رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

رواية الحاج مراد للكاتب الروسى تولستوى تؤكد إيمانه بالحق ولو على حساب هويته

رواية الحاج مراد
رواية الحاج مراد

الكاتب الحقيقي هو الذي يكتب من أجل الإنسانية دون تحيز أو ميل أو هوى. وذاك الكاتب المتجرد الصادق كان هو تولستوى. ذاك المفكر والفيلسوف والكاتب العبقرى والناشد لحرية العباد اينما وجدوا ولو كان ذلك على حساب تاريخ بلاده.

 

 فى روايته العبقرية التى لم يحبها الروس كان فيها الراوى هو الكاتب نفسه وكان يمكنه أن يكون الراوي هو البطل أى الحاج مراد ، حتى لا يتخذها الروس نقيصة في حقه أو ذريعة لاتهامه بالخيانة الكبرى. 

 

إلا أن تولستوى قال آراءه المنتمية للحق والعدل والكرامة الإنسانية بكل وضوح  لدرجة  أنه شبه جنود الروس المحتلين لبلاد القوقاز بالشياطين ، بينما مجد وأثنى على الحاج مراد.  المناهض للروس والمقاوم لها ، ولم يخشى تولستوى فى روايته من تلك التصنيفات التى تصف المقاومون للعداون بالإرهاب.

 

تحكى قصة الحاج مراد وهى قصة حقيقية عن واحد من أبطال القوقاز الذين نالوا من الجنود الروس الذين يحتلون بلاده فى مواقع كثيرة، ثم اختلف مع أحد قادة الحركة المريدية ويدعى الملا شامل فأسر أمه وزوجته وأبناءه وطلب رأسه فلجأ مراد إلى الروس كى يقفوا بجواره ليتخلص من غريمه المسلم. 

 

هنا يبين لنا تولستوى فى روايته مدى رباطة جأش الحاج مراد وهيبته فى حضرة الروس الذين عاملوه كمحارب عظيم، كما وضح لنا تولستوى فى رواية الحاج مراد كيف كان بطله محافظا على صلاته وغاضا بصره ومحافظا على أخلاقه الكريمة أمام العرى الروسى ، وتمر الأحداث فى مسيرة الاتفاق مع الروس على مساعدته دون أن يجعلك تظن أن هذا الرجل خائن لدينه وبلاده وتاريخه ، فجل هم الرجل هو أن يخلص أهله من الأسر وينهض بقومه. 

 

ويجعلك تولستوى طوال الرواية  تفكر هل سينقض مراد على أعدائه الروس بعد أن يخلص أهله أم أنه سيكف عن المقاومه؟ وفى الاخير يهرب الحاج مراد وأصحابه الستة من بين الحراس الروس ليستعين بمريديه بعيدًا عن المحتل، وبعد مقاومه باسلة يقتل الحاج مراد شامخا واقفا مثل الجبل ، وكان تولستوى يريد من روايته أن يخلد ذكراه بل هكذا صنع . وهذا أمر لو تعلمون عظيم ،لذا لاقت هذه الرواية عدم استحسان من الروس ، لأن كاتبهم العظيم مجد شخصية إسلامية على حساب قياصرة بلاده .