رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

" أخلع الكيبا".. الحريديم يستعدون لمعركة دينية ضد نفتالى بينيت

الحريديم
الحريديم

شنّ رؤساء أحزاب اليهود الحريديم "المتشددون دينياً" هجومًا حادًا على رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة نفتالي بينت رئيس حزب "يمينا"، ووصفوه بأنه شرير ووغد، بالإضافة إلى عدد من العبارات القاسية الأخرى. ووعدوا ببدء معركة دينية ضده، واتهموه بأنه يدمر اليهودية ورفعوا شعار "أخلع الكيبا" في سابقة ربما تكون الأولى من نوعها.. لماذا هذا الهجوم وما الذي يعنيه؟ وما هو حكم هذا الشعار المثير للجدل في اليهودية؟

هجوم عنيف من الحريديم

بعد تشكيل حكومة التغيير بقيادة "بينيت – لابيد" وخروج الأحزاب المتدينة من الحكومة وذهابها على جانب المعارضة مع حزب الليكود وحزب الصهيونية الدينية، بدأت الأحزاب الدينية في شن هجوماً عنيفاً ضد رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت، الهجوم تم بقيادة كتلتا حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه، حيث رأى رئيس حزب شاس أرييه درعي أن الحكومة الجديدة برئاسة "بينت" ستقوم بتدمير وتخريب كل ما تم الحفاظ عليه من ناحية دينية على مدار 70 عامًا، وأكد "درعي" وجوب الدفاع عن اليهود الحريديم لإنقاذ شعب إسرائيل من أي كارثة قد تحدق بهم.

وصرح رئيس حزب يهدوت هتوراه عضو الكنيست موشيه جفني الذي وصف "بينيت" بأنه وغد وشرير، وأكد أن الحريديم سيقومون باحتجاجات تهزّ السماء والأرض.

كما هاجم يعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه بينيت واتهمه بتأليف حكومة يسار متطرفة فقدت الطريق والضمير وستتسبب بفقدان الهوية اليهودية بالكامل، وطالبه بأن يخلع القلنسوة الدينية "الكيبا" لأنه يهينها 

وأضافوا أن حكومة بينيت ستدمر السبت المقدس، التهويد، الحاخامية الرئيسية، الحلال، وبالأساس ستمزق إربا شعب إسرائيل الذي سيضطر، لأن يعود ليعيش مثلما كانفي المنفى.

كما أكدوا أنهم سيبقون موالين لرئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، ونفوا إمكانية الانضمام إلى حكومة التغيير، بل دعوا الجمهور الحريدي إلى عدم التعاون مع الحكومة الجديدة.

أسباب هجوم: اقتصادية ونفعية

احتجاج الحريديم ليس فقط لأن نفتالي بينيت نكث بوعوده لليمين، وشارك أحزاب الوسط واليسار والعرب في الحكومة الجديدة، ولكن لأن الجمهور الحريدي يعتمد بقدر كبير على ميزانيات الدولة والوزارات الحكومية المختلفة، وبعد خروجهم من الحكومة لديهم مخاوف حول مكاسبهم الاقتصادية من ميزانية الدولة.

على الرغم من ذلك، فإنه في الاتفاقات الائتلافية وفي الخطوط الأساس للحكومة الجديدة لا يوجد أي بند يهدد الوضع الراهن في الشؤون الدينية، فميزانيات المدارس الدينية ستضخ كالمعتاد، ولكن التفعيل اليومي للجنة المالية، السيطرة على السلطات المحلية من خلال وزارة الداخلية ووزارة الاسكان، والسيطرة على وزارة الأديان، تفعيل رئيس الوزراء وديوانه لترتيب تلك الأمور، كل هذا ربما سيتغير، خاصة أن رئيس حزب إسرائيل بيتنا "أفيجدور ليبرمان" هو وزير المالية الجديد، وسيتحكم بلجنة المالية في الكنيست أيضاً. ومعروف ليبرمان بكرهه الشديد للحريديم، ورغبته في الدفع بقانون التجنيد الإلزامي في الجيش.

ما حكم مقولة "أخلع الكيبا" في اليهودية؟

تصريح "إخلع الكيبا" الذي نادى به قادة الحريديم أثار جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهناك من رد عليهم بأنهم يخالفوا الشريعة اليهودية ويعطون لأنفسهم حصرية الحفاظ على الدين.

وهناك من رأى أن دعوة يهودي لإزالة الكيبا عن رأسه بسبب خلاف سياسي هو عمل غير يهودي بحد ذاته، فلا توجد حالة طلب فيها أحد ما من مندوبي الحريديم من وزير أدين بالفساد وزج إلى السجن، ولا من سياسي كبير متهم بالفساد، أن يزيل الكيبا عن رأسه. فلم يطلب أحد من يجال عمير الذي قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين أن يخلع الكيبا من رأسه.