رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا العلمين الجديدة.. من أرض ألغام لـ«ريفيرا الشرق»

العلمين الجديدة
العلمين الجديدة

وحدها المشروعات القومية الكبرى والجريئة هى ما تبنى الدول وتصنع الحضارات وتعلو بالإنسان معيشيًا وثقافيًا، ومشروع مدينة العلمين الجديدة نموذج طموح لأحد الأعمال العظيمة التى تنفذها الدولة المصرية فى جمهوريتها الجديدة، التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى. 

وتعتبر «العلمين الجديدة» بداية عصر جديد من المدن الذكية الحديثة القائمة على أرفع الأسس التكنولوجية المتطورة، حيث تدار معظم الخدمات فيها بشكل رقمى حديث، كما أنها مبنية على رؤية متقدمة تتيح لسكانها حياة متكاملة معيشية ومهنية وترفيهية وغيرها. 

وتبلغ المساحة الإجمالية للعلمين الجديدة ٤٩ ألف فدان، ويبلغ عدد السكان المُستهدفين فيها نحو مليونى نسمة، ويجرى تنفيذ مرافق منطقة الإسكان الاجتماعى المميز، وتضم المرحلة الأولى منها ١٥ برجًا شاطئيًا، وتضم أيضًا جامعة العلمين للعلوم والتكنولوجيا، والأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، ويجرى تنفيذ ٤ كبارى مشاه وكبارى البوغاز، و٤٠ عمارة إسكان متميز بمنطقة الداون تاون، وأعمال حماية الشواطئ، وقد تم تنفيذ الممشى السياحى على الكورنيش بطول ١٤ كم.

وفى السطور التالية، يتحدث وزير الإسكان والمرافق العمرانية ورئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، لـ«الدستور»، حول آخر التطورات فى المدينة، وطبيعة الأعمال الجارية، والمدة الزمنية لانتهائها وغيرها من التفاصيل المرتبطة بمشروعات المدينة.

مقر صيفى للحكومة.. شقق للجميع.. وكورنيش مفتوح مجانًا أمام المواطنين

داخل مدينة العلمين الجديدة لا يتوقف العمل، فالمعدات الثقيلة يمكن مشاهدتها فى أكثر من موقع، حيث تسابق الزمن للانتهاء من تنفيذ المشروعات والتوسعات خاصة بالمنطقة الشاطئية عقب تخصيص ٨ قطع أراضٍ لشركات التطوير العقارى.

وتضم المدينة قصرًا للرئاسة ومقرًا صيفيًا لمجلس الوزراء مجهزًا بالكامل لإدارة شئون البلاد ومناقشة مختلف الملفات والمشروعات بكفاءة عالية، إضافة إلى أبراج سكنية وإدارية شاهقة تزين ساحل البحر الأبيض المتوسط.

كما تضم عدة مشروعات سكنية متنوعة ومختلف الخدمات، من تعليم وترفيه وصحة وأنشطة تجارية، وكلها باتت واقعًا ملموسًا مثلما رُسمت فى اللوحات التى عُرضت فى بداية التنفيذ قبل ٣ سنوات.

وتتميز «العلمين الجديدة» بالبحيرات الداخلية التى تطل عليها الأبراج، وشبكة طرق فريدة على مستوى التصميم والجودة وكفاءة التنفيذ.

ولم يتغافل المصمم العبقرى كورنيش الساحل بطول ٧ كيلومترات من أصل ١٤ كيلومترًا ويجرى تنفيذه على مرحلتين، وسيكون مفتوحًا ومجانيًا تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

كانت وحدات الإسكان الاجتماعى ذات التصميم الجديد أول ما انتهى تنفيذه فى مشروع مدينة العلمين الجديدة، وجرى حجزها بالكامل بعد أقل من ساعة من فتح باب الحجز إلكترونيًا، ويجرى تسليم حاجزى المرحلتين الأولى والثانية وحداتهم حاليًا.

ونفذت وزارة الإسكان عدة مشروعات سكنية أعلى، حيث نفذت وطرحت وحدات «دار مصر» و«سكن مصر»، وهما لشريحتين تتوسطان محدودى ومتوسطى الدخل.

