رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنا بنت مصر.. سيدات وفتيات «التنسيقية» يكشفن سر «وصفة النجاح»

أنا بنت مصر
أنا بنت مصر

«أن تصبحى ناجحة.. عليكِ بدفع الضريبة».. عبارة طالما فكرت فيها المرأة قبل بدء حياتها المهنية أو خوض غمار العمل العام، معتقدة أن النزول إلى هذه الساحة سيؤثر بالسلب على حياتها الأسرية، ويجعلها بين خيارين كلاهما مر، إما التخلى عن النجاح لصالح الأسرة، أو التضحية بعلاقة أسرية طبيعية متزنة من أجل تحقيق الذات.

لكن يبدو أن سيدات وفتيات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين امتلكن «وصفة» أو «خلطة» خاصة بهن، استطعن من خلالها تحقيق التوازن بين العمل التطوعى والعام وخوض غمار السياسة، والحفاظ على الأسرة وحياة اجتماعية طبيعية، يقرأن ويسافرن ويشاهدن الأفلام خلالها، وتؤدى كل واحدة منهن دورها كأم وزوجة وأخت.

فى السطور التالية، تحاور «الدستور» عددًا من سيدات وفتيات «تنسيقية الشباب»، للتعرف منهن على سر هذه «الخلطة»، وكيف وصلن إلى ما هن فيه من نجاح.

 

إيرينى عبدالملاك: أستثمر أوقات فراغى.. ولدىّ مكتبة شاملة بـ3 أقسام

 

تخرجت إيرينى عبدالملاك فى كلية الألسن جامعة عين شمس عام ٢٠١٠، وبدأت نشاطها فى العمل العام بعدها بـ٧ سنوات، بتقلد عضوية أمانة شباب الجمهورية فى حزب «المصريين الأحرار»، ثم عضوية الهيئة العليا ومساعد أمين شباب الجمهورية فى الحزب، وصولًا إلى منصب مساعد أمين سر لجنة الثقافة والآثار فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

وقالت «إيرينى»، التى تعمل سكرتيرة تنفيذية لدى شركة خاصة فى مجال الاستيراد والتصدير، إنها تحرص على القراءة دائمًا، من خلال مكتبة تضم ٣ أقسام، الأول كتب التاريخ المصرى، والثانى الروايات، والثالث كتب الدين والسياسة، إلى جانب تفضيل مشاهدة الأفلام الكلاسيكية وزيارة المتاحف.

وأضافت أنها تهدف إلى خدمة الشباب، من خلال مبادرات لتشجيعهم على المشاركة فى العمل العام، من بينها التواصل معهم عبر تدوينات بـ«العامية» على مواقع التواصل الاجتماعى، تحكى فيها عن شخصية تاريخية أو مكان أثرى أو مصطلح سياسى، من أجل جذبهم لمعرفة معلومات عن تاريخ مصر العظيم.

وأشارت إلى أن حزب «المصريين الأحرار» رشحها لتكون عضوًا فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ما سمح لها بتوسيع مشاركتها فى الحياة السياسية بصورة أكبر، والمساهمة فى خدمة الشباب والوصول إليهم بطرق مختلفة.

واعتبرت أن المشاركات المجتمعية تنعكس بصورة إيجابية على الفرد، كما أنها تطور الفكر وتوسع المدارك وتُحسن العلاقات مع المحيطين بالشخص، داعية الشباب إلى ممارسة العمل العام، سواء سياسيًا أو تنمويًا أو نقابيًا، لأنها تجربة مفيدة وثرية جدًا لكل شاب، وفرصة تمكنهم من المساهمة فى التنمية الفكرية والاجتماعية للمصريين.

وشددت على أن العمل التطوعى لا يتعارض إطلاقًا مع الحياة المهنية أو الدراسية، خاصة أن أوقات الفراغ يمكن استثمارها على أكمل وجه فى هذا العمل.

