رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانهيار الكبير «2».. خبراء من 5 دول يتحدثون لـ«الدستور» عن نهاية «الإخوان»

الإخوان
الإخوان

تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حاليًا أضعف فترة فى تاريخها، بعدما أصبحت الشعوب والحكومات على وعى تام بخطورتها وإرهابها وطبيعة أجندتها الرامية للسيطرة على الدول ومقدراتها.

وتدفع حالة التفكك هذه إلى طرح سؤال جوهرى حول مستقبل هذه الجماعة، وهل من الممكن أن تقوم لها قائمة مرة أخرى، فى ظل تاريخها الملىء بمراحل السقوط والصعود، وقدرتها على التلون والتخفى واختراق المؤسسات.

«الدستور» طرحت تلك الأسئلة على مجموعة من الخبراء فى ملف الإسلام السياسى والتطرف فى نحو ٥ دول مختلفة، الذين أجمعوا على أن التنظيم يعيش مرحلة انهياره كليًا، لكنه ما زال يمتلك بعض أدوات التخفى والتلون والتأثير رغم فقدان العديد من رموزه تأثيرهم بعد انتشار فضائحهم بين المجتمعات المختلفة.

قدم الخبراء تحليلات دقيقة للوضع الحالى داخل جماعة الإخوان، وكيف يفكر عناصرها ويعملون ويخططون، وغيرها من التفاصيل التى نطالعها فى هذا الملف الشامل.

إيطاليا.. أديليد مارتلى: الأحزاب الأوروبية بدأت فى اتخاذ خطوات جديدة ضد «الإرهابية»

أشادت أديليد مارتلى، الباحثة الإيطالية في مؤسسة ITSS-Verona للدراسات الأمنية، باتخاذ بعض الأحزاب السياسية فى أوروبا خطوات جديدة فى معركة مواجهة «الإخوان» وجماعات «الإسلام السياسى»، خاصة بعدما تغلغل التنظيم الإرهابى فى المجتمعات الأوروبية منذ الستينيات، وبدأ فى تكوين مجموعات صغيرة من الأشخاص المتشابهين فى التفكير، ثم أصبحت منظمات تسعى بإصرار إلى تحقيق أجندات محددة.

وأوضحت أن النمسا من أبرز الدول التى تحركت لتحجيم «الإخوان»، عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الحقيقية على أرض الواقع، من بينها إعلان سيباستيان كورتس، المستشار النمساوى، فى نوفمبر من العام الماضى، عن استحداث جريمة جنائية تسمى «الإسلام السياسى»، ليصبح بإمكان السلطات الرسمية اتخاذ مواقف حاسمة ضد أولئك الذين ليسوا إرهابيين، لكنهم يمهدون الأرض بنشر الفكر المتطرف، مثل جماعة «الإخوان»، معقبة: «هؤلاء لا يقلون إجرامًا عن أولئك الذين يسفكون دماء الأبرياء».

وانتقلت للحديث عن فرنسا، التى شهدت تقدم الرئيس إيمانويل ماكرون، فى ديسمبر ٢٠٢٠، بمشروع قانون ضد ما يسمى «الانفصالية الإسلامية»، بهدف ردع السلوكيات المتطرفة التى تنتهجها تنظيمات «الإسلام السياسى»، ووقف التمويل الأجنبى، ومنع استقدام أئمة أجانب للدعوة داخل البلاد، والحد من التعليم المنزلى لضمان انخراط أوسع فى التعليم الحكومى.

وأضافت أن «ماكرون» اقترح أيضًا ميثاق مبادئ يهدف إلى «مواءمة الإسلام مع قيم الجمهورية الفرنسية»، لكنه فى نفس الوقت يرفض «الإسلام السياسى وكل التنظيمات المتعلقة بفكر جماعة الإخوان المسلمين والتيارات المرتبطة بها».

