رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حرب الكبار».. ملفات مشتعلة تنتظر لقاء «بايدن وبوتين» في سويسرا

جو بايدن مع فلاديمير
جو بايدن مع فلاديمير بوتين

ترقب واسع يحيط بلقاء ممثلي القوتين العظمتين في العالم بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سويسرا لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 ويأتي أهمية اللقاء لكونه الأول للرئيس الأمريكي منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2020 بعد أن حضر قمتين لمجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي وقمة إمريكية أوروبية.

ويرى مراقبون أن اختيار سويسرا لاحتضان هذه القمة جاء بسبب أن البلد الأوروبي شهير بحياده على مستوى السياسات الخارجية بعد توتر العلاقات بين الغرب عمومًا وموسكو بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، على خلفية عدة حوادث، من أبرزها اعتقال المعارض أليكسي نافالني، وسيلتقي بايدن بـ "بوتين" لمناقشة عدة ملفات أبرزها ملف "الاستقرار النووي".

ملفات شائكة أبرزها التهديدات الروسية للبنية التحتية الأمريكية والأمن السيبراني

اللقاء بين الرئيسين الأمريكي والروسي سيثير ملف السجناء الأمريكيين في روسيا والعكس، كما سيناقش اتهامات واشنطن لموسكو بالوقوف وراء العديد من الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية والأمن السيبراني للولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية.

وزادت الاتهامات للجانب الروسي بعد الهجوم الأخير لجماعة قرصنة تسمى "دارك سايد" وسط شبهات بحصولها على رعاية رسمية روسية بشن هجمات إلكترونية "الفدية" ضد شركة "كولونيال بايب لاين" النفطية.

الهجوم الإلكتروني تسبب في عدة كوارث، حيث نتج عنه توقف تشغيل 5500 ميل من أنابيب النفط، مما انعكس على السوق بشكل مباشر وتسبب في حالة من الارتباك في التزود بالوقوف في نصف إمدادات الساحل الشرقي وسجل بسببه نقص حاد في البنزين جنوب شرقي الولايات المتحدة.

توالي الضربات الإلكترونية دفع الولايات المتحدة الأمريكية للإعلان – في أبريل الماضي - عن عقوبات ضد روسيا بسبب الانتهاكات الحقوقية والهجمات الإلكترونية، وطردت السلطات الأمريكية 10 دبلوماسيين روس من واشنطن، وهو ما دفع الرئاسة الروسية لنفي تلك الاتهامات مؤكدة أن لا علاقة لها بالهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها الولايات المتحدة والرد بطرد 10 ديبلوماسيين أمريكيين من موسكو.

الرئيس الأمريكي.. سأحدد لـ"بوتين" خطوطه الحمراء

الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد لحلفائه أنه سيحدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المرتقب في جنيف ما هي خطوطه الحمراء، قائلا خلال مؤتمر صحافي في ختام قمّة حلف شمال الأطلسي في بروكسل "لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكنّنا سنردّ إذا واصلت روسيا أنشطتها".

واعتمد بايدن لهجة حازمة قبل يومين من موعد القمة مع بوتين، لكنّه وصف الرئيس الروسي بأنّه رجل "ذكي" و"صلب"، وأيضًا أصر على إبداء قلقه على مصير المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، موضحًا أن وفاة نافالني إذا وقعت ستكون مؤشّراً واضحًا على غياب أيّ نيّة لدى روسيا لاحترام حقوق الإنسان الأساسية"، مضيفًا "ستكون مأساة سيُلحق ذلك ضرراً بالعلاقات مع بقية دول العالم ومعي".

الرئيس الأمريكي هاجم بشدة الأنشطة الروسية التي وصفها بالعدوانية مشددًا على وجود نية واضحة لدى الولايات المتحدة وحلف الأطلسي على دعم وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، على خلفية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعمها للانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق الأوكراني.

وقال بايدن: "سنفعل كل ما بوسعنا لكي تتمكّن أوكرانيا من مقاومة العدوان". لكنّه حذّر بأنّ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الذي يسعى إليه بإصرار الرئيس فولوديمير زيلنسكي، لا يتوقّف عليه فقط بل على قرار الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف، معربًا عن أمله بأن يطرأ تغيير على نهج الكرملين مضيفًا أن بوتين من مصلحته أن يغير نظره العالم إليه.