رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشبال «دولة التلاوة».. صغار القُرَّاء يتحدثون لـ«الدستور»

دولة التلاوة
دولة التلاوة

كما منح الله الطير سمة التغريد والشدو، اختص من عباده مَن منحهم ملكة حلاوة الصوت، وأراد لهم أن يُسخروا تلك الموهبة فى الشدو بآيات كتابه العزيز، وعلى مر التاريخ شهدت أرض مصر ميلاد أجيال متلاحقة من «الحناجر الذهبية»، الذين أذهلوا البشرية بجمال أصواتهم وترتيلهم للذكر الحكيم.

ولأن كل جيل يسلم الذى يليه، نبغ «براعم القراء»، وبينهم أطفال وصبية وشباب، فى حفظ كتاب الله وتلاوة آياته، وحققوا ذواتهم بأن أتقنوا أحكام التجويد والقراءات المختلفة، وانطلقوا يمتعون الجمهور بحسن تلاوتهم وأصواتهم الرائعة.

وفى السطور التالية، يتحدث أطفال وشباب القراء، لـ«الدستور»، عن رحلتهم فى إتقان التلاوة، وكيف نبغوا فى هذا المجال وتعلموا أحكام القراءة، ومَن أثر فيهم من مشايخ القراء.

سارة سعيد: أتمنى تصميم برامج إلكترونية تساعد على الحفظ

بعد وفاة والدها وهى تبلغ من العمر عامين فقط، بدأت أمها رعاية ابنتها بإلحاقها بالتعليم والأزهرى وحثها على حفظ القرآن الكريم منذ سن الخامسة، حتى أتمت المقرئة سارة سعيد، ابنة محافظة مطروح، الطالبة فى الصف الأول الثانوى الأزهرى، البالغة من العمر حاليًا ١٦ عامًا، حفظ القرآن وتجويده فى نهاية المرحلة الابتدائية.

وقالت «سارة»: «بدأت حفظ القرآن فى دار للتحفيظ حتى حفظته كاملًا بمساعدة والدتى وتعلمت أحكامه وتجويده قبل الالتحاق بالإعدادية، وفى الصيف كنت أنضم إلى دورات صيفية مكثفة للتحفيظ، وكنت أحضرها يوميًا لمدة ٧ ساعات، لأنى هدفى هو أن أكون حاملة للقرآن».

وأضافت: «فى المدرسة، وعندما كنت فى الصف الثالث الإعدادى، كنت أعلم أصدقائى حفظ القرآن، وبعدها التحقت بعدة دورات لتطوير نفسى، واجتزت دورة (المؤنسات الصالحات) بإحدى دور التحفيظ، وتضمنت حفظ القرآن وتعلم العلم الشرعى وأصول الفقه والحديث».

وشاركت «سارة» فى عدة مسابقات وحصلت على المركز الأول على مستوى محافظة مطروح فى حفظ وترتيل القرآن الكريم، وأكدت أن معلميها فى مراحل التعليم المختلفة كانوا يشجعونها على ذلك، وكانت والدتها داعمها الأساسى فى ذلك.

وذكرت «سارة» أنها تحب صوتها الخاص والمميز فى قراءة القرآن الكريم، لذا لا تقلد كبار المشايخ، لأنها تدرك جيدًا أن لكل شيخ صوتًا يميزه عن غيره، منوهة إلى أنها تحب أن تستمع للقرآن بصوت الشيخ ماهر المعيقلى.

وتتمنى «سارة» أن تلتحق بكلية التربية النوعية، وأن تدرس فى قسم التكنولوجيا، لتتعلم كيفية تصميم برامج تساعد على حفظ القرآن الكريم، مختتمة: «نفسى يكون القرآن أساسيًا فى حياة الناس ويكون أساس التربية السليمة والمعتدلة، لأن الجانب الدينى مهم جدًا».

زياد السيسى: أحلم بأن أكون قارئ رئاسة الجمهورية وأجوب أنحاء العالم

حِفظ القرآن فى سن صغيرة شجع القارئ الصغير زياد أحمد السيد السيسى، الطالب بالثانوية الأزهرية، والمقيم فى قرية أبوعوالى، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، على المشاركة فى كثير من المسابقات، وحصل فى إحداها على المركز الثالث على مستوى الجمهورية فى قراءة القرآن، وحظى بتكريم من شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، كما كرمه محافظ المنوفية، اللواء إبراهيم أبوليمون، وأثنى على صوته.

