رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أوقاف الخليل»: الاحتلال يمارس الابتزاز الديني للسيطرة على الحرم الإبراهيمي

الاحتلال الاسرائيلي
الاحتلال الاسرائيلي

ترفض قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يزيد على شهر، السماح للطواقم الفنية من وزارة الأوقاف ولجنة اعمار الخليل بإصلاح الضرر الذي ألحقه مستوطنون عمدا بأسلاك مكبرات الصوت الخاصة برفع الأذان في الحرم الإبراهيمي، الأمر الذي ادى الى منع رفعه في المآذن الخارجية والاقتصار على رفعه داخل الحرم فقط.

وأفاد مدير عام اوقاف الخليل جمال ابو عرام، بأنه عطل مدبر وإضرار مقصود ألحقه المستوطنون بنظام الصوت الخاص بالحرم الابراهيمي، حيث تبين أن مجموعة من المستوطنين قامت وبشكل متعمد بتقطيع الاسلاك الداخلية الخاصة بمكبرات الصوت التي تمر بالجزء المغتصب من الحرم، والذي يمنع على الفلسطينيين الوصول اليه ودخوله طوال العام، باستثناء عشرة ايام، وذلك ضمن التقسيم الزماني والمكاني للحرم الذي فرضه الاحتلال من خلال ما يعرف "لجنة شمغار"، والتي شكلها عقب مذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994، التي ادت الى استشهاد 29 مصليا، وإصابة 150 آخرين، على يد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين، وكانت احدى اهم نتائجها وضع ما يقارب 66% من مساحة الحرم وساحاته تحت سيطرة الاحتلال ومستوطنيه.

ويضيف أبو عرام ان الطواقم الفنية لوزارة الأوقاف ولجنة إعمار الخليل تحاول منذ ذلك الحين الوصول الى مواطن الخلل وإصلاحها، الا ان الاحتلال الاسرائيلي يرفض ويمنع تلك الطواقم من القيام بذلك، مؤكدا أن الاحتلال يسعى منذ وقت طويل الى اسكات صوت الأذان في الحرم الإبراهيمي تلبية لرغبة مستوطنيه، وقد وجد الاحتلال في هذه الحادثة فرصة لتحقيق ذلك.

وأضاف أبو عرام ان الاحتلال الاسرائيلي يستغل هذه الحادثة ويمارس أبشع أشكال الابتزاز الديني، لتحقيق أهدافه الاستيطانية، والاستيلاء على أجزاء أخرى من الحرم الابراهيمي لصالح المستوطنين وتهويد معالمه، مشيرًا إلى أن الاحتلال اشترط من اجل السماح للطواقم الفنية بإصلاح الاضرار وعودة الاذان، تسليمه اليوسفية التحتا "مقام سيدنا يوسف"، او ان يتم تركيب اقفال عليها، واغلاقها بشكل كامل ومنعنا من الوصول اليها، بالإضافة للسماح للمستوطنين بتركيب مكبرات صوت خاصة بالمستوطنين في كل من "الاسحاقية والجاولية"، لاستخدامها في حفلاتهم ومناسباتهم.

وحذر أبو عرام من أن هذه الاشتراطات تمثل خطوة كبيرة باتجاه تهويد الحرم وتغيير ملامحه، فالحضرة الإسحاقية هي المصلى الرئيسي وبها ارتكبت مجزرة الحرم الابراهيمي، وتضم مقام سيدنا اسحاق، وزوجته رفقة وتبلغ مساحته ما يقارب 750 مترا مربعا.

وطالب كافة الجهات الدولية بالتدخل لحماية هذا الموروث التاريخي والحضاري، ووضع حد لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وتعمدهم لإثارة المشاعر الدينية، وابتزاز للمواطنين بمتطلبات أداء شعائرهم الدينية، معتبرًا أن استمرار الاحتلال في سياسته هذه من شأنه أن يفجر صراعا كبيرا.