رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن الفيديوهات والكفتة!

بداية وقبل أي شيئ، أنا لا يعنيني في قليل أو كثير كل ما قيل أوأثير حول موضوع "كفتة أوضة النوم"!
لم أهتم لأمر الكفتة، ولا الست صاحبتها، ولا المكان الذي اختارته لإنجاز مهمتها، لم أسعي أو أجتهد أو أبحث أو أنشغل بمعرفة الفارق الحيوي والجوهري بين كفتة المطبخ وكفتة غرف النوم، من حيث الطعم، أوالرائحة،أو النكهة، أو المذاق، شاهدت الفيديو كغيري، ومررت عليه سريعاً دون أن ألتفت لأسأل عن نوع الكفتة، هل هي كفتة لحم، أم أرز، أم بطاطس، الست "كتر خيرها" صورت لنا الفيديو "عملي"مع المقادير و الخطوات، وقامت برفعه لتستفد منه باقي نساء كوكب الأرض وانتهينا علي كده!
لم يدفعني الفضول أن أطلب إلي أهل بيتي أن نخض جميعاً" كأسرة" غمار تلك التجربة الفريدة، بأن أنقل لهم البوتاجاز من المطبخ إلي غرفة نومنا، ليعدوا لنا بدورهم بعضاً من أصابع الكفتة علي طريقة السيدة المذكورة المشكورة ، لنعرف الفارق ونحكم بعد أن نذق، ومن ذاق عرف!
لم أطلب هذا، ولاأظنني سأطلبه يوماً، أقولها تحدثاً بنعمة الله الذي حفظ علي عقلي وأمسك علي لساني، وإلا فكم من الوقت كنا سنحتاج بعدها لطرد روائح الزيت وأدخنة المقلاة من الغرفة، وكم من الأيام كنا سننتظر بخارجها حتي يتسني لنا استخدامها من جديد؟!
صحيح لم يدفعني فضولي لخوض التجربة، ولكن دفعني ماهو أكثر من الفضول إلي طرح سؤال بسيط ...
هل تخضع مثل تلك الفيديوهات " كل الفيديوهات" لأي نوع من الرقابة علي المحتوي؟!
بما أن من يقومون بإعدادها "شئنا أم أبينا" هم صناع محتوي، وفي حال كانت لا تخضع، فهل من الممكن إخضاعها مستقبلاً؟
(( حفاظاً علي قيمنا المجتمعية، وحرصاً علي صورة بلدنا وأهله بالخارج ))
كان البعض قد تحدث عن مبالغ مالية يحصل عليها " اليوتيوبرز " نتاج ما يقدمونه من فيديوهات"؛ و أيضاً لا يعنيني هل المبالغ كبيرة أم صغيرة"، ولكنهم بالنهاية يكسبون أموالاً، فهل تخضع تلك الأموال لأي جهة محاسبية؟! وهل يسددون عنها ضرائب مثلما يحدث بالخارج ؟!
هو سؤال واحد مكون من عدة نقاط ...
هل هم مراقبون؟، وإن كانوا مراقبين فهل يحاسبون؟ وإن كانوا يحاسبون، فمن الذي يحاسب المتجاووين منهم؟
الأخطر والأهم من كل فيديوهات الطبخ، والمقالب، والرقص، والغناء ، هي حواديت وقصص الأطفال المنتجة والمصورة والمذاعة أسرياً وعائلياً ، والتي أدمن الكثير من أطفالنا ( مابين ٣، و٥ سنوات )علي مشاهدتها علي موبايلات الآباء والأمهات، فيديوهات بعضها رديئ وبعضها جيد، يتفاوت محتواها بتفاوت المستوي ( الفكري، والثقافي، والمعيشي)  للأسر المنتجة لها، ( واللي بتاخد الحدوتة كده من بابها ) بحيث يقوم الأب والأم بتأليفها وإخراجها وتصويرها، ويلعب الأطفال أدوار البطولة فيها !
الشاطر حمزة يطارد الأشرار،  البنت أروي عملت في أخوها مقلب  .... الخ الخ
إلي آخر تلك العناوين، فهل تخضع هي الأخري للرقابة؟
وهل ستخضع مستقبلاً للرقابة ، أم سيظل العبث بعقول صغارنا قائم؟!
سؤال ينتظر الإجابة ..
حفظ الله مصر وأهلها
وأعان قائدها وزعيمها قائد جمع الحق والإيمان.