نشأ القارئ الصغير فى عائلة متواضعة، تتمنى أن يحفظ جميع أبنائها القرآن، أسوة بالوالد الذى أكرمه الله بذلك، فاهتمت الأم بأبنائها حتى أكرم الله «زياد» وأخاه وأخته بحفظ القرآن كاملًا. 

حَفظ القرآن وأتمه فى العاشرة من عمره على يد شيخه درويش عبدالحميد، المحفظ بقريته، كما تعلم التجويد على يد الشيخ عمر أبوعيانة، وتعلم المقامات من الدكتور طه عبدالوهاب.

وقرأ «زياد» القرآن فى عدد من الأمسيات الدينية التى أقيمت عبر الإنترنت، واستمع له كثيرون من دول عديدة، من بينها بريطانيا وباكستان وإيران وروسيا وبنجلاديش، وحظى صوته بإعجاب كل من سمعه.

ويقتدى «زياد» بعدد من كبار الشيوخ، مثل: الشيخ محمد رفعت والشيخ ياسر الشرقاوى والشيخ محمد عبدالعزيز حصان، ويحلم بأن يصبح يومًا قارئ رئاسة الجمهورية، وأن يجوب أنحاء العالم ليستمع الملايين إلى قراءته القرآن الكريم.

 

أحمد العشرى: نشأت على الإذاعة.. والتحقت بالأزهر الشريف لإتقان الترتيل

قال الطفل أحمد يوسف العشرى، ابن مدينة أسوان، إنه نشأ على إذاعة القرآن الكريم، وتعودت أذناه على سماع آيات كتاب الله، ومع تنوع القارئين فى العالم الإسلامى، تولد لديه عشق وشغف بأن يكون واحدًا منهم فى يوم من الأيام، وسعى لتحسين مستواه فى حفظ كتاب الله، واختار أن يستكمل مراحله الدراسية بالالتحاق بالدراسة بالأزهر الشريف، والتحويل من مدرسته التابعة لمديرية التربية والتعليم.

وأضاف «أحمد» أنه يعيش رفقة أسرته البسيطة المكونة من ٥ أفراد، ويأتى ترتيبه الثانى بين إخوته، وعائلته تولى اهتمامًا بالغًا بتحفيز وتشجيع جميع الصغار على حفظ القرآن الكريم وتعريفهم كل ما يخص الدين، لكى ينشأوا وفى قلوبهم حب لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.

وأشار إلى أنه طالب بالصف الثالث الابتدائى بالتعليم الأزهرى، لافتًا إلى أن هناك عددًا من المشايخ البارزين فى العالم الإسلامى تجذبه طريقة تلاوتهم، ويفضل الاستماع إليهم خلال حفظه كتاب الله.

وذكر أنه يستخدم «المحفظ الإلكترونى»، ويحافظ على المشاركة فى المسابقات التى يتم تنظيمها فى المدرسة والمديريات، حتى يتقن التلاوة ويستطيع أن يصبح قارئًا بارزًا ومعروفًا، مشددًا على أنه يحرص على الالتزام بأداء الصلوات الخمس برفقة والده فى المسجد، ولا يحب أن تضيع عليه أى صلاة منها، ويفرح كثيرًا من تعليقات الأهالى عليه وانبهارهم أثناء سماعه عند تلاوة القرآن الكريم.

محمد عبدالله: حفظت كتاب الله فى سن السادسة .. وأطمح فى عمادة كلية علوم القرآن

حفظ محمد عبدالله القرآن فى سن السادسة من عمره، وأكمل الحفظ بـ٣ قراءات وهو ما زال فى الصف الخامس الابتدائى، كما حصل على العديد من المراكز الأولى وشهادات التقدير فى مسابقات القرآن على مستوى الجمهورية.

ويدرس «عبدالله» حاليًا فى مدرسة النور للمكفوفين بالإسكندرية، ويشيد البعض بصوته الذى يعيد إلى السمع أصوات كبار قراء القرآن الكريم، ويصفون صوته بـ«الملائكى».

وقال «عبدالله» إن حفظ القرآن الكريم وتلاوته فضل من الله عليه منذ أن كان صغيرًا، لافتًا إلى أنه كان يستمع إلى جدته فى الصلاة وأيضًا الشيوخ فى إذاعة القرآن الكريم.

