رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث في مثل هذا اليوم.. رحيل أبو كل مرتلي الكنائس ديدموس الضرير

مرتلي الكنائس
مرتلي الكنائس

قال المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز، إن الكنيسة المصرية تحيي اليوم الأحد ذكرى القديس العظيم ديديموس الضرير المعروف بأبو المرتلين في الكنائس.

وشرح المركز في منشور عبر صفحته بموقع الفيس بوك السيرة الذاتية للقديس ديدموس، قائلًا: "في مثل هذا اليوم من سنة 398م تنيَّح القديس العظيم ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية. ومن أمره أنه وُلِدَ بمدينة الإسكندرية عام 313م وأسماه والداه ديديموس وهو الكلمة اليونانية المرادفة لكلمة توما. وفي السنة الرابعة من عمره أُصيب بمرض في عينيه أفقده بصره لذلك سُمي ديديموس الضرير".

وأضاف: "لم يتعلم القراءة في مدرسة بسبب فقره وفقدانه بصره ولكن محبته الشديدة للعلم والمعرفة ذلَّلت أمامه كل العقبات فتعلم الأبجدية بحروف منحوتة في لوح من خشب وتعلم أن يقرأها بطريقة اللمس وبذلك سبق برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة لفاقدي البصر. وبهذه الطريقة تعلم قواعد اللغة والبلاغة والفلسفة والمنطق واللاهوت والحساب والموسيقى وتعمق فيها، وكان يستطيع أن يناقش كل من درس هذه العلوم من الكتب العادية، حتى أصبح مضرب الأمثال في العلم والنبوغ، وذاع صيت علمه في كل مكان".

وتابع: "وفي سنة 346م أسند إليه البابا أثناسيوس الرسولي إدارة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وأصبحت في عهده تُضارع أعظم المدارس العلمية واللاهوتية في الشرق والغرب، وتتلمذ له كثيرون من العلماء العظام مثل چيروم وروفينوس. يقول عنه چيروم أنه يحمل صفات الإنسان الرسولي، له فكر مستنير في كلمات بسيطة. ويسميه روفينوس النبي والرجل الرسولي. ويخبرنا سوزمين المؤرخ أن تأثير ديديموس في إقناع الشعب بصحة تعاليم مجمع نيقية ضد الأريوسيين كان لا يُضارَع".

وأكمل: "كان ديديموس عند الناس يُمثل حصنًا متينًا وسندًا قويًا للديانة المسيحية وهو يُعَد خصمًا عنيدًا كسر شوكة أتباع أريوس وأفحمهم في مناظراته معهم. وكان ناسكًا تقيًا، وكان يصلي من أجل المسيحيين الواقعين تحت اضطهاد يوليانوس الجاحد فرأى رؤيا أن يوليانوس قُتل في الحرب وتحققت الرؤيا باليوم والساعة".

وتابع: "زاره الأنبا أنطونيوس في قلايته وصليا معًا وجلسا يتحدثان في الكتب المقدسة ولما رآه حزينًا على فقد بصره قال له أب الرهبان: كيف تحزن على فقد ما تشترك فيه معك أقل الحيوانات ولا تفرح أن الله وهبك بصيرة روحية لا يهبها إلا لمحبيه، وأعطاك عينين كأعين الملائكة تبصر بهما الروحيات، بل وتدرك بهما أسرار الله نفسه، فتعزى ديديموس بهذا الكلام جدًا". 

واختتم: "كتب القديس ديديموس كتبًا كثيرة مُلْهِمة في اللاهوت والعقيدة وتفسير الكتاب المقدس بعهديه، حتى أسموه الضرير البصير. وبعد أن أكمل جهاده الحسن تنيَّح بسلام في مثل هذا اليوم من سنة 398م وله من العمر 85 عامًا قضى منها 52 عامًا مديرًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، عاصر خلالها أربعة من الآباء البطاركة هم البابا أثناسيوس الرسولي والبابا بطرس الثاني والبابا تيموثاوس الأول والبابا ثاؤفيلس. ولما افتتح البابا شنوده الثالث معهد مرتلي الكنيسة، وهو أسقف للتعليم، وكان معظمهم من فاقدي البصر، أسماه معهد ديديموس تيمناً بهذا اللاهوتي العظيم، وما زال معهد المرتلين يحمل اسم ديديموس حتى الآن".