كما أنجزت تنفيذ منطقة الأبراج الشاطئية وباعت وحداتها بأسعار بلغت نحو ٥٥ ألف جنيه للمتر السكنى فى المتوسط.

وكذلك توجد وحدات تبيعها شركتا تسويق عقارى كبيرتان لصالح هيئة المجتمعات بخلاف الأبراج، مثل مشروعات «مزارين» بأسعار متوسط ٢٠ ألف جنيه للمتر ومشروع الحى اللاتينى، بخلاف مركز الريادة والأعمال الذى سيضم ٥ أبراج مبدئيًا بارتفاعات ٢٠٠ متر، وبرجًا أيقونيًا بارتفاع ٢٥٠ مترًا، ليكون المبنى الأعلى بساحل البحر المتوسط بالكامل.

وزير الإسكان: احتفالية لافتتاح المرحلة الأولى قبل نهاية العام

قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، إن مدينة العلمين الجديدة تشهد عمليات بناء فى كل جزء منها، وهو ما يحدث فى كل منطقة بمصر حيث تشهد تنفيذ مجتمعات عمرانية.

وأضاف: «المنطقة الشمالية فى مدينة العلمين الجديدة، التى تعرف بالمنطقة الشاطئية، اكتملت تطويريًا، لتكون نواة لاكتمال تنمية نصفها الآخر، الذى سنطرحه على المستثمرين بعد تنمية ٧ كيلومترات على طول الشاطئ كمرحلة أولى، ومن ثم سيجرى إكمال النصف الآخر».

وواصل: «فى المنطقة الجنوبية للمدينة نعمل على إنشاء مركز للأعمال من خلال الأبراج التى ستنفذها الشركة الصينية (سى سيك)، لتكون نواة لمركز أعمال ريادى كبير، حتى تصبح المنطقة بالكامل نواة لتنمية سواحل مصر على البحر المتوسط».

وذكر أن «المنطقة الشاطئية فى العلمين الجديدة ليست كل المدينة، وإنما جزء صغير منها، وكان من الضرورى الانتهاء من الجزء الساحلى للمدينة قبل الانتقال للجزء الخدمى، الذى شيدنا فيه عمارات دار مصر، ومجموعة من وحدات سكن لكل المصريين، والإسكان الاجتماعى المتميز لمحدودى الدخل، وهناك أيضًا الأكاديمية البحرية والجامعة اللذان يعملان حاليًا، بخلاف الأنشطة الموجودة فى المنطقة الشاطئية، ما يعنى أن الخدمات سبقت وجود السكان لتوطين مفهوم أن هذا النوع من المدن للحياة على مدار السنة وليس مصيفيًا فقط».

وشدد على أن الوزارة تنتهج سياسات جديدة فى عمليات التنمية العمرانية، قائلًا: «نحن لا نبدأ تنمية أكثر من تجمع عمرانى إلا بعد اكتمال النواة الأولى لهذه التجمعات».

وقال: «الجداول الزمنية للتجمعات العمرانية التى تنفذها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة موضوعة بمعدلات محددة، ويجرى تنفيذ هذه التجمعات فى مناطق مختلفة من البلاد، وهذا ما يحدث هنا فى العلمين الجديدة، ليكون التجمع نواة لبدء تنفيذ التجمعات الأخرى المرتبطة بكل منطقة».

ولفت إلى أن «مدينة العلمين الجديدة تضم حاليًا نحو ١٥٠٠ وحدة إسكان اجتماعى متميز، بخلاف ما سينتهى تنفيذه بنهاية العام الجارى، وهناك مواطنون يسكنون هذه الوحدات حاليًا، كما تضم أيضًا حوالى ٥ آلاف وحدة إسكان متوسط، وعددًا كبيرًا جدًا من وحدات الإسكان المتميز فى المنطقة الشاطئية، بالإضافة إلى الأنشطة التجارية والترفيهية التى ستقدم خدماتها خلال الموسم الحالى».

