رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشطاء دوليين: تعهد مجموعة السبع بشأن لقاح الدول الفقيرة غير كافٍ

مجموعة السبع
مجموعة السبع

أثار تعهد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بتقديم مليار جرعة من لقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" للدول الفقيرة لمساعدتها في تلقيح سكانها انتقادات من قبل نشطاء دوليين بزعم فشل هذه الدول في سد الفجوة العالمية الهائلة في إمدادات اللقاحات المنقذة للحياة. حسبما قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم السبت.
 

ونقلت الصحيفة (في معرض تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن) عن بعض مناصري مبادرات توزيع اللقاحات بشكل أكثر عدلا وانصافا لدول العالم قولهم :"إن مبادرة نادي الديمقراطيات الثرية التي اجتمعت في المملكة المتحدة يوم أمس تبدو صغيرة للغاية وبطيئة جدًا وضيقة بنحو لن يف بالموعد المستهدف في نهاية العام المقبل لتلقيح جميع سكان العالم".
 

وقالت البروفيسور سويري مون، المدير المشارك لمركز الصحة العالمي في معهد الدراسات العليا للتنمية الدولية ومقره جنيف:" إن التزام مجموعة السبع يعد جزءاً صغيرًا للغاية من عدد الجرعات المقدرة بـ 2.5 مليار جرعة حصلت عليها حكومات المجموعة وزاد عن احتياجاتها المحلية".
 

وأضافت مون:" أنه في حين يُظهر التبرع بمليار جرعة حقيقة أن قادة هذه الدول توقفوا أخيرًا عن التردد، فإنه لايزال أقل من نصف ما يمكن ويجب أن تلتزم به هذه البلدان في عالم اليوم".
 

ورأت أن "الإستراتيجية الأكثر احتياجا الآن تتمثل في زيادة الإنتاج وتنويعه بشكل عاجل، من خلال نقل التكنولوجيا وإزالة حواجز الملكية الفكرية".
 

جدير بالذكر أن خطة مجموعة السبع- التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا- تتضمن تبرع واشنطن بـ 500 مليون جرعة و100 مليون من لندن، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بشكل منفصل بتقديم 100 مليون جرعة إلى الدول الأفريقية والدول الفقيرة في أجزاء أخرى من العالم بحلول نهاية العام. 

في مبادرة -اعتبرتها الصحيفة- تهدف جزئيًا إلى مواجهة الانتقادات بأن الحكومات الغربية قامت بتجميع معظم إمدادات لقاح كوفيد-19 لتلقيح شعوبها.
 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد يوم أمس الجمعة في بداية قمة G7 التي تستمر ثلاثة أيام في مدينة كورنوال البريطانية:" سنساعد في إخراج العالم من هذا الوباء بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا العالميين".
 

وأضاف بايدن أن شحن الجرعات المصنعة في الولايات المتحدة سيبدأ في أغسطس المقبل بهدف توزيع 200 مليون بنهاية العام. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ترحيبها "بجميع الالتزامات والمساهمات" الرامية إلى تحقيق هدفها المتمثل في تلقيح ما لا يقل عن 10 في المائة من السكان في كل بلد بحلول سبتمبر المقبل و30 في المائة بحلول ديسمبر.
 

مع ذلك، أكدت "فاينانشيال تايمز" أن منظمة الصحة العالمية تواجه حاليا مهمة شاقة لتحقيق تلك الأهداف بعد أن تضرر برنامج كوفاكس التابع لها بتعليق الهند صادراتها من اللقاحات؛ حيث يتم إنتاج العديد منها داخل أراضيها، في ضوء تردي الوضع الوبائي لديها.
 

وحثت المنظمة دول السبع وغيرها من الدول الثرية على "التقدم للأمام ومشاركة الجرعات على الفور" للمساعدة في سد فجوة إمداد كوفاكس. بينما اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أن حملات التلقيح الناجحة في العديد من الدول الغربية منذ بداية العام الجاري كشفت عن أوجه عدم المساواة الصارخة في توزيع اللقاحات على الصعيد العالمي؛ حيث بالكاد بدأ التحصين في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض.


واستشهدت الصحيفة البريطانية على طرحها في هذا الشأن بقول إنه في الوقت الذي أعطت فيه المملكة المتحدة 103.7 جرعة لكل 100 شخص، أعطت نيجيريا- وهي أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان- 1.1 فقط، وفقًا لبيانات جمعتها الصحيفة ونشرتها في عدد اليوم.