رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجاز جديد.. «الدستور» تتابع عملية تطوير محطة الزهراء للخيول العربية

إنجاز جديد
إنجاز جديد

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعزيز جهود تطوير محطة الزهراء للخيول العربية، بهدف استعادة الإرث المصرى العريق فى تربية وإنتاج الخيول المصرية العربية الأصيلة، بالشراكة مع أعرق الخبرات الدولية والمحلية فى هذا المجال.

واطلع الرئيس، أمس الأول، على الموقف التنفيذى لتطوير محطة الزهراء، باعتبارها واحدة من أشهر مزارع الخيول الأصيلة فى العالم، التى تمتلك أنقى السلالات من الخيول، حيث ستكون بمثابة النواة الرئيسية لمدينة «مرابط» للخيول بالعاصمة الإدارية الجديدة التى ستصبح صرحًا عالميًا مكتمل الجوانب، يغطى كل مكونات تربية ورياضات الخيل.

وتستعد الحكومة حاليًا لإنشاء المشروع العالمى «مرابط» لتربية وإنتاج الخيل العربى المصرى الأصيل، ويتضمن جميع الرياضات والأنشطة المتعلقة بالخيول طبقًا للمعايير الدولية، داخل مساحة خضراء ستكون الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع أعرق الخبرات الدولية والمحلية، وبالتعاون مع أكبر المطورين العالميين.

وفى السطور التالية، يتحدث عدد من المسئولين فى المحطة عن أبعاد خطة التطوير والأهداف المرجوة منها، وكيف يمكن جعل المحطة صرحًا عالميًا، كما تطرقوا إلى الإمكانات الفنية للمحطة والكوادر التى تتم الاستعانة بها لتطوير عملية تربية وإنتاج الخيل، وغيرها من التفاصيل.

مدير المزرعة: الاستعانة بأفضل كوادر الجامعات المصرية فى الإدارة والإشراف الطبى

كشف الدكتور صلاح فتحى، مدير مزرعة الزهراء للخيول العربية الأصيلة، عن أن خطة تطوير المحطة بدأت منذ نحو عام، حينما وجهت القيادة السياسية بتنفيذ عملية تطوير لها، ومنذ ذلك الوقت ويجرى العمل على التطوير من جميع الجوانب؛ للارتقاء بتربية الخيول العربية فى مصر.

وقال «فتحى» إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع خطة تطوير محطة الزهراء للخيول بشكل دورى، حيث وجه بتعزيز وسرعة تنفيذ خطة التطوير، بالتوازى مع افتتاح محطة أخرى لتربية الخيول العربية فى العاصمة الإدارية الجديدة.

وأضاف أن خطة التطوير تتضمن أكثر من محور، على رأسها إعداد برنامج تغذية جيد للخيول تحت إشراف أساتذة من كليات الطب البيطرى بالجامعات المصرية متخصصين فى التغذية، مشيرًا إلى أن هناك برامج أخرى كثيرة يجرى العمل على تطويرها، منها برنامج التربية الذى يتضمن عملية التزاوج والتكاثر بين سلالات الخيل العربى، إذ إن هناك مواصفات ومعايير محددة لعملية التزاوج بين الخيول العربية، بهدف الحفاظ على استمرارية الشكل والمواصفات الجميلة للخيول.

وعلى صعيد الإدارة والإشراف، قال إن المحطة تتميز بوجود كوادر علمية من مستوى رفيع؛ لحفظ وصون السلالات الأصيلة للخيول، إذ تم التنسيق بين أكاديمية البحث العلمى ووزارة الزراعة، من أجل ندب أساتذة جراحة الطب البيطرى من جامعتى القاهرة والإسكندرية وعدد من الجامعات المصرية الأخرى للإشراف الطبى على الخيول والتدخل فى حال حدوث أى طارئ.

ولفت إلى أنه، فى الفترة الماضية، تم سحب عينات من جميع السلالات بالمحطة؛ لتحليلها فى معامل طبية معتمدة، للتأكد من خلو العائلات والسلالات من أى أوبئة أو أمراض، إضافة إلى عمليات التحصين المستمرة، مختتمًا أنه لا تزال خطة التطوير مستمرة على كل النواحى بالمحطة.

«الزراعة»: تحسين السلالات باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية 

قال أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامى لوزير الزراعة، إن محطة الزهراء العربية للخيول تعتبر من أعرق المحطات على مستوى العالم، وتعد بيت الحصان العربى الأصيل، لذلك جرى إعداد خطة طموح لتطويرها.