وأضاف أنه حفظ قصار الصور بجزء «عم» فى سن الثالثة، وختم القرآن كاملًا حفظًا فى السادسة من عمره، مشيرًا إلى أنه تأثر بكبار المشايخ وأحب تلاوتهم، وأراد أن يسير على نهجهم ومنهم الشيخ ممدوح عامر وعبدالفتاح الطاروطى وحجاج الهنداوى ومحمود الشحات أنور والشيخ محمد عبدالعزيز حصان، ومن الشيوخ القدامى الشيخ المنشاوى ومحمود على البنا ومحمود خليل الحصرى وعبدالباسط عبدالصمد ومصطفى إسماعيل.

وكشف عن أنه يحلم أن أصبح عميدًا لكلية علوم القرآن الكريم، لافتًا إلى أنه أنهى إجازة القرآن الكريم التى تتيح له تحفيظ غيره، ثم أنهى قراءة رواية شعبة عن عاصم ورواية قالون عن نافع، وحاليًا فى الرواية الثانية عن نافع وهى رواية ورش، بجانب دراسته لأصحاب الصلة، ومختتمًا بأنه يريد إنهاء القراءات العشر الصغرى والقراءات العشر الكبرى ليصبح شيخًا قارئًا للقرآن الكريم.

 

أحمد بخيت: أتقن الإنشاد والابتهالات الدينية.. والفضل بعد الله لوالدتى

حُرم أحمد محمود بخيت من حاسة البصر ليعوضه الله بنعمة البصيرة لتكون هى النور الذى يهتدى به قلبه لحفظ القرآن وتلاوته.

بدأ «أحمد» فى حفظ القرآن فى سن الرابعة، ليختتمه كاملًا وهو فى السابعة من عمره، ويفوز بالمركز الثانى بمسابقة القرآن الكريم بأزهرية الإسكندرية، ويتم تكريمه من الشيخ أحمد الأسير هاشم، رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية.

وقال «أحمد»: إن والدته بدأت معه حفظ القرآن، وحفظ معها ثلاثة أجزاء كاملة قبل أن يكمل الحفظ على يد شيخه.

وأضاف أنه يستمع إلى القرآن منذ الصغر، ويلتقط كلمات الآيات حتى تعلق قلبه بقراءة القرآن، وهو ما شجعه عليه والداه، حتى حفظه كاملًا بجانب إتقانه الإنشاد والابتهالات الدينية.

وقالت والدة «أحمد»: إنها رأت فى نجلها ذكاءً منذ صغره، مع التقاط الكلمات والاستماع إلى القرآن، فبدأت معه بحفظ السور القصيرة، حتى أتم حفظ ثلاثة أجزاء، مشيرة إلى أنها أرادت أن تجتهد مع نجلها ليكون فردًا صالحًا ولا يؤثر فقدان البصر عليه فى شىء، حيث كان يجتهد فى حفظ القرآن، ومتابعة دروسه، ودائمًا يحصد المراكز الأولى فى الدراسة والقرآن، وحصل على العديد من شهادات التقدير والتكريمات.

نادى سعد: فقدان البصر لم يعُقنى.. وأنا «خليفة عبدالباسط»

أكد الشيخ نادى سعد جابر، قارئ شاب من بنى سويف، أن فقدان بصره منذ صغره لم يمنعه من استكمال تعليمه والالتحاق بكلية الشريعة والقانون، ولشدة حبه للقرآن الكريم، ولجمال صوته وحسن أدائه، أُطلق عليه «خليفة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد».

وقال إنه يتلو القرآن فى الحفلات والمناسبات والمسابقات داخل محافظة بنى سويف، وخارج البلاد، واشتهر بتقليد أصوات المشايخ أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومحمد رفعت، ومحمود خليل الحصرى.

وأضاف أنه بدأ حفظ القرآن الكريم وعمره ٥ أعوام، بمساعدة والده ووالدته وبفضل جده لأمه، الذى كان يعمل محفظًا للقرآن، وعدد من المشايخ، مشيرًا إلى أنه أتم الحفظ كاملًا فى الثامنة من عمره، والتحق بالأزهر الشريف، نظرًا لحبه الشديد للدراسة به ولمواده الشرعية، ثم أتم حفظ القرآن بجميع القراءات السبع فى الثانية عشرة من عمره، وتطوع ليكون إمامًا فى الصلاة بمسجد بجوار منزله.

وكشف عن أنه حصل على المركز الثانى بالشهادة الإعدادية بالأزهر الشريف على مستوى الجمهورية، والثانى فى الشهادة الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية، والثانى على مستوى العالم بالمسابقة العالمية بالمملكة العربية السعودية عام ٢٠١١، وتم تكريمه فى ذلك الوقت من الشيخ عبدالرحمن السديس، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى وزير الأوقاف عقب عودته من المسابقة.