رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لن تتوافر الشروط فيها».. لماذا رفض الشيخ عبد الباسط أن تسجل أم كلثوم القرآن؟

الشيخ عبد الباسط
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

عام 1955 تمثال للشيخ عبد الباسط عبد الصمد- يباع في شوارع القاهرة بقرش صاغ، وتعالت صيحات الباعة:"الشيخ عبد الباسط براندو بقرش، معبود الستات بقرش".

أجيال تلك الفترة شبهوا الشيخ "عبد الباسط" بـ "مارلون براندو" معبود النساء في العالم، شكلًا وموضوعًا.

الشيخ"عبد الباسط" لم يستطع شراء تمثال لنفسه، فالتماثيل الصغيرة نفذت من السوق في ساعات، ورأى التمثال في مكتب أحد أصدقائه، فلم يستطع أن يتمالك نفسه من الضحك.

التمثال الذي صنعوه للشيخ عبد الباسط براندو كان عجيبًا، عيونه سود، وعلى فمه تعلو الابتسامة، وشعره أصفر.

وسافر الشيخ إلى سوريا، بعد أن سبقه اللقب إلى هناك "مارلون براندو مصر"، فاستقبله الصحفيون السوريون كنجم سينما، بالأسئلة عن حكاية التمثال، وملاحقة النساء له.

وقرأ الشيخ "عبد الباسط" في دار الإذاعة السورية وتلقى دعوة من وزير المعارف ليقرأ في حماة، وقرأ في حلب، ودعاه وزير الاقتصاد اللبناني، ومفي طرابلس، ودعاه عبد الله الباق رئيس الوزراء اللبناني السابق، وكرمه صبري الشبلي، رئيس وزراء سوريا بوسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثانية، وكرمه سامي الصلح، رئيس وزراء لبنان بالميدالية الذهبية.

وأصبح الشيخ حديث سوريا كلها، وانهالت عليه الدعوات من كل مكان لزيارة تركيا، لكنه اعتذر، واكتفى بزيارته لسوريا ولبنان.

أما النساء في سوريا ولبنان، فكن إذا قابلنه يرفعن الحجاب عن وجههن ويحملقن فيه، وفي كل مكان يذهبن إليه، وفي الإذاعة السورية كانت المذيعات السوريات يبادرن إلى رؤيته ومشاهدته عند تسجيله لقراءته.

وكان الشيخ"عبد الباسط" يقول لمرافقيه الذين يرون هذه الحكايات للناس:"يا ناس استغفروا الله.. مش كدا".

كما نشرت جريدة الجيل عام 1955، أن التمثال تم تقليده للبيع في شوارع دمشق، وبيروت، وبغداد، وعمان، بالفلسات والليرات.

ضد أم كلثوم

بعدما اقترحت مجلة "آخر ساعة" عام 1958، أن تقوم كوكب الشرق أم كلثوم بقراءة القرآن الكريم، خرجت بعض الأصوات المعارضة والمؤيدة، وهو ما تسبب في جدل كبير في مصر.

ونشرت مجلة "آخر ساعة" آراء قُراء القرآن الكريم في صوت كوكب الشرق، من جانبه قال الشيخ حسن مأمون، إنه لا مانع إذا حافظت على قواعد أداء قراءة القرآن الكريم.

ومن جانبه تدخل محمد رجب مستشار وزير الأوقاف، ولم يبدي اعتراضه، وصرّح لـ"آخر ساعة" قائلًا: "لا مانع من نشر كتاب الله بهذه الطريقة"، وهو ما قاله الشيخ عبد الفتاح السبكي أن قراءة القرآن الكريم بصوت أم كلثوم تشبه قراءة المقرئين.

أما محمود حسن إسماعيل عضو لجنة القراء بالإذاعة، كان له رأي آخر وقال إن هناك خصائص أساسية لتلاوة القرآن الكريم، لابد أن تتوافر في صوت أم كلثوم، فيما اكتفى الشيخ محمود شلتوت بالتصريح، بأنه هناك لجنة تبحث الأمر كله.

في حين قال الشيخ سيد سابق، إن المرأة يكره آذانها، كما صرح الشيخ مصطفى إسماعيل قائلًا: "اسألوا الإذاعة".

أما الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، سأبحث مشروع قيام أم كلثوم بقراءة القرآن، أما الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، رفض الأمر برمته، وقال: "لن تتوافر الشروط في أم كلثوم".