رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساعة روليكس ومستشفى المجانين.. كواليس علاقة إسماعيل ياسين بالرؤساء

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

كانت الصدفة سببًا في أن يلتقي الفنان إسماعيل ياسين بزوجته «فوزية» عندما قرر شراء أول سيارة في حياته، فرآها في الإسكندرية رفقة زوجة أحد أصدقائه العاملين بالمسرح.

 

تدخلت إحدى صديقاتها وتوسطت لمحاولة الجمع بينه وبينها في مكان واحد، وابتكرت حيلة أن تحضر "فوزية" إلى أحد عروض إسماعيل ياسين المسرحية، وبالفعل وافقت وحضرت العرض المسرحي، وبعدها حاول معها توضيح صورته التي خشيت منها بعد معرفتها أنه فشل مرتين في الزواج من قبل، ووافقت على الزواج منه.

 

وحسبما يحكي ابن الفنان الراحل أبو السعود الإبياري، في حوار تلفزيوني له، قال: "الفنان إسماعيل ياسين كان يخرج في فترات الاستراحة من عرضه المسرحي ليتصل بزوجته ويطمئن عليها".

 

وهو ما أكدته الفنانة هند رستم في مذكراتها، فذكرت فيها أن الفنان إسماعيل ياسين كان حريصًا على الاطمئنان على عائلته طوال فترات التصوير، وهو ما شاهدته بنفسها في فيلم "ابن حميدو".

 

وقال ابن الفنان الراحل أبو السعود الإبياري، إن زوجة الفنان إسماعيل ياسين كانت غيورة للغاية، وفي إحدى المرات زارته في موقع التصوير في الوقت الذي كان يجلس فيها بالصدفة مع إحدى الفنانات، فغضبت للغاية، وبما أنه كان يرتدي ساعة في يده جزء منها لونه أسود، فكانت دائمًا تقول له: "هي ساعتك السودة كام يا إسماعيل؟"، إشارة إلى أنها غاضبة منه.

 

في مستشفى الأمراض العقلية

شهرة كبيرة تلك التي حققها الفنان الراحل إسماعيل يس بين أبناء جيله من الفنانين جعلته محط أنظار الكثير من المخرجين وأصحاب الفرق المسرحية والمنتجين وقد ساهمت السينما في انتشاره وكان حضوره بها مميزًا.

 

كان أمرًا طبيعيًا أن تصل شهرته إلى الطبقة الحاكمة ففي عام 1950 دعى الفنان الراحل لإلقاء بعض مونولوجاته في حفل خيري لصالح جمعية "مبرة محمد علي" في "ملهي الأوبرج".

 

وكما يذكر المؤرخ الفني الدكتور محمد فتحي في أحد مقالاته أوعز الملك فاروق إلى أحد رجاله بدعوة إسماعيل إلى الاستراحة الملكية للتسرية عنهم وقال الملك لإسماعيل: "يلا يا إسماعيل سمِّعنا نكتة جديدة".

 

من فرط الارتباك بدأ إسماعيل النكتة قائلاً: "مرة واحد مجنون زي جلالتك كده! فصرخ الملك: أنت بتقول إيه؟ يا مجنون! أدرك إسماعيل الموقف فما كان منه إلا أن سقط متظاهراً بالإغماء، وغادر الملك غاضباً لمتابعة بقية الحفلة، وإن ظل بعض رجال الحرس حول إسماعيل، لينفذوا العقاب الذي سيأمر به جلالة الملك".

 

يوسف رشاد- طبيب الملك الخاص- قال لتمرير الموقف "إن إسماعيل مريض، تصيبه حالات من ضعف الذاكرة وفقد الإدراك، وهو في حاجة لأن يقضي فترة تحت الرقابة الطبية لمعالجة هذه الحالة، فأمر الملك بإيداعه "مستشفى الأمراض العصبية والنفسية".

 

الصحف في اليوم التالي صدرت مشيدةً بالعطف الملكي الكريم على إسماعيل ياسين، الذي عاوده مرض الصرع أثناء الحفل الخيري، فأمر الملك بعلاجه على نفقته الخاصة.

 

وبعد عشرة أيام، غادر إسماعيل المستشفى لكن محنته مع الملك ظلت ذكرى أليمة، فكان يخشى أن يعاود التنكيل به وظل في هذا الوضع لمدة عامين إلى أن قامت ثورة 23 يوليو والتي غنى لها إسماعيل يس.

 

هدية رئيس اليمن 

حصل الفنان الراحل إسماعيل ياسين، رفقة أعضاء الموسيقى العربية على هدايا ثمينة من عبدالله يحيى السلال أول رئيس جمهورية لليمن في عام 1964.

 

ونشرت صحيفة "الأهرام" في عددها 4 أكتوبر من عام 1964 خبرًا عن الهدية التي أهداها الرئيس اليمني، وكانت الهدية عبارة عن ساعة "روليكس"، وحصل عليها كل أعضاء فرقة الموسيقى العربية التي رافقت بعثة الفنانين التي كانت مدعوة للمشاركة في احتفالات ثورة اليمن.

 

وكان من بين الفنانين الذين حصلوا على ساعة "روليكس" من الرئيس اليمني، هم، المطلب واحمد غانم وعبد العزيز محمود وماهر العطار.

 

يذكر أن الرئيس اليمني "السلال" ولد في قرية شعسان بمديرية سنحان في محافظة صنعاء، عام 1917، والتحق بمدرسة الأيتام بصنعاء عاصمة اليمن، آنذاك، في 1929، وبعد حصوله على الثانوية سافر إلى العراق، في 1936، في بعثة عسكرية أرسلها حاكم اليمن، وقتها، الإمام يحيى حميد الدين والتحق السلال بالكلية العسكرية العراقية، وتخرج فيها، عام1939.

 

وشارك "السلال" في ثورة الدستور، عام 1948، بقيادة عبدالله الوزير، حيث قتل الإمام يحيى، ثم سجن على إثرها كما أعدم الإمام أحمد بن يحيى، الذي تولى الحكم بعد أبيه، الكثير ممن شاركوا في الانقلاب، إلى أن أخرجه ولي العهد سيف الإسلام محمد البدر حميد الدين، الإمام لاحقا، من السجن، وكان هذا خطأ ولي العهد، الذي كلفه عرشه وبعد ذلك، أصبح «السلال» رئيسا لحرس ولي العهد، وكان في نفس الوقت أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، ولم يكن يعلم الإمام البدر بهذا فقربه إليه أكثر وبعد أسبوع واحد من وفاة الإمام أحمد، وتسلم الإمام البدر الحكم.