وعن ألمانيا، قالت «مارتلى» إن الإجراءات التى اتخذتها السلطات الرسمية هناك عبارة عن مزيج من الإجراءات النمساوية والفرنسية، من بينها وصف الحزب المسيحى الديمقراطى «CDU»، الذى ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ويعد الأقوى فى ألمانيا، تنظيمات «الإسلام السياسى» وأيديولوجياتها بأنها «سم يسمم المجتمع، ويعرض الاندماج والتماسك الاجتماعى للخطر».

وكشفت عن تخطيط الحزب الحاكم فى ألمانيا لقطع جميع الاتصالات مع الجماعات التى تدعم، أو يشتبه فى دعمها، «الإسلام السياسى»، أى تلك المجموعات التى تُراقب من قِبل جهاز المخابرات الألمانية، كما أنه وقّع ورقة سياسة بعنوان: «الحفاظ على المجتمع الحر وتعزيز التماسك الاجتماعى ومحاربة الإسلام السياسى»، تحتوى على بعض التوصيات المصممة لتعزيز الديمقراطية وقيمها الأساسية ضد «الإسلام السياسى»، مع عمله على تفعيل «خريطة الإسلام السياسى فى ألمانيا»، وتدريب الأئمة.

ووصلت إلى السيناريو السويسرى، قائلة إنه يجب الوضع فى الاعتبار أنه نموذج يختلف عن الدول الأوروبية الأخرى، مشيرة إلى أن حزب الشعب السويسرى «SVP» عمل على حظر «تغطية الوجه» كجزء من حملته «أوقفوا التطرف»، لكنها ليست الدولة الوحيدة التى تحظر «النقاب» كإجراء لمواجهة «الإسلام السياسى».

واستعرضت الوضع فى بريطانيا، مبينة أن جماعة «الإخوان» أنشأت بعض المنظمات فى المملكة المتحدة، خلال فترة التسعينيات، للترويج لأفكارها وقيمها، مثل الجمعية الإسلامية فى بريطانيا «ISB» التى لها صلات عديدة مع الرابطة الإسلامية فى بريطانيا «MAB»، والمجلس الإسلامى البريطانى «MCB»، مضيفة: «هناك تجميد للعلاقة بين الإخوان والمملكة المتحدة، ورئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، زعيم حزب المحافظين، أظهر موقفًا متشددًا ضد الإسلام السياسى ككل».

واعتبرت أن الحالة فى الولايات المتحدة «غامضة»، لأن الرئيس جو بايدن التزم الصمت تجاه جماعات «الإسلام السياسى»، منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

 

جيوفانى جياكالون: تحاول استقطاب الأتباع عبر المراكز التعليمية والمؤتمرات

حذر الكاتب والخبير الإيطالى جيوفانى جياكالون، المتخصص فى شئون التنظيمات المتطرفة والإسلام السياسى، من تنامى نفوذ جماعة الإخوان مرة أخرى فى أوروبا، بسبب قدرة عناصرها على التأقلم والتكيف مع الأوضاع الصعبة والتخفى والظهور مرة أخرى داخل الأوساط المختلفة.

■ هل ضعفت قوة جماعات الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط أو الغرب؟

- لا، لن أقول ذلك، فلا يزال عناصر الإخوان فى أوروبا نشطين للغاية ويظهر تاريخهم مدى قدرتهم على الصمود فى أوضاع صعبة جدًا، وقدرتهم على التكيف والبقاء وراء الكواليس، والظهور مجددًا من خلال العبث فى مختلف القطاعات خاصة السياسية والاجتماعية والأكاديمية. 

وعناصر جماعة الإخوان يظهرون وجوهًا متعددة، ويتم إدراجهم فى كل المؤسسات، وفى رأيى لا يزالون يشكلون تهديدًا قويًا لأوروبا والشرق الأوسط، وهناك جهات تدعمهم وتمولهم، وللأسف لا يبدو أن جميع القادة السياسيين فى القارة العجوز يدركون ذلك.

