورؤساء اللجان والمهتمين، وقدمت العديد من المقترحات لتنمية الاقتصاد، تحت إشراف الدكتور فاروق العقدة.

راجية الفقى: النظام مفتاح النجاح.. والاستعجال يمنع الاستمتاع بالرحلة

يتركز معظم قراءات راجية الفقى، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فيما يطرأ على المجال التكنولوجى من تطورات، مع متابعة التحديات التى تواجهها مصر فى هذا المجال، والفرص المتاحة للنهوض به وتنميته وجعله من مصادر الدخل القومى، إلى جانب قراءات أخرى تتعلق بالتاريخ والشخصية المصرية، وبعض القراءات الإنسانية.

وراجية الفقى خبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات لأكثر من ٢٠ عامًا، وهى مدير مشروعات تكنولوجيا المعلومات خبير التحول الرقمى فى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، حصلت على دبلومة فى تكنولوجيا المعلومات، وماجستير إدارة أعمال من جامعة «أسلسكا»، عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على المستهلك المصرى واتجاهات الإنفاق، كما أنها باحثة دكتوراه فى الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا.

ورأت خبيرة تكنولوجيا المعلومات أن النظام هو مفتاح النجاح، لكونه ينسق بين كل شىء، ويساعد على تحديد الأولويات وترتيب الخطوات لتحويل أى حلم إلى حقيقة.

وأضافت: «هناك دومًا ما نغفله ولا نعطيه قدره فى رحلتنا رغم كونه أحد أهم الركائز الأساسية فى تحقيق أى نجاح، وهو الصبر، فاستعجال النتائج يفقد الإنسان الاستمتاع بالرحلة ويفقده حكمة الصبر».

 

صابرين حجازى: أنا أول أمينة حزب خارج القاهرة.. وأقتدى بـ«الوزيرات الناجحات»

تعد صابرين حجازى، أمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، قصة نجاح ملهمة بين عضوات التنسيقية، بعد أن واجهت خلال حياتها كثيرًا من التحديات، فى مشوارها مع العمل العام والتطوعى، نظرًا لطبيعة دراستها فى جامعة الأزهر، وانتمائها إلى محافظة البحيرة ذات الطابع الريفى تميل إلى رفض خروج المرأة للعمل العام.

لكن وسط تلك التحديات والصعاب، كانت الأسرة هى الداعم الأساسى والسند فى كل المراحل الحياتية التى مرت بها «صابرين»، خاصة والدها الذى دعمها، سواء ماديًا أو معنويًا، ما ساعدها فى الحصول على ليسانس الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، ودبلومة فى السياسات الإدارية من كلية التجارة، مع العمل كموظفة فى قطاع العلاقات العامة بشركة الصرف الصحى ومياه الشرب، وخبيرة بالعمل التطوعى.

وقالت إنها التحقت بوظيفة مسئولة علاقات عامة وتوعية فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى المحافظة، وهناك أُسندت لها مسئولية المشاركة فى برنامج خدمات الصرف الصحى المستدامة بالمناطق الريفية التابع للبنك الدولى.

وأضافت: «لم أكتف بالعمل المكتبى والوظيفة الأساسية، فأنا أيضًا عضو مجلس إدارة اللجنة النقابية للعاملين ولجنة شئون العاملين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالبحيرة، وأول فتاة فى تاريخ الشركة تحصل على عضوية اللجنة النقابية بالانتخاب».

وكشفت عن بدئها العمل العام قبل ١٥ عامًا، وخلال تلك المدة تقلدت العديد من المناصب والمهمات فى الأحزاب السياسية، من بينها أمين شباب حزب «الحركة الوطنية» فى البحيرة، والأمين المساعد لأمانة التخطيط الاستراتيجى بحزب «مستقبل وطن»، حتى أصبحت أول أمينة عامة لحزب سياسى فى محافظة خارج القاهرة الكبرى، بتقلد منصب أمين عام حزب «الأحرار الدستوريين» فى البحيرة، إلى جانب أمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

وخلال هذه الرحلة، شاركت «صابرين»، من خلال جمعيات خيرية وأحزاب سياسية، فى عدد من حملات التوعية السياسية للسيدات بالبحيرة، من بينها حملة للتوعية بالتعديلات الدستورية، وأخرى بالانتخابات الرئاسية، لحث العاملين والمواطنين على المشاركة فى هذه الاستحقاقات، والتعريف بأهميتها.

وأشادت بجهود الرئيس السيسى فى مجال تمكين المرأة المصرية، قائلة: «لولا مساعدة الرئيس السيسى للمرأة المصرية وتمكينها، لكانت لا تزال تنادى بأبسط حقوقها فى العمل العام والمشاركة فى الحياة السياسية، لكن بفضل توجيهاته وإطلاقه عام المرأة والاستراتيجية الوطنية لدعم المرأة وتوليها المناصب القيادية، شاهدنا فى عهده أول محافظ وأول قاضية».

وأضافت: «هذه الجهود ساعدتنا على مواجهة التحديات، وأن تكون المرأة موجودة وحاضرة بقوة فى كل المجالات، وتثبت وجودها فى أى عمل تكلف به»، مشيرة إلى أنها تقتدى بالعناصر النسائية الناجحة فى الحكومة، مثل السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، وغيرهن الكثير من الوزيرات.

واختتمت بأن «من هواياتى المفضلة العمل التطوعى ومساعدة الناس، وهذا العمل علمنى حب المشاركة المجتمعية، وهو ما نادى به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، وخص به الشباب، فأنا أجد نفسى فى المشاركة المجتمعية وسط المواطنين، كما أننى أهوى السفر والقراءة».