وأضاف أن المحطة ليست مسئولة فقط عن الخيول، بل مسئولة أيضًا عن منح مزارع الخيول الخاصة شهادات تسجيل الأنساب الخاصة بخيولها، فهى تمتلك أنساب أهم عائلات الخيول فى العالم، كما أنها الأولى فى تصدير الخيول العربية إلى العالم، مشيرًا إلى أن هناك بعض الدراسات التى ترجح أن معظم الخيول العربية الموجودة فى العالم تنحدر من «خيول الزهراء».

ولفت إلى أن أهمية المحطة دفعت الدولة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى الاهتمام بها، موضحًا أن السيد القصير، وزير الزراعة، اهتم بالمحطة منذ توليه المنصب، وزارها مرتين، وجعل تطويرها على رأس أولوياته.

وذكر: «من سيزور المحطة سيلاحظ التغيير الإيجابى الذى طرأ عليها خلال فترة وجيزة، إذ أصبح هناك اهتمام شديد ببرامج التغذية التى توضع للخيول، تلك البرامج التى توضع وفقًا لمعايير علمية محددة»، مشيرًا إلى أن خطة التطوير تستهدف تحسين السلالات باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية والعلمية، من أجل إنتاج سلالات قوية وذات قيمة عالية.

ونوه بأنه- ولأول مرة فى تاريخ المحطة- يجرى تشكيل مجلس أمناء مسئول عن رعايتها بشكل كامل، يترأسه الوزير السيد القصير، ويضم فى عضويته ممثلين عن الوزارات المختلفة المعنية بشئون الخيول فى مصر، وكذلك يضم عددًا من الشخصيات ذات الخبرات فى هذا المجال.

ولفت إلى أن المحطة، وما يحدث بها من أعمال تطويرية الآن، تمثل استعدادًا لأن تكون النواة الرئيسية لمدينة «مرابط» للخيول بالعاصمة الإدارية الجديدة، التى ستصبح صرحًا عالميًا لتربية الخيول.

 

نقيب البيطريين الأسبق: مصدر كبير للدخل القومى للبلاد حال التعامل معها بشكل صحيح

شدد الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين الأسبق، على أن الاهتمام بثروة مصر من الحيوانات بشكل عام، والحيوانات ذات الطبيعة الخاصة، مثل الخيول العربية الأصيلة، لا يقل أهمية عن كل القطاعات الرئيسية بالدولة، التى شهدت صحوة كبيرة فى السنوات الأخيرة.

وقال: «محطة الزهراء تضم خيولًا من أرقى الأنساب وأرفعها قيمة على مستوى العالم، وتعد ثروة حقيقية للبلاد، وواحدة من المصادر التى إذا تم التعامل معها بشكل صحيح يمكنها أن تمثل مصدرًا كبيرًا للدخل القومى للبلاد، فى ظل ما تتمتع به الخيول العربية الأصيلة من صفات تشريحية وجينية تجعلها بين أرقى الخيول فى العالم وأعلاها قيمة».

وأضاف: «وزارة الزراعة استطاعت خلال السنوات الماضية تحقيق نجاح هائل فى خطة الاهتمام العلاجى بهذه الخيول والحفاظ عليها من الإصابة بالأوبئة الشهيرة التى تهاجم الخيول، وأشهرها مرض الحصان الإفريقى، وغيره من الأمراض الخطيرة، وذلك خلافًا لقدرتها على حماية هذه الخيول من مهاجمة فيروس كورونا، وهو ما يعكس نجاح خطة التطوير التى تشهدها محطة الزهراء العريقة».

عمال:  ستتحول إلى مزار سياحى مهم فى وقت قريب.. وسعر المهر يصل إلى 100 ألف دولار حسب السن والجمال

قال سعيد محمد، رئيس قسم الأفراس فى محطة الزهراء للخيول، إن هذه ليست المرة الأولى التى تهتم فيها الدولة بالمحطة، مشيرًا إلى أنه منذ سنة تقريبًا تم تقنين ركوب الخيل، إذ إنه لا يمكن استخدام كل الخيول الموجودة، فالأمهات تكون أضعف من غيرها، وركوبها يجعل عمرها أقصر ويعرضها للوفاة.