■ ما الإجراءات المستقبلية لدول مثل إيطاليا والنمسا وفرنسا وألمانيا وأمريكا وسويسرا وبريطانيا لمواجهة جماعات الإسلام السياسى؟

- أرى أنه سيكون من المهم جدًا صناعة خط مشترك بين جميع دول الاتحاد الأوروبى من أجل مواجهة خطر الإخوان، ولكن لسوء الحظ، يمكن للجماعة فى بعض البلدان الاعتماد على الروابط والصلات السياسية وحتى المؤسساتية لتقوية نفسها، خاصة فى إيطاليا، وهذه مشكلة كبيرة للغاية.

وأعتقد أن النمسا عملت بشكل جيد للغاية حتى الآن على مواجهة الإخوان، ويبدو أيضًا أن فرنسا أصبحت على دراية بخطورة الجماعة منذ أن شرح الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، بوضوح كيف أن الإسلام السياسى والانفصالية لا يتوافقان مع المبادئ الدستورية الفرنسية، ومع ذلك، هناك الكثير مما يتعين القيام به فى دول أوروبا.

ولا تزال الساحة السياسية فى إيطاليا بعيدة كل البعد عن إدراك مشكلة جماعة الإخوان، كل الأدلة موجودة، والآن هى مجرد مسألة إرادة.

■ كيف ترى مستقبل هذه الجماعات؟ هل ستحاول استعادة نفوذها مرة أخرى فى البلدان التى فقدت السيطرة عليها أم ستتوجه إلى دول أخرى لإنشاء مراكز جديدة؟ 

- سيفعلون كلا الأمرين، سيحاولون استعادة ما فقدوه عبر التوسع فى كل مكان، خاصة فى البلقان وأوروبا الشرقية، وسيفعلون ذلك من خلال المراكز التعليمية، ومن خلال مؤتمرات «الحوار بين الأديان»، وسيستخدمون كل أداة ممكنة لتحقيق الهيمنة على الجاليات المسلمة فى أوروبا.

■ أما زال لرموز جماعات الإسلام السياسى، مثل طارق رمضان، تأثير على الشباب الأوروبى بعد فضائحهم؟

- طارق رمضان أصبح من التاريخ الآن ومنتهى الصلاحية، ومع ذلك، هناك دعاة جد، مرتبطون بجماعة الإخوان، فى طريقهم إلى الظهور إلى الواجهة، وبعضهم تدرب فى أوروبا، لذلك لا ينبغى أن نتفاجأ برؤية «طارق رمضان جديد» فى المستقبل.

 

سام ويسترب: جيل جديد من «الإسلام السياسى» يهدد العالم

رأى سام ويسترب، مدير «المرصد الإسلامى» التابع لـ«منتدى الشرق الأوسط»، أن تأثير جماعات «الإسلام السياسى» تراجع قليلًا، لكن لا يمكن القول إنه انتهى، محذرًا من جيل جديد لهذه الجماعات «أكثر ذكاءً وتطورًا» يهدد العالم، فى الشرق الأقصى وغرب إفريقيا.

وقال «ويسترب»، لـ«الدستور»، إنه «مع انهيار جماعة الإخوان فى مصر، بعد عام من وصولها إلى الحكم، وسقوط النظام السودانى، وضعف وتراجع تأثير التنظيم فى شمال إفريقيا والعراق والشام، يبدو مستقبل المشروع الإخوانى مشكوكًا فيه». 

وأضاف: «علاوة على ذلك، من الواضح أن بقايا الجماعة أصابها الوهن، بسبب وقف عدة دول تمويلاتها للجماعة، وحتى فى الغرب، سيطر الإخوان فى السابق على معظم مؤسسات الجاليات الإسلامية، لكن حاليًا تراجع تأثير (الحرس القديم) وأصابه الوهن وفقد قدرته على جذب وتجنيد الشباب».

وعلى الرغم من ذلك، اعتبر الخبير الأمريكى فى «الإسلام السياسى» أنه «بشكل عام يصعب القول إن هذه التنظيمات انتهت، بل هناك جيل جديد من تيار الإسلام السياسى الأكثر ذكاءً يهدد العالم، ويتمثل فى القوى الجديدة بكل من غرب إفريقيا والغرب الأوروبى والأمريكى والشرق الأقصى».

وواصل: «هناك جيل جديد من الإسلام السياسى يهدد المجتمعات، فى جنوب آسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يجمعون المزيد والمزيد من القوة والمؤيدين، لذا لا أعتقد أن الإسلام السياسى انتهى، بل أعتقد أنه يتطور».

وقال مدير «المرصد الإسلامى» إن مصر والسعودية والإمارات اتخذت أكثر المواقف فاعلية ضد جماعة «الإخوان»، بينما تعد فرنسا المثال الأكثر إثارة للاهتمام فى أوروبا، خاصة مع عملها حاليًا على تمرير تشريعات شاملة مناهضة لتنظيم الإخوان وجماعات «الإسلام السياسى».

وأضاف: «هذه التشريعات من شأنها إضعاف تأثير تنظيمات الإسلام السياسى فى المؤسسات العامة والمدارس والمجتمعات المحلية، وفرض قيود كبيرة على دخول التمويلات وإعارات الأئمة، ومن المؤكد أن الدول الأوروبية الأخرى ستتطلع بلا شك إلى فرنسا للحصول على الإلهام وهى تتصارع مع مشاكلها الحالية حيال جماعات الإسلام السياسى».

واعتبر أن طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة «الإخوان»، خير مثال على تراجع «السيطرة الإخوانية»، بصرف النظر عن عدد قليل من المؤيدين له إلى الآن، وذلك بعد أن أصبح قوة مستهلكة، وتم تقليص نفوذه حتى سعى لإصدار ألبوم موسيقى فى محاولة يائسة للظهور، لذا يمكن اعتباره «رمزًا للا شىء سوى تراجع سلطة وتأثير الإخوان».

 

أمريكا.. لورينزو فيدينو: الجماعة أخطر من «داعش» و«القاعدة»

كشف لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف فى جامعة جورج واشنطن الأمريكية، عن تغير نظرة الدول الأوروبية لجماعة «الإخوان» الإرهابية وغيرها من تنظيمات «الإسلام السياسى»، حتى أصبحت هذه الدول تعتبرها أخطر من تنظيمى «داعش» و«القاعدة». وشدد «فيدينو»، على أن «الإخوان» فى أوروبا تعيش مرحلة ضعف خلال الفترة الحالية، خاصة بعد انكشاف حيلتها المتمثلة فى استخدام سلاح «الإسلاموفوبيا»، عن طريق مهاجمة السياسيين واتهامهم بالتمييز والعنصرية ضد «المسلمين»، باعتبار أن التنظيم هو الممثل الوحيد للدين الإسلامى، وبالتالى اللعب على مساحة «المظلومية»، بما يمكنه من وقف الإجراءات التى تستهدف وقف نفوذه داخل «القارة العجوز».

■ بداية.. ما تقييمك لوجود وتأثير جماعة «الإخوان» الإرهابية فى أوروبا حاليًا؟

- أعتقد أن «الإخوان» تعيش مرحلة ضعف فى معظم الدول الأوروبية، فيما عدا بريطانيا والولايات المتحدة، وذلك فى ظل وجود وعى أوسع وأشمل بخطورة جماعات «الإسلام السياسى»، وعلى رأسها هذا التنظيم، فقد تأكد صانعو القرار فى الدول الأوروبية من أن «الإخوان» مشكلة حقيقية، سواء «اليمين»، أو حتى «اليسار» الذى اعتاد الوقوف بجانب الجماعة ودعمها أحيانًا.

والتحدى الأكبر فى مواجهة خطر «الإخوان» وجماعات «الإسلام السياسى» كان عملها بشكل قانونى فى دول الغرب، لكن خلال السنوات الخمس الماضية أصبح هناك تغيير كبير جدًا فى رؤية الحكومات الأوروبية تجاه الجماعة، وإدراك أنها خطر يهدد المجتمع الأوروبى وتماسكه بكل طوائفه، بمن فيهم المسلمون.

لذلك كله تشهد الدول الأوروبية حاليًا قلقًا متزايدًا حيال «الإخوان»، بشكل أكبر حتى من القلق تجاه التنظيمات الإرهابية الكلاسيكية مثل «داعش» و«القاعدة»، فعلى الرغم من أن التنظيمين يمثلان تهديدًا، فإنه بالطبع لدى الحكومات فى أوروبا قناعة حالية بأن الخطر الأكبر يكمن فى فكر «الإخوان» وغيرها من جماعات «الإسلام السياسى»، بسبب تأثيرها على المدى الطويل فى الشباب والمجتمع الأوروبى.

■ على ضوء هذا الخطر الكبير، كيف يمكن للدول الأوروبية مواجهة «الإخوان»؟

- هنا نأتى إلى الخطوة التالية، فبعد إدراك المشكلة والاتفاق على أن «الإخوان» خطر، ينبغى التفكير فيما يتم حيال هذا الأمر، وقد تم اتخاذ إجراءات بالفعل، وأعتقد أن النمسا من أبرز الدول الأوروبية التى اتخذت الخطوات الأكثر فاعلية.

يأتى على رأس هذه الخطوات اعتقال بعض عناصر «الإخوان» فى النمسا، وبعضهم من أصول مصرية، واتهامهم بتمويل الإرهاب فى مصر ودول أخرى، ومَثّل هذا اتهامًا واضحًا من إحدى الحكومات الأوروبية لـ«الإخوان» بتمويل الإرهاب والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، وهو خطوة مهمة فى جهود وقف نفوذ الجماعة ثم حظرها مستقبلًا.

وأرى أنه بشكل عام هناك نقطة مهمة للغاية تعطينا انطباعًا إيجابيًا فى التعامل مع «الإخوان»، وهو ما أدى إليه الوعى، تتمثل فى وجود تعاطف ودعم أقل من الحكومات الأوروبية للجماعة، فما عادت هذه الحكومات تعتبر «الإخوان» هى «الصوت المعتدل للمسلمين»، ما أدى بالتبعية إلى إضعاف التنظيم فى أوروبا.

■ هل يمكن أن تحاول «الإخوان» استعادة نفوذها فى هذه البلدان أم ستتجه إلى دول أخرى لإنشاء مراكز نفوذ جديدة؟

- بالطبع ستحاول «الإخوان» إحياء نفسها، وستحارب من أجل العودة إلى المشهد السياسى والمجتمعى فى أوروبا، بكل الطرق والضغوط الممكنة، على الرغم من أنها تدرك تمامًا أن الرياح ليست فى اتجاهها حاليًا، لا فى الشرق الأوسط ولا الغرب أيضًا.

ولتحقيق ذلك، تستخدم «الإخوان» سلاح «الإسلاموفوبيا»، عبر مهاجمة السياسيين واتهامهم بالتمييز والعنصرية، فى محاولة للعب من جديد على مساحة «المظلومية»، حتى تستطيع الجماعة وقف الإجراءات التى تستهدف وقف نفوذها.

وأريد الإشارة هنا إلى أن الدول العربية لها السبق فى معرفة طريقة لعب «الإخوان» وجماعات «الإسلام السياسى» على «المظلومية»، بتوجيه الانتقادات والهجوم المستمر على السياسيين، من أجل ترهيبهم وإخافتهم حتى يتوقفوا عن فضح أهداف الجماعة.

ودول الغرب أصبحت تتفهم تلك الاستراتيجية، وبينما تقول «الإخوان» إن الحكومات فى أوروبا تهاجم الإسلام والمسلمين، تقف هذه الحكومات الآن وتقول: «لا.. نحن نواجه الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسى وليس الدين الإسلامى»، لذا يمكن القول إن العالم يعيش لحظة انتقالية ومحورية مهمة فى التعامل مع «الإخوان»، خاصة فى أوروبا، لكن المخيّب للآمال هما بريطانيا والولايات المتحدة.