رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمي..

«الشمعة».. قصة للكاتب الروسى تولستوى عن تحرير العبيد من قبل الرب

تولستوى
تولستوى

“الأكثر همجية وطغيانا من الجميع أولئك الذين كانوا عبيدا من قبل وصاروا أمراء”.. هذا هو الهدف من قصة الشمعة للكاتب الروسى الكبير تولستوى . الذى عنون قصته بكلمة الشمعة وهى مصدر النور والأمل فى الحياة، وكأن تولستوى أراد أن يقول إن ظلام الدنيا لا يستطيع هزيمة ضوء شمعة . 
 

بدأ تولستوى قصته بعبارة: كان ذلك فى عصر الرق لأعوام سبقت حكم الكسندر الثانى الذى حرر ستين مليونا من العبيد عام ١٨٦٢.


تحكى قصة الشمعة عن شهوة السلطة والظلم الواقع على العبيد فى روسيا . والذى جسده  ميخائيل سيموتوفيتش وهو رجل كان من العبيد منحه سيده الامير بعض السلطات فنكل بأهله واستغلهم أسوأ استغلال ، وهنا أراد تولستوى أن يقول ليس كل من كان يهتف بجوارك فى الصف  هو فى الحقيقة معك ، وأن البعض لا يظلمون فقط لأن ليس لديهم القدرة على الظلم ، فالجبن هو الذى يجعلهم من ذوى الاخلاق الحميدة ، بالقطع لم يكن تولستوى يريد أن يعمم تلك النظرية إلا أنه أراد أن يقول انها موجودة بالفعل.

ثم يدخل بنا تولستوى فى قصة الشمعة إلى هؤلاء المقهورين الذين يجتمعون بشكل يومى بعد جهد وتعب ويتحدثون فى قتل ميخائيل إلا أنهم يفرون مثل الجرزان حين يرونه قادم على فرسه خشيه ان تلهب سياطه ظهورهم ، كما بين تولستوى أن بعض هؤلاء العبيد كانوا يرفضون المقاومة من الأساس وبعضهم لم يجنح إلى الحرية ، كانت العقدة فى القصة هى تسخير العبيد فى العمل يوم  عيد الفصح ، وكان طبيعيا أن يرفض هؤلاء العبيد العمل فى الزراعة يوم عيدهم ، الا انهم لم يعترضوا الا فى سرهم ، فأرسل لهم ميخائيل خادمه وهو أيضا من أبناء جلدتهم فجاء إلى سيده ليخبره عن ثورتهم المكتومة والمكبوتة.


وفى نهاية القصة جاء الخلاص من الله ولم يأت من العبيد، حيث سقط الظالم من فوق حصانه على سياج حديدى فاخترق احشاءه فمات ، وهنا يصور لنا تولستوى مدى الخوف والرعب فى نفوس العبيد الذين خافوا من جثة الظالم ، ليوضح لنا أن العبيد يخافون من ظالمهم حيا وميتا ، وكأنه أراد أن يقول إن العبيد  جبناء فى كل الأحوال، لذا بدأ قصته كما ذكرنا سالفا بأن تحرير العبيد جاء على يد الكسندر الثانى ولم يأت بأيدى العبيد أنفسهم .