وواصل: «تم تدشين منطقة أبراج جديدة فى المنطقة الجنوبية لمدينة العلمين الجديدة، وقبل أشهر أنهينا مرحلة تأهيل الموقع وتركيب الأسوار الخاصة بالشركة المنفذة، فى استثمار جديد يمول بالكامل من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، دون شركاء، وهذه الاستثمارات تقدر مبدئيًا بنحو ٣٠ مليار جنيه لتنفيذ ٥ أبراج، وسيجرى إنهاء بعضها فور بدء التنفيذ خلال ٢٨ شهرًا، والآخر سينتهى خلال ٣٦ أو ٣٨ شهرًا، وقد وضعنا حجر الأساس لهذا المشروع، وخلال شهرين على الأكثر سنضع حجر الأساس لمجموعة أخرى من الأبراج فى نفس المنطقة».

وأكد أن «إنشاء الأبراج شاهقة الارتفاع ليس موضة بل احتياجًا، ويجرى تنفيذها لأن الشكل يتبع الوظيفة، فهناك بعض المناطق التى تحتاج لهذا النمط من الشكل العمرانى حتى تؤدى وظيفتها المرجوة، وهناك مناطق لا يصلح فيها هذا النمط، لذا يمكن بناء مثل هذه الأبراج فى مدن مثل العلمين الجديدة أو العاصمة الإدارية والمنصورة الجديدة، لكن مدنًا أخرى قد لا تتحمل هذا النمط العمرانى».

وكشف «الجزار» عن بدء الاستعدادات والتجهيز لافتتاح المرحلة الأولى من العلمين الجديدة وذلك قبل نهاية العام الجارى، موضحًا: «سيكون الافتتاح فى احتفالية كبرى على غرار افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، وبداية من الشهر المقبل ستكون هناك افتتاحات لمجموعة من المدن التى بدأ تنفيذها قبل ٣ سنوات، مثل أسوان الجديدة وأسيوط الجديدة وغرب قنا وغيرها».

وعن المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢، قال وزير الإسكان: «يجرى تنفيذ مجموعة من المدن لها أهداف وأدوار وظيفية، وفى اللحظة التى تحقق فيها مدينة مثل العلمين الجديدة المرجو منها وتنشط وظيفيًا، سننتقل إلى مجموعة أخرى من المدن المخطط تنفيذها على امتداد ساحل البحر المتوسط، من بورسعيد حتى غرب مطروح، وكل هذه المناطق المخططة ستكون تجمعات عمرانية لها نسق وأدوار ووظائف مختلفة».

وحول دور القطاع الخاص وإتاحة أراضٍ للمستثمرين والمطورين العقاريين فى مناطق المشروعات الرائدة بمدينة العلمين الجديدة، قال وزير الإسكان: «الدولة ليست تاجر أراضٍ، ونود فقط أن يتفهم المستثمرون والمطورون أن الدولة دخلت فى هذا المشروع لتحقيق الدفعة الأولى من عملية التنمية، سواء فى العلمين الجديدة أو فى غيرها من التجمعات التى ننفذها».

وأضاف: «نفذنا مشروعات عملاقة لا يستطيع أى مطور عقارى أن ينفذها مهما كان حجم مشروعاته، خاصة أن عمليات الترفيق وتنفيذ البنية الأساسية تتكلف المليارات، وقد نفذنا هذه المشروعات الضخمة فى توقيتات زمنية محددة، وهو أمر لا يستطيعه أى مطور».

وتابع: «بدأنا فى العلمين الجديدة عملية تنموية، نقدم من خلالها منتجًا عمرانيًا راقيًا ومختلفًا، ومن يرغب فى العمل بها من المستثمرين عليه أن يعلم أنه سيلتزم بنفس القدر من الجودة والمدد الزمنية المحددة للمشروعات، وقد أبقينا مساحة من الأراضى لمن يود العمل والتطوير من القطاع الخاص، لكن ذلك سيكون مشروطًا بالعمل بنفس الآلية التى نعمل من خلالها».

واختتم: «مرة أخرى، الدولة ليست تاجر أراضٍ، بل تتيح للناس مشروعات تنموية، ومن يرغب فى تنفيذ مشروع فعليه أن يتقدم بالمشروع، ويطرح تصوراته وقدراته المالية والفترة الزمنية التى سينفذه فيها، وذلك خلال عامين أو ثلاثة كما يجرى العمل، وليس خلال ١٠ أو ١٥ عامًا، كما كان يحدث سابقًا».