رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد هشام عبيه: أحمد خالد توفيق ترك فراغًا كبيرًا.. ونبيل فاروق كان أقل احتكاكًا بالجمهور

محمد هشام عبية
محمد هشام عبية

تواصلت “الدستور” مع الكاتب الصحفي والسيناريست محمد هشام عبيه الذي أجرى الكثير من الحوارات مع أحمد خالد توفيق وكان قريبًا منه في محاولة لفهم ظاهرة العراب حيث أسهب عبيه في شرح اتفاقات واختلافات نبيل فاروق وخالد توفيق ومحاولة تفسير ظاهرة الأخير بالكامل.

يقول هشام عبيه: "في سياق تفسيرنا لظاهرة أحمد خالد توفيق فيجب أولاً أن نعي أنه ليس ظاهرة، فالظاهرة تعريفها أنها تظهر وتختفي وأحمد خالد توفيق ظاهر منذ زمن مثله مثل نبيل فاروق، كلاهما له تأثير في قطاع كبير من القراء، ومنهم من أصبحوا كتاب الآن شارفوا على الخمسين من أعمارهم، ولا أعتقد بأن تأثير أحمد خالد توفيق له علاقة بأنه جاء في مرحلة تالية لنبيل فاروