رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أعجبت بشجاعته فى القتال».. كيف وصف محمد نجيب عبد الناصر فى مذكراته؟

محمد نجيب وجمال عبد
محمد نجيب وجمال عبد الناصر

في مذكراته الصادرة بعنوان "مصير مصر"، يقول الرئيس الراحل محمد نجيب، عن الرئيس جمال عبدالناصر": "ذات يوم أحضر عامر أحد أصدقائه معه صاغًا شابًا تذكرت أنى قابلته في الفالوجا في فلسطين وأعجبت بشجاعته فى القتال، واسمه جمال عبدالناصر، كان قد أصيب خلال المعارك، وكاد يموت وبمجرد تعافيه رفض أن يعود للقاهرة، وصمم على العودة لميدان القتال".

 

لكن ظهرت العديد من التناقضات بين مذكراته الثلاث، الأولى صدرت بعنوان "مصير مصر" عام 1955، والثانية صدرت بعنوان "كلمتي للتاريخ" 1975، والثالثة بعنوان "كنت رئيسًا لمصر" عام 1984.

 

ذكر في مذكراته الأخيرة "كنت رئيسا لمصر" ما يتناقض مع ذكره في مذكراته "مصير مصر"، إذ يصف الرئيس جمال عبدالناصر بالضابط الصغير، وبالجبن لأنه كان طوال المعركة لا يتحرك من خندقه: "خلال شهور الحرب لم يلفت جمال عبدالناصر انتباهي، لكنى أتذكر أنه كان يحب الظهور، ويحب أن يضع نفسه فى الصفوف الأولى والدليل على ذلك ما حدث في الفالوجا، كنا نلتقط صورة تذكارية ففوجئت بضابط صغير يحاول أن يقف فى الصف الأول مع القادة، وكان هذا الضابط جمال عبدالناصر، ولكنى نهرته وطلبت منه العودة لمكانه الطبيعي في الخلف، وعرفت عنه بعد ذلك أنه لم يحارب فى عراق المنشية، كما ادعى ولكنه ظل طوال المعركة في خندقه لا يتحرك".

 

أما التناقض الآخر فكان بشأن قانون الإصلاح الزراعي، في الإصدار الأول من مذكراته "مصير مصر"، يشيد بالقانون وأهميته ودوره بالنسبة للشأن الزراعي في مصر، حيث قال: "وهل هناك من وسيلة أفضل لرفع معنويات الفلاح، وبالتالي ملكاته من تمكينه من حيازة قطعة أرض، إن الفلاح الذى لا يملك أرضا لا يعدو أن يكون إنسانًا محطمًا، أما الفلاح مالك الأرض فهو رجل حي لا يتردد فى الدفاع عن أرضه ولو جاد بالحياة.. والفرق بين الفلاح مالك الأرض والفلاح المعدم هو الفرق بين الإنسان والحيوان الذي يمشي على قدمين. ولا بد لنهضة مصر من رجال. لذا كان قانون الإصلاح الزراعي وسيلتنا لتحويل الفلاح المصري لرجل قادر على بناء وتنمية وطنه. لذا تخلصت من وزارة على ماهر لأصدر القانون الذي غيّر مسار حياة الفلاح المصري للأفضل".

 

أما في مذكراته الصادرة بعنوان "كنت رئيسا لمصر"، نجد له موقف آخر، إذ يشير إلى أنه كان معارضًا لقانون الإصلاح الزراعي، حيث يقول: "صدر قانون الإصلاح الزراعى رغم معارضتى، ونزولًا على رأى الأغلبية. فقد كنت مع الضرائب التصاعدية. وكنت أرى أننا سنعلّم الفلاح الذي حصل على الأرض بلا مجهود أو تعب، الكسل والنوم فى العسل.. وكنت أرى أن تطبيق القانون سيفرض علينا إنشاء وزارة جديدة لمباشرة تنفيذه "وزارة الإصلاح الزراعي" وهذا سيكلفنا أعباء مالية وإدارية لا مبرر لتحملها. وكان من رأيي أن وجود الملاك الجدد بجانب الملاك الأصليين سيثير الكثير من المتاعب والصراعات الطبقية".

عشر جلدات 

نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها 15 مايو 1953 عن العادات التي كان يمارسها الرئيس محمد نجيب، ومن أبرز هذه العادات مغادرة منزله في حي الزيتون بالقاهرة الساعة 9 صباحاً ثاني أيام رمضان ويذهب لمنازل جيرانه في شوارع محمد بخيت وطومانباي وسعيد، وكان عدد هذه المنازل في ذلك الوقت لا يزيد عن 25 منزل.

 

وأشارت الصحيفة بأن "نجيب" كان يهنئ جيرانه بحلول شهر رمضان المبارك، ويتمنى لهم الخير والسعادة في هذا الشهر.

 

وينتهي أول رئيس لمصر من هذه الجولة قبل الساعة الحادية عشر والربع صباحاً.

 

خلال دراسة اللواء محمد نجيب بكلية جوردون في فرعها بالسودان، وقت أن كانت تابعة لمصر، عام 1913 لم ينس اعتزازه بوطنه الأول على الرغم من أنه كان تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي.

 

نجيب وهو في السنة الثانية بالكلية تجادل مع مدرس اللغة الإنجليزية المستر سمبسون، حينما جاء ليملي عليهم قطعة الإملاء المقررة والتي جاء فيها: “مصر يحكمها البريطانيون”.

 

اللواء المصري لم يعجبه طريقة الكلام أو محتواه، فتوقف عن الكتابة ونهض واقفًا وهو يقول له: "لا يا سيدي، مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليًا وتابعه لتركيا".

 

سمبسون أغضبه رد نجيب وقرر معاقبته بالجلد 10 جلدات على ظهره، واستسلم الطالب المُعتز بنفسه ووطنه للعقوبة المؤلمة دون أن يتراجع عن موقفه أو يُبدي ألمًا.