رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تراجع أحمد زكي عن فكرة الانتحار بعد صدمة الحب؟

أحمد زكي
أحمد زكي

دق قلب أحمد بالحب لأول مرة وهو مازال طالبًا بـ"مدرسة الصنايع"، واستمر على حبه وعهده حتى تخرج في المدرسة وبدأ يشق طريقه إلي نحو حلمه بالتمثيل.

حينها أخبرته الفتاة التي يحبها أن شابًا غنيًا قد تقدم لخطبتها، فقرر أحمد أن يغامر ويذهب إلي والدها ويطلب منه يد ابنته.

ذهب أحمد ووجد في انتظاره مفاجأة لا تحدث حتى في أفلام السينما، فقد وافق الأب ولم تمانع الأم بعد أن شعرا بأنه يحب ابنتهما بجنون، لكن الابنة هي التي رفضت!

لم تكن تبادله الهوى الذي أشعل قلبه، وحكمت عقلها ورفضت أن ترتبط بشاب حاصل على "دبلوم صنايع" ويهوي التمثيل، ويعدها بأنه سيكون نجما بينما كل المؤشرات تقول عكس ذلك، وفي الوقت نفسه لديها شاب آخر دكتور وأسرته غنية.

يومها فكر أحمد في الانتحار ثم تراجع، لكنه لم يتراجع عن حبها، فقد قال لنفسه:«لو مت مش هاشوفها تاني»!

في الوقت الذي كان يفكر فيه "زكي" في الانتحار، اختاره المخرج جلال الشرقاوي ليشارك في مسرحية جديدة اسمها "مدرسة المشاغبين"، يقوم فيها بدور تلميذ يتيم اسمه "أحمد" يعاني من الفقر ويرتدي ملابس الآخرين، لأن أسرته لا تستطيع أن تشتري له ملابس جديدة.

يسخر منه زملاؤه، لأنه حالم عظيم رغم فقره الشديد، فشعر أحمد كأن الشرقاوي اختاره ليؤدي دورا لا يحتاج إلي تمثيل، فتلك المشاعر قد عاشها كثيرا، وتجرع مرارتها طويلا، ومازالت تسكنه آلامها.

وافق أحمد على الدور رغم أنه يقلب عليه المواجع، لكن أزمته انه كان لا يزال طالبا بالسنة الثانية في المعهد، ولا يجد سكنا يمنحه بعض الخصوصية، وكان يسكن في حجرة مشتركة داخل شقة الطلبة، ولم يكن معه من المال ما يكفي ليجد سكنا مناسبا.

وعندما علم سمير خفاجي، مؤسس فرقة "الفنانين المتحدين" سمح له بأن يقيم مؤقتا في حرجة بكواليس المسرح حتى يجد مكانا يستقر فيه.

ومرت الأيام، وخرجت المسرحية للنور، و أقبل عليها الجمهور وحققت ناجحا ساحقا، جعل خفاجي يمنح أحمد راتبا كبيرا قدره ستون جنيها في الشهر.

هنا بدأت الفرحة تعرف طريقها إلي قلب أحمد، واستطاع أن يجد له السكن الذي ظل سنوات طويلة يبحث عنه، وارتفع راتبه إلي 250 جنيها حين أذيعت المسرحية في التليفزيون؛ وذلك حسبما ذكر الكاتب الصحفي محمد توفيق في كتابه “ أحمد زكي 86".