رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاندبندنت: انتخابات الرئاسة الإيرانية ستلقي بظلالها على الشرق الأوسط

انتخابات الرئاسة
انتخابات الرئاسة الإيرانية

رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها يوم الجمعة القادم، على الرغم من أنها من المرجح أن تكون تتويجا لمرشح متشدد لطالما حظى بدعم ورعاية المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، إلا أنها لا تزال تحمل من طياتها تداعيات على منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا التي تعاني بالفعل من سنوات من التوترات بين طهران والغرب.


وقالت الصحيفة -في تحليل أوردته على موقعها الإليكتروني اليوم الثلاثاء حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية - إن خامنئي له القول الفصل في ما يتعلق بالجيش الإيراني وبرنامج طهران النووي، غير أن الرئاسة تتحكم في الشؤون الداخلية للبلاد مثل الاقتصاد وتعمل كواجهة عامة للجمهورية الإسلامية.


وأضافت الصحيفة أنه يمكن لقرارات الرئاسة الإيرانية - على الرغم من ضيق النطاق المحدد لها- أن تؤثر على الكيفية التي يتفاعل بها بقية العالم مع إيران. إن الفترات المختلفة للغاية بين حكم الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد والرئيس المعتدل نسبيا حسن روحاني الذي توصلت إدارته إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية ، تمثل انعكاسا صارخا لذلك .


وأشارت الاندبندنت إلى أن الكيفية التي ستتعامل بها إدارة يشرف عليها رئيس القضاء المتشدد إبراهيم رئيسي ، لا تزال موضع تساؤل، فرئيسي -الذي يشير المحللون واستطلاعات الرأي إلى أنه المرشح الأوفر حظا بعد أن قامت لجنة يشرف عليها خامنئي باستبعاد منافسيه الرئيسيين- يواجه بالفعل شكوكا قوية من جانب الغرب.

ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى نهج إدارته لنظام قضائي في إيران لا يزال من بين أحد كبار منفذي عقوبة الإعدام في العالم ويرى أن محاكمة الثورية تجري العديد من المحاكمات خلف أبواب مغلقة.


وفي عام 2019 عاقبت وزارة الخزانة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، رئيسي "لإشرافه الإداري على إعدامات الأفراد الذين كانوا أحداثا وقت ارتكابهم جرائمهم والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الانسانية أو المهينة للسجناء في إيران".


كما يشرف رئيسي، بصفته رئيسا للسلطة القضائية على نظام طالما انتقده أهالي المعتقلين والنشطاء لأنه يستهدف مزدوجي الجنسية وأولئك الذين تربطهم روابط غربية لاستخدامهم كورقة مساومة في المفاوضات.


وأشارت وزارة الخزانة إلى الوقت الذي قضاه رئيسي في مكتب المدعي العام في طهران، ووصفته بأنه "متورط" في حملة قوات الأمن ضد احتجاجات الحركة الخضراء الإيرانية عام 2009 أثناء إعادة انتخاب أحمدي نجاد المتنازع عليها في ذلك الوقت. وقالت وزارة الخزانة إن رئيسي شارك في ما يسمى بـ"لجان الموت" لعام 1988 والتي تقول منظمة العفو الدولية إنها أشرفت على إعدام ما يصل إلى 5000 شخص في نهاية الحرب العراقية الإيرانية.


ومضت الصحيفة البريطانية في تحليلها تقول إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تتخذ حتى الآن أي خطوة لإزالة رئيسي من قائمة العقوبات. فيما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة الإجابة على أسئلة حول كيفية تأثير العقوبات المفروضة على رئيسي على السياسة الخارجية الأمريكية في حال تم انتخابه.


ورأت الصحيفة أنه ربما لن يكون من المفيد أن رئيسي كان قد وجه تهديد افي أوائل يناير، لترامب - الذي كان لا يزال رئيسا في ذلك الوقت - بالاغتيال أثناء حديثه في الذكرى الأولى للضربة الأمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وقال رئيسي: "لا ينبغي للعدو أن يعتقد أنه إذا ظهر شخص الذي في زي الرئيس الأمريكي ومسؤول عن الاغتيال، فسيكون بمأمن من العدالة. لن يكون أي شخص في مكان آمن في أي مكان في العالم، فالمقاومة مصممة على الانتقام ".