نهى زكى: أُحب الموسيقى.. وأسرتى أكبر داعم

تهوى نهى أحمد زكى، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، القراءة والموسيقى، وتحاول دائمًا التوفيق بين واجباتها تجاه أسرتها، ومسئولياتها المتعلقة بالعمل، لكى لا يطغى جانب على الآخر، مرجعة نجاحها فى ذلك إلى دعم أسرتها لها، بعد توفيق من الله. تخرجت نهى زكى فى كلية الآداب، وكان ترتيبها الـ٩ على القسم والـ١٥ على الكلية، وحصلت على تمهيدى الماجستير من نفس القسم، وتم تعيينها ضمن أوائل الخريجين فى مكتب وزير الدولة للتنمية الإدارية، وعملت لعدة سنوات كاختصاصى علاقات عامة وإعلام، ثم انتقلت للعمل بالإدارة العامة للعلاقات الدولية بمكتب وزير الدولة للتنمية الإدارية.

وبالإضافة إلى دراستها الإعلام والعلاقات العامة، كانت مسئولة عن ملفات التعاون مع الدول الأوروبية والمنظمات الدولية، وهو ما أضاف لها الكثير من المهارات والخبرات، ثم انتقلت إلى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية كاختصاصى أول علاقات دولية.

تقدمت بعدها إلى البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة فى الأكاديمية الوطنية للتدريب، واجتازت كل الاختبارات ومراحل التصفية، حتى تم قبولها فى البرنامج، وتتخرج ضمن الدفعة الثانية من البرنامج «دفعة الفريق العصار».

إيمان طلعت: «الصبح سياسة وعمل عام لخدمة الوطن.. وفى الليل أم وزوجة»

نجحت إيمان طلعت، بنت مركز «الغنايم» بمحافظة أسيوط، فى اقتحام عالم السياسة، وأصبحت أمين سر لجنة الإدارة المحلية فى تنسيقية الشباب، على الرغم من الصعوبات التى تواجهها الفتيات فى الصعيد.

«إيمان» حاصلة على ليسانس لغة عربية من فرع جامعة الأزهر فى أسيوط، وعلى الليسانس من كلية الحقوق بجامعة أسيوط، إلى جانب دبلومة فى التحكيم الدولى، وماجستير فى القانون الخاص، وتعمل حاليًا رئيس مجلس أمناء مؤسسة «صوت الشباب» للتدريب والتنمية، ومدير العلاقات العامة لشركة «إيجنت» للخدمات القانونية.

وقالت الفتاة الصعيدية إنها بدأت ممارسة العمل السياسى منذ أكثر من ٢٠ عامًا، وأصبحت مدربًا معتمدًا لدى وزارات التضامن والشباب والرياضة والتنمية المحلية، كما تتولى تدريب الشباب على العمل العام والمحليات فى مبادرة «مستقبلنا فى أيدينا».

وأضافت: «أحب التعلم وحضور المؤتمرات والندوات وورش العمل، وكنت أسافر من أسيوط إلى القاهرة والإسكندرية والبحر الأحمر وجنوب سيناء وأسوان، للمشاركة فى العديد من الفعاليات السياسية». وذكرت أن جميع زملائها يفتخرون بها كنموذج للمرأة الصعيدية المكافحة، التى تحب عملها وبلدها، مشيدة بتنسيقية الشباب ككيان يقدر المرأة ويساعدها على تحدى جميع العقبات، ويؤمن بقدرتها على تحقيق نجاحات فى العمل السياسى. وكشفت عن نجاحها فى التوفيق بين العمل والمشاركة فى الحياة السياسية، وعدم التقصير فى واجباتها كأم وزوجة، مشيرة إلى أنها سافرت إلى مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ، وهى حامل فى الشهر الثالث، كما سافرت بابنها «يوسف» منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية، وحضر معها الجلسة الختامية. وبينت أنها تنهى واجباتها كأم وزوجة فى المساء، بأن تحضر الطعام وتهتم بأولادها، وفى الصباح تمارس عملها وتشارك فى العمل السياسى، لافتة إلى أن هوايتها المفضلة هى ممارسة العمل السياسى وخدمة المصريين، وفقًا لقاعدة «الوطن هو الأساس».

وقالت إنها شرفت بالمشاركة ضمن وفد «التنسيقية» فى جامعة حلوان، للتحدث مع الشباب حول أهمية المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، سواء بالموافقة أو الرفض، لأن المشاركة واجب، كما هى حق لهم.

وشاركت أيضًا مع مؤسسة «صوت الشباب» فى إطلاق مجموعة من المبادرات، للتوعية بالإنجازات التى تتحقق فى مصر، وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، والترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة، وهى بالترتيب: «ابن أصول» و«حلوة يا بلدى» و«كلنا واحد»، إلى جانب مبادرات الأطفال، مثل: «نحن معك» و«ارسم من بيتك»، بهدف دعم الصغار فى ظل جائحة «كورونا». وتفضل «إيمان» السفر لأنه يكسبها خبرات كثيرة، وتحب القراءة ومعرفة كل المستجدات حول العالم، إلى جانب متابعة ردود أفعال الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، وزيارة الأماكن الأثرية، والطبخ. واختتمت: «أنا نموذج مكرر لملايين من السيدات والأمهات المصريات، فكل مصرية تستطيع التوفيق بين العمل ومهامها كزوجة وأم، والمشاركة فى الحياة السياسية، لذا أوجه التحية لكل امرأة مصرية قوية تعمل وتكافح من أجل صناعة جيل جديد من المصريين المخلصين للوطن والعاشقين لترابه».