 

إيمان عبدالقادر: التحقت بـ«محلية النواب» بعد استشهاد زوجى لخدمة المصريين

 

قالت إيمان عبدالقادر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الله وهب المرأة قدرة غير عادية على التحمل، لذا تلعب دور الأم والأخت والبنت والزوجة فى آن واحد وبتمكن غير عادى.

وأضافت أن حياتها كزوجة لضابط فى القوات المسلحة عوَدَتها على تحمل المسئولية، إلى جانب نشأتها التى عوَدَتها أيضًا على تحمل المسئوليات المتعددة، فهى إحدى ابنتين لأم تعمل مديرة لقسم شئون العاملين، وأب كيميائى فى معامل أحد المصانع الحربية، وكانت طبيعة عملهما تجعل ابنتيهما تعتمدان على نفسيهما كثيرًا.

وأشارت إلى أن هذا كله ساعدها على التخصص فى قسم يتم تدشينه لأول مرة، خلال دراستها الجامعية، وهو قسم المكتبات والمعلومات فى كلية الآداب جامعة بنها، الذى اتضح لها أنه من الأقسام الأساسية لكل العلوم، وبداخله تعلمت كيف تصل إلى كل معلومة يريدها الباحث وتمده بها، من خلال مجال «الفهرسة» الواسع والكبير.

وواصلت: «العدد القليل للطلاب داخل القسم أتاح لى ممارسة العديد من الأنشطة، وكانت (اللغة الفارسية) من المواد المقربة إلىّ، لذا اعتمد المعيدون علىّ فى ترجمة بعض المقالات ووضعها فى المكتبة بجوار الجامعة، حتى يستفيد منها الزملاء، إلى جانب مشاركتى فى العديد من الزيارات الميدانية، ما جعل منى شخصية محبة للمعرفة والاطلاع والمواجهة».

وكشفت عن أنها تزوجت من الشهيد مقدم أركان حرب عادل عبدالحميد، وبدأت ترتب حياتها على إجازاته، ثم رزقها الله بـكل من: «أحمد» ١٢ سنة، و«محمد» ١١ سنة، و«أيسل» ٥ سنوات، مشيرة إلى أن أعمارهم كانت صغيرة حين استُشهد والدهم، لذا حملت على عاتقها عبء تربيتهم.

وعن التحاقها بمجال العمل العام، قالت عضو مجلس النواب: «كنت أرى أن لجان الشئون المحلية فى البرلمان أو الأحزاب هى الأكثر أهمية، لكونها تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وهو ما دفعنى للانضمام إلى تلك اللجان فى التنسيقية ومجلس النواب، سعيًا لاستصدار العديد من التشريعات التى تعمل على تحسين حياة المصريين وخدمتهم».

واختتمت بالتشديد على ضرورة أن يعتمد الإنسان على تجاربه الحياتية الواسعة، إلى جانب العلم، فكلاهما يبنى الشخصية ويُكسب الشخص كثيرًا من المهارات والمعارف.

 

سمية هاشم: نميت قدراتى فى المحاماة بالدورات وكتب القانون

 

بدأت سمية هاشم حياتها العملية فى مهنة المحاماة منذ ٢٠١٩، بعدما حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، فلم تكتفِ بالمؤهل الجامعى فقط، وعملت على صقل خبراتها العملية والسياسية، وذلك من خلال دورات تدريبية فى إعداد المحامى من الناحيتين العملية والنظرية، والمشاركة فى إعداد الخريجين للعمل فى الهيئات القضائية، وتأسيس الشركات.

واهتمت «سمية» بتنمية مهاراتها القانونية عن طريق قراءة كتب القانون المدنى والتجارى، وكل ما يخص حقوق الإنسان والمرأة والطفل، إلى جانب أشعار صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودى، وقراءات أخرى فى مجال التنمية البشرية، وتعتبر أن الدكتور إبراهيم الفقى، خبير التنمية البشرية الراحل، أحد أهم العوامل المؤثرة فى تكوين شخصيتها، فضلًا عن تنمية هواياتها المفضلة، مثل السباحة وركوب الخيل. 

