رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلمي».. قصة تولستوى حول الصراع الدائم بين جيل الآباء والأبناء

تولستوى.
تولستوى.

«حلمي» هى واحدة من قصص تولستوى الإنسانية التى أراد فيها أن يوضح مدى الصراع الدائر والدائم بين جيل الآبأء والأبناء.

من فطنة تولستوى المفكر الذى ناقش القضية بطريقة الأديب أو الأديب الذى كتب بفطنة المفكر، ففى قصة حلمى جعلنا نعيش حالة الأب بكل أفكاره وما يعضدها من قيم المجتمع ،ولما فرغ من توضيح رؤية الأب ذهب بنا إلى الأبنة فاستطاع أن يقنعنا بوجهة نظرها مثلما أقنعنا بوجهة نظر أبيها منذ قليل، ليصل بنا إلى نتيجة واحدة فى نهاية القصة.

 
تبدأ قصة حلمى من حديث دار بين بيتر وشقيقة ميخائيل الرجل الثرى  الوقور الذى انكسر بسبب ابنته التى تركت بيت أبيها منذ عام وتزوجت من رجل لا يعرفه، وأنجبت منه طفلا لم يعترف به ثم تركها ورحل.

أراد بيتر من شقيقه أن يعفو عن ابنته ليزا بعد أن ضاقت بها السبل، وجاءت من بطرسبرج إلى قرية فى الريف، لتعيش حياة بائسة من الفقر والجوع، انزعج ميخائيل لقدوم ابنته فنهر شقيقه لأنه يحدثه عنها، وفى نهاية الحوار قرر أن يرسل لها مبلغا من المال يقيها مرار العوز حتى لا تزيده عارا أمام الناس بعد عارها الأول.


هنا يعود بنا تولستوى حيث علاقة ميخائيل بابنته ليزا منذ ولادتها وكيف كان يحبها ويدللها ويغار عليها من نظرات الجميع ويسأل نفسه كيف باعتنى من أجل شخص غريب، ولماذا رفضت الزواج من كل الشبان الذين تقدموا لخطبتها؟

 بينما كان ميخائيل يحاول فك اللغز دخلت عليه زوجة شقيقه بيتر وطلبت منه أن يسامح ابنته، فطلب منها إلا تحدثه فى هذا الأمر مرة أخرى.


تستمر قصة حلمى مع ميخائيل فيكسب تعاطفنا كأب مكلوم نهرته ابنته وكسرت هامته، ثم يذهب بنا تولستوى إلى ليزا التى كانت تحب شابا يدعى كوكو كان اصغر منهاعمرًا وأقل مالاً، لكنه كان يحبها وتحبه، ولما علم ميخائيل بالأمر استطاع بنفوذه أن يبعد هذا الشاب عن القرية حتى لا يلتقيا مرة أخرى.

لما ذهبت ليزا إلى بطرسبرج لتكمل دراستها قررت عدم العودة إلى بيت والدها، ثم وافقت على الزواج فى السر  من شخص أظهر لها حبه، لكنه تركها وانصرف بعد أن علم بحملها، عادت ليزا بطفل وخيبة أمل وإحباط  دفعها لمحاولة الانتحار.


فى نهاية القصة يباغاتنا تولستوى بذهاب ميخاىيل إلى بيت فقير فيلتقى ابنته ليزا شاحبة ترتدى ملابس ممزقة وكأنها شحاذه لم تنعم بالمال من قبل وهنا تحدث المفارقه حين تقول ليزا سامحنى يا أبى فيبكى ويقبل وجهها وكفيها ويطلب منها أن تسامحه.