رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيا إلى بناء عالم أفضل.. بدء قمة مجموعة الدول السبع

الدول السبع
الدول السبع

بدأ قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الجمعة قمتهم في كورنوال التي تستمر ثلاثة أيام مع عزم على تأكيد وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية لا سيما المناخ والوباء والتركيز على توزيع مليار جرعة لقاح ضد كوفيد-19.


بسبب قيود الوباء، تبادل الزعماء التحية بالمرفق والتزموا التباعد الجسدي خلال التقاط الصورة الجماعية على شاطئ كاربيس باي في كورنوال. يسمح هذا اللقاء الحضوري الأول منذ نحو عامين، بعودة اجتماعات العمل للمضي قدما في زمن الأزمة.
 

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "هذا اجتماع يجب عقده لأننا بحاجة للتأكد من أننا نستخلص دروسا من الوباء وألا نكرر بعض الأخطاء". وأشاد بهذه "الفرصة الاستثنائية" للقوى الكبرى "لاستخلاص دروس من الوباء" و"إعادة البناء بشكل أفضل" بطريقة "أكثر احتراما للبيئة" و"أكثر عدالة".
 

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن القمة تعكس "عودة" الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد سنوات من الانعزال في عهد سلفه دونالد ترامب.


وقال بايدن على تويتر "أتطلع إلى تعزيز التزامنا بالتعددية والعمل مع حلفائنا وشركائنا لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدلا وشمولية. لنبدأ العمل".
 

ويسعى الرئيس الأميركي إلى تشكيل جبهة موحدة بين شركاء بلاده ضد روسيا والصين التي انتقدت الرغبة الأميركية في تشكيل "تكتّلات".
 

في البرنامج الرسمي، تركيز قبل كل شيء على انعاش الاقتصاد العالمي المتضرر من الوباء وتشارك أكثر إنصافا للقاحات التي احتكرت الدول الغنية العدد الأكبر من جرعاتها على حساب البقية.
 

ومع تكاثر الدعوات إلى التضامن على هذا الصعيد، يتوقع أن يتفق قادة الدول على توفير "ما لا يقل عن مليار جرعة" وزيادة قدرات الانتاج مع هدف يقوم على "القضاء على الجائحة في 2022" على ما أفادت رئاسة الحكومة البريطانية.
 

ووعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة فيما التزمت بريطانيا مئة مليون أخرى عبر آلية كوفاكس العالمية لتشارك اللقاحات.
 

إلا أن المنظمات غير الحكومية تعتبر ذلك غير كاف. وقالت منظمة أوكسفام ان 11 مليار جرعة على الأقل ستكون ضرورية لاستئصال الوباء الذي تسبب بوفاة 3,7 ملايين شخص في العالم. وهي تدعو إلى تعليق براءات الاختراع للسماح بإنتاج كبير. وتؤيد واشنطن وباريس ذلك فيما تعارضه ألمانيا بقوة.
 

ستكون مكافحة الاحترار المناخي أولوية أخرى في القمة التي تسعى للتوصل إلى الحياد الكربوني قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي حول المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر في اسكتلندا.
 

ويطمح بوريس جونسون الى "ثورة صناعية خضراء" مع هدف خفض نصف انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة بحلول 2030.
 

للحفاظ على التعددية الحيوية، يرغب في أن تتعهد مجموعة السبع حماية "30% على الأقل" من الاراضي والمحيطات بحلول ذلك التاريخ.
 

ويرتقب ان تشجع مجموعة السبع الاستثمارات في البنى التحتية المراعية للبيئة في الدول النامية لتحفيز اقتصادها وجعله خاليا من الكربون.
 

وثمة موضوع آخر ملح على جدول اعمال القمة، هو التحدي الذي تمثله الصين وروسيا.
 

وافاد مصدر في الرئاسة الفرنسية أن "التوجه الأوروبي في هذا الصدد واضح: الصين غريم، وشريك في القضايا العالمية، ومنافس. وينوي الأوروبيون مواصلة تنفيذ هذه الاستراتيجية المشتركة وستتاح لهم الفرصة لمناقشتها مع الرئيس بايدن في قمة مجموعة السبع".
 

وقبل القمة، اعتمد بوريس جونسون وجو بايدن موقفا موحدا بشأن ضرورة التحرك على صعيد المناخ مع إقرار "ميثاق الأطلسي" الجديد الذي يشدد أيضا على ضرورة مواجهة الهجمات الالكترونية.
 

وفيما تتفق بروكسل ولندن على الملفات الدولية الرئيسية مثل التحديات التي تشكلها الصين وروسيا وستطرح خلال قمة مجموعة السبع، لا يزال التشنج قائما بشأن إيرلندا الشمالية.
 

وفي حين امتنع جو بايدن ذو الاصول الايرلندية عن أي انتقاد علني، ينوي القادة الأوروبيون تذكير بوريس جونسون بتمسكهم باتفاقات بريكست الموقعة التي تريد لندن إعادة النظر فيها في مواجهة الغضب في هذه المقاطعة البريطانية.
 

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذر الحكومة البريطانية الخميس من ان الاتفاقات الموقعة "ليست قابلة لإعادة التفاوض"، فقد رد عليه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة قائلا إن "وحدة أراضي المملكة المتحدة" غير قابلة للتفاوض.