وكشفت عن طريقتها لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، معتبرة أن هذا سؤال تصعب الإجابة عنه، لأن معظم الناس لا يستطيع تحقيق التوازن، لكنها عملت على الوصول إلى هذا الهدف قدر المستطاع.

وأوضحت أن هذا التوازن احتاج لأخذ جميع عناصر الحياة بعين الاعتبار، ما دعاها إلى العمل على تنظيم الوقت باعتباره أهم عوامل تحقيق الإنجاز، عبر تخصيص وقت لنفسها وآخر لعقلها وثالث لعملها ورابع لصحتها، إلى جانب أوقات لعائلتها وحياتها الاجتماعية والترفيه.

 

عبير العريان:  أقرأ لـ«يوسف زيدان».. وأنظم حياتى بـ«الكواليتى تايم»

 

تخرجت عبير العريان، أمين السر المساعد للجنة حقوق الإنسان بتنسيقية الشباب، فى كلية التجارة، وتدرجت فى حياتها المهنية وصولًا إلى إدارة شركة، بالتزامن مع نشاطها السياسى فى التنسيقية وشغلها منصب مساعد رئيس حزب «الغد» لشئون الشباب.

ووصفت «عبير» انضمامها إلى تنسيقية الشباب بأنه نقلة نوعية فى حياتها، لمساهمته فى احتكاكها بشباب مثقف من أيديولوجيات مختلفة، ويسعى طوال الوقت إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الإيجابية، وسط تشاور وحوار فى مختلف القضايا، ما ساعد على اكتسابها العديد من الخبرات.

وأضافت: «التنوع الداخلى والحزبى والسياسى للتنسيقية أثرى الأعضاء بالأفكار والمعلومات، وهو ما يضيف فى حياتى بصورة مستمرة، ويصقل معرفتى ويسمح لى باكتساب الخبرات المتنوعة، وهو ما تعاظم بانضمام أعضاء من التنسيقية إلى السلطة التنفيذية كنواب محافظين، والسلطة التشريعية كنواب فى مجلسى الشيوخ والنواب».

وأرجعت انضمامها إلى لجنة حقوق الإنسان بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إلى شعورها بأنها أكثر لجنة تتشابك أنشطتها مع باقى اللجان النوعية، موضحة أن «حقوق الإنسان تتعلق بالصحة والتضامن والإسكان والنقل وغيرها، لذا تتداخل اللجنة مع أغلب اللجان الأخرى».

واعتبرت أن القراءة من أهم العوامل التى تساعد فى تكوين شخصية الإنسان، وفهم مَن يتعامل معه داخل المجتمع، مع إكسابه ثقافات وخبرات مختلفة، لذا تحرص على القراءة فى مجالات مختلفة، دون الاقتصار على مجال تخصصها، خاصة فى السياسة والفلسفة والطب وعلم النفس، وما يكتبه المفكر يوسف زيدان، لأنها تحب تفكيره الدائم خارج الصندوق، والقراءة لمثله من «المختلفين» تُثرى الفكر.

واعتبرت أن أفضل صديق لها هو «الورقة والقلم»، اللذان يكونان معها أغلب الوقت، وعندما تطرأ فكرة على ذهنها تدونها على الفور، مشيرة إلى أن هذا أكثر شىء ينظم حياتها، مع تحديد احتياجاتها، باعتباره أفضل طريق للوصول لما تسعى إليه.

ورأت أن لا أحد يستطيع التوفيق تمامًا بين حياتيه العملية والخاصة، لذا قررت الالتزام بفكرة «الكواليتى تايم»، التى تجعل الذهن ينشغل فقط بما يفعله فى اللحظة ذاتها من أجل إجادته، شارحة ذلك بقولها: «عندما أمارس الرياضة يكون التركيز الأساسى للذهن هو الرياضة، وكذلك فى المذاكرة مع أولادى يكون كل تركيزى منصبًا على ذلك، وهو ما يحدث خلال السفر والإجازات، وأعتبره أفضل أسلوب لإتمام المهام بصورة قوية ومناسبة».