رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وطن بلا عوز».. كيف تراجع الفقر بين أهالى قرى مبادرة «حياة كريمة»؟

حياة كريمة
حياة كريمة

يُعد تحسين حياة المواطنين فى القرى الأكثر فقرًا هو الهدف الرئيسى الذى تسعى إليه المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، عبر العديد من «التدخلات»، على رأسها تحسين البنية التحتية فى هذه القرى من صرف صحى وشبكات كهرباء ومياه، إلى جانب توفير سكن ملائم لكل مواطن.

ولم تكتفِ «حياة كريمة» بذلك، بل عملت على توفير فرص عمل لسكان هذه القرى، مع إتاحة دورات تدريبية تؤهلهم للعمل وفتح مشروعات جديدة، بما يوفر دخلًا ثابتًا لهم يؤدى إلى تحسين معيشتهم وتراجع معدلات الفقر بينهم بصورة كبيرة، وهو ما ظهر بوضوح فيما أعلنته الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، بشأن انخفاض معدلات الفقر فى ١١ قرية، ضمن المرحلة الأولى من المبادرة.

«الدستور» تواصلت مع بعض سكان القرى التى استهدفتها مبادرة «حياة كريمة»، للوقوف على مدى تغير حياتهم بعد دخول قراهم ضمن المبادرة، وكيف وفرت لهم فرص عمل دائمة حسّنت معيشتهم ودخولهم، وأدت إلى تراجع معدلات الفقر بينهم.

30 مركبًا جديدًا لأهالى «سمطا».. والاستزراع السمكى لزيادة الدخل

عانت قرية «سمطا بحرى» التابعة لمركز دشنا فى محافظة قنا، على مدار سنوات، من تدنى الخدمات المقدمة للأهالى، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر بينهم، نظرًا لكون غالبيتهم عُمالًا باليومية، لكن هذا الوضع تغير تمامًا مع مبادرة «حياة كريمة».

وكشف محمد الأمين، عمدة «سمطا بحرى»، عن إطلاق «حياة كريمة» مبادرة لدعم صغار الصيادين فى القرية، عبر توفير مراكب صيد للمئات من السكان، بدلًا من عملهم بالإيجار لدى مالكى المراكب فى القرى المجاورة. وأوضح «الأمين» أن مسئولى مبادرة «حياة كريمة» سلموا ٣٠ مركبًا جديدًا لـ٣٠ فردًا من أبناء «سمطا بحرى»، الأمر الذى استفاد منه المئات من سكان القرية، لأن كل مركب يعمل به نحو ١٠ أفراد كمساعدين، أو صيادين، أو بائعين للأسماك.

وأضاف: «لم تسهم مبادرة (حياة كريمة) لدعم صغار الصيادين فى تغيير مستوى معيشة سكان القرية من خلال توفير دخل ثابت لهم فقط، لكنها أدت أيضًا إلى ابتعاد بعض شباب القرية عن تجارة المخدرات، التى انساقوا إليها نتيجة قلة المال والفقر الشديد، فهم الآن يعملون على هذه المراكب، ويكسبون قوت يومهم بالحلال». واختتم بأن مشروعات «حياة كريمة» لن تتوقف عند توفير مراكب لصغار الصيادين، وستتضمن أيضًا مجموعة من المشروعات الأخرى التى سيتم تدشينها قريبًا، بما يسهم فى زيادة الدخل المادى لهؤلاء الصيادين، خاصة فى مجال الاستزراع السمكى.

حياة «منى» تبدلت مع تمكين المرأة: أصبحنا نجد قُوت يومنا

شملت المرحلة الأولى لمبادرة «حياة كريمة» مجموعة من قرى الظهير الصحراوى بمحافظة الفيوم، التى عانى سكانها من قلة فرص العمل والفقر الشديد، وتبدلت حياتهم مع الكثير من خدمات المبادرة، ومنها توفير فرص العمل.

تقول منى بدران، ربة منزل وأم لأربعة أطفال، إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة اقتصاديًا والتى وفرتها المبادرة: «المبادرة غيرت حياتنا تمامًا، فبعد أن كان دخلنا يعتمد على زوجى، الذى يعمل باليومية فى أراضٍ زراعية قريبة من بلدتنا، أصبح لدينا مشروع ثروة حيوانية».

وأوضحت أنها حصلت على نعجتين من برنامج «فرصة» لتمكين المرأة، مقابل سداد مبلغ زهيد كل شهر، وأنجبت واحدة منهما، و«بعت الحَمَل مقابل ١٥٠٠ جنيه». وتابعت: «خلال أشهر قليلة، زاد عدد رءوس الغنم، فاحتفظت بـ٤ منها وبعت الصغار، وهذا وفر لى مصدر دخل ساعدت به زوجى وأولادى». وواصلت: «بعد أن كنا لا نجد قوت يومنا لأيام كثيرة، بسبب طبيعة عمل زوجى المتغيرة، وفر لنا مشروع الثروة الحيوانية دخلًا أعلى، مكننى من تلبية احتياجات أبنائى».

 

صناعة السجاد اليدوى توفر لـ«أُم كريم» ١٠٠٠ جنيه شهريًا بالفيوم

تغيرت حياة «أم كريم» وأسرتها تمامًا بعد دخول مبادرة «حياة كريمة» قريتها التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، مشيرة إلى أن المبادرة وفرت فرصة عمل لها بمقابل مادى ١٠٠٠ جنيه شهريًا، وبزيادة سنوية.

وقالت «أُم كريم» إن أغلب الرجال فى القرية ليس لديهم عمل ثابت، وبالتالى فإن النساء يبحثن دائمًا عن مصدر لزيادة الدخل، لافتة إلى أن وقوع القرية فى الظهير الصحراوى أثر سلبًا على وجود فرص عمل للشباب.

وأضافت: «المبادرة وقفت بجانبنا ووفرت فرص عمل للجميع، بمن فيهم النساء وذلك من خلال المشروعات التى دشنتها، سواء فى القرية أو القرى المجاورة».

وتابعت: «كنت من المحظوظات، فقد تغيرت حياتى تمامًا بعد توفير فرصة عمل لى فى مصنع السجاد اليدوى»، لافتة إلى أن «حياة كريمة» دشنت مبادرة لتعليم السيدات صناعة السجاد اليدوى.

وواصلت: «بالفعل خلال ٣ أشهر تعلمت كيفية تصنيع سجادة دون أى مقابل مادى، ولم تكتفِ المبادرة بتعليمى فقط، بل عقدت اتفاقيات مع بعض مصانع صناعة السجاد فى المحافظة لتوفير فرص عمل، مقابل أجر شهرى ثابت».