«دعواتٌ متبادلة وتنسيقٌ مشترك».. مضامين الرسائل الخطية بين الرئيس السيسي وأمير قطر

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إعلان المصالحة العربية مع قطر منذ توقيع اتفاق العُلا في الخامس من يناير الماضي، عاودت القاهرة والدوحة استئناف الزيارات الرسمية المتبادلة بين الجانبين، حيث أجرى وزير الخارجية القطري زيارة رسمية إلى القاهرة في آواخر مايو الماضي، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعقبها زيارةٍ أخرى أجراها وزير الخارجية سامح شكري، إلى الدوحة منتصف يونيو الجاري، اجتمع خلالها مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني. 

ومع استئناف تبادل الزيارات الرسمية على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين، عاودت القيادتان المصرية والقطرية، تبادل الرسائل الخطية فيما بينهما، وتوجيه الدعوات الرسمية لتبادل زيارتهما إلى القاهرة والدوحة، وفيما يلي، تستعرض «الدستور» أبرز ما جاء في مضامين الرسائل الخطية المتبادلة بين الرئيس السيسي، والأمير تميم بن حمد، خلال الآونة الأخيرة.  

زيارات متبادلة

في 25 من مايو الماضي، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب عبد الله الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري.

وفي 15 يونيو الجاري، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وزير الخارجية سامح شكري، خلال زيارته الحالية إلى الدوحة، حاملًا رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، موجهة إلى أمير دولة قطر.

تبادل دعوات الزيارة

خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، نقل وزير الخارجية القطري إلى الرئيس السيسي، رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تضمنت توجيه الدعوة للرئيس السيسي لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.

في المقابل، قام وزير الخارجية سامح شكري، خلال زيارته الأخيرة للدوحة، بنقل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أمير دولة قطر، لزيارة مصر في أقرب فرصة.

وتضمنت رسالة الرئيس السيسي، إلى أمير قطر، الإعراب عن أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المُقبلة، والتطلع لاستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي اتساقًا مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم ملموس ورغبة في تسوية كافة المسائل العالقة في إطار ما نص عليه "بيان العُلا".

دعم ومساندة

في أثناء اجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقاهرة، ثمن وزير الخارجية القطري، الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك جهود مصر ومساعيها الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.

وعلى الجانب الآخر، أعاد الوزير سامح شكري، خلال اجتماعه مع أمير قطر بالدوحة، التأكيد على موقف مصر الراسخ من دعم ومساندة دول الخليج العربي ضد أي مخاطر أو تهديدات تستهدف أمنها واستقرارها، وأهمية تنسيق الجهود وتعزيز التضامن المشترك في مواجهة كافة التحديات التي تستهدف النيل من الأمن القومي العربي.

تطورات إيجابية في مسار العلاقات

خلال استقباله لوزير خارجية قطر في القاهرة، طلب الرئيس السيسي، نقل تحياته إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، معربًا عن ترحيب مصر بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية القطرية، كما أشار إلى التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذا الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.

كما أكد الرئيس السيسي، حرص مصر على تحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي.

من جانبه، طلب أمير دولة قطر، خلال لقاءه مع الوزير سامح شكري، بالدوحة، نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، معربًا عن تقديره وإشادته بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية وما شهدته الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات الوزارية واستئناف لأطر التعاون بين البلدين.

تنسيق مشترك

وشهد اجتماع الرئيس السيسي، مع وزير الخارجية القطري، في القاهرة توافقًا على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين مصر وقطر، بما في ذلك تبادل زيارات كبار المسئولين خلال الفترة المقبلة، لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، وكذلك على مستوى العمل العربي المشترك من أجل تحقيق البناء والتنمية والسلام والحفاظ على الأمن القومي العربي.

فيما تناول لقاء أمير قطر مع الوزير سامح شكري، بالدوحة، مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين في ضوء رئاسة قطر الحالية لمجلس جامعة الدول العربية وما تضطلع به مصر من دور في تعزيز أواصر العمل العربي المشترك وتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.