وأضاف: «ننتظر الكثير من الدولة فى جانب التطوير، مثل رفع مخلفات الخيول المتراكمة بالقرب من المحطة، إذ إنها تشكل خطورة على الخيول والسكان الموجودين بجوار المحطة، وتطوير العنابر الخاصة بالأفراس والاهتمام بالحالة الصحية للخيول وبوسائل تنقلها، وإظهار المحطة فى أبهى صورة»، مشيرًا إلى أنه ينتظر بعض الدعاية للمحطة لجذب الزوار ومحبى الخيول، فهناك من لا يعلم أين هى المحطة وما أهميتها فى مجال الخيول.

من جانبه، كشف حسين عاشور، أحد مدربى الخيول فى المحطة، عن أنها تحوى أكثر من ٣٠٠ رأس، بينها بعض السلالات النادرة التى يختلف سعرها عن الأخرى حسب تقييم الحكام للفرس وعمره، متوقعًا تحولها، بعد التطوير، لتكون أحد المزارات السياحية المهمة الجاذبة لعدد كبير من السائحين، ما يعود على الدولة بعملات أجنبية ترفع الاقتصاد القومى. وقال إنه فى العام الماضى تم ترميم مكان الأفراس الذكور، وكانت هذه خطوة جيدة للغاية للتطوير فى المحطة المنسية، مع تعيين أطباء على قدر كبير من العلم والخبرة، ما أسهم فى تحسن صحة الخيول، معربًا عن سعادته لتوريد أنواع جيدة من طعام الخيول «الدريس»، بعد أن كان محصول الشعير هو الطعام الوحيد لها.

وأعرب محمد عبدالستار، أحد العاملين بمحطة الزهراء، عن سعادته بتوجيهات الرئيس السيسى بتطوير المحطة، مشددًا على ضرورة الاهتمام بتقديم خدمات علاجية للخيول تحت إشراف جهات بيطرية مختصة.

وقال: «لدينا فى المحطة أفضل أنواع وسلالات الخيول التى تحتاج لحياة أفضل وبيئة صحية ونظافة، ومكان المحطة بحاجة للتطوير والتجميل ورفع المخلفات، وكذلك رفع الوعى المجتمعى بأهميتها، لأن الترويج للمحطة يجب أن يبدأ داخليًا قبل الترويج لها خارجيًا، لأنها أصل الخيول العربية، لذا علينا أن نربى أبناءنا على حب الخيل، ومشروع التطوير الذى تبنته الدولة سيسمح للمصريين أصحاب المحطة بزيارتها والإقبال عليها قبل استقدام السائحين من الخارج». 

وأضاف: «لدينا فى محطة الزهراء مكتبة فيديو ووحدة مجهزة لتصوير الخيول والمهرجانات، كما أن لدينا مكتبة تضم كتبًا عن الخيول العربية بعدة لغات، وإدارة تسجيل لختم جميع الخيول الخاصة بالمزرعة والخاضعة لإشرافها، ومشروعًا اقتصاديًا لتوفير أدوية علاج للخيول الخاصة الخاضعة لإشراف المحطة، وكذلك مكتب تجهيز أوراق تصدير الخيول للخارج، وكل ذلك يحتاج لتطويره وفقًا لأحدث النظم العالمية». وواصل: «سعر بيع المهر يتراوح بين ٤٠ و١٠٠ ألف دولار، حسب السن والجمال، لذا تقام المزادات والمهرجانات بالمحطة للترويج للخيول، ووفقًا لذلك يجب أن تحظى دائمًا بالتجديد والتطوير، خاصة أنها الأولى من نوعها والأفضل فى المنطقة، كما أن العاملين بالمحطة والقائمين عليها يحتاجون لإعادة النظر فى شئونهم، ضمن خطة التطوير، لأن راحتهم وتحسين أحوالهم يفيد محطة الزهراء».

وتابع: «يسعدنا كثيرًا أن الدولة قررت تبنى مشروع التطوير، وكلنا نشيد بكل التعزيزات التى سترفع من اسم المحطة وتجعلها أفضل، لأن محطة الزهراء بها إمكانات كبيرة، ولديها مدربون وعمال على قدر كبير من الخبرة والوعى بالخيول، وبعضهم يعمل فى مجال الخيول منذ أكثر من ٢٠ عامًا، وكل هذه الإمكانات يمكنها حال تطويرها والاستفادة منها وخلق بيئة أفضل للخيول الأصلية أن تسهم فى رفع الدخل القومى لمصر، وتحقيق أعلى أرباح».