رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نموت قليلًا عندما يغادرنا الأصدقاء».. كواليس علاقة طه حسين بالعقاد

عباس العقاد وطه حسين
عباس العقاد وطه حسين

ظهر عميد الأدب العربي طه حسين في حوار تلفزيوني رفقة مجموعة من المثقفين والأدباء المصريين الكبار آنذاك (يوسف السباعي، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، عبد الرحمن الشرقاوي، نجيب محفوظ، محمود أمين العالم، أنيس منصور، كامل زهيري، عبد الرحمن صدقي، عبد الرحمن بدوي).

وفي لقاء تلفزيوني، قال الأديب أنيس منصور إنه أعد الحلقة للإعلامية ليلى رستم، وحكى عن كواليس تصوير الحلقة التي كانت في منزل عميد الأدب العربي طه حسين.

وأضاف أنهم قبل دخول منزل طه حسين، كان جميع الضيوف يقفون في حديقة المنزل، وتبللت أحذيتهم، وبعد دخولهم أشارت زوجة عميد الأدب العربي إليه بأنهم عنفوا بأرضية المنزل «السجاد» فقال «حسين»: «يا أنيس لا تعنفوا بالمنزل».

قبل هذه الحلقة كان أنيس منصور قد أعد حلقة سابقة مع الأديب الراحل عباس العقاد وتقاضى 200 جنيه. فقبل تصوير حلقة عميد الأدب العربي طلب من أنيس منصور أن يحصل على أعلى أجر، وسأل عن أجر عباس العقاد مقابل ظهوره في الحلقة السابقة، فأجاب "منصور": "أننا سنرسل لسيادتك مائة جنيه زيادة عن المائتين".

أثناء تصوير الحلقة، قال عميد الأدب العربي، حسبما حكى أنيس منصور:" يا أنيس نذكرك فلا تنسى"، في إشارة إلى المائة جنيه الإضافية.

وبعد انتهاء الحلقة، نٌشر خبر في جريدة الأخبار أن "العقاد" حصل على مبلغ 300 جنيه مقابل ظهوره في البرنامج "نجمك المفضل"، ووضع كاتب الخبر علامة تعجب في نهاية الخبر، مما أثار غضب عباس العقاد الذي هاتف "منصور": " لما العجب يا مولانا؟"، فاستغرب "أنيس" من المكالمة واستفسر من "العقاد" عن غضبه " كاتب الخبر يا أنيس يستعجب من أنني حصلت على 300 جنيه مقابل الحلقة، أنا استحقهم فقد قرأت خمسين ألف كتاب".

معاناة 

عانى عميد الأدب العربي من أمراض العمود الفقري وأمراض الشيخوخة، كما عاني مع فراق الأحبة من زملاء الأدب والنقد، حيث زاده رحيل صديقه "العقاد" في عام 1964 ألما فوق آلامه الكثيرة. 

ويذكر "الزيات"، أن الدكتور طه حسين كان يتحدث في التليفون إلى منزل عباس العقاد، فأبلغوه خبر وفاته، عندها نادى على سكرتيره الخاص ليملي عليه مقالًا عن "العقاد" يُنشر في جريدة الجمهورية.حسب كتاب "الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء" لحنفي المحلاوي.

وبعد أن انتهى من الإملاء طلب من السكرتير أن يتركه بمفرده، ولا يدخل عليه أحد، إلا أن زوجته السيدة سوزان دخلت عليه بعد قليل، وتساءلت عن السبب، فيما قاله سكرتيره، قال العميد: "نموت قليلًا عندما يغادرنا في هذه الدنيا الأهل والأصدقاء، لقد كنت بالأمس أذكر الأعضاء العشرة الذين دخلت معهم المجمع عام 1940، لقد ودعنا الآن لطفي وهيكل وعبد العزيز فهمي ومصطفى عبد الرازق، كما ودعنا على إبراهيم والمراغي وعبد القادر حمزة وأحمد أمين، والآن "العقاد"، ولم يبق على قيد الحياة من الزملاء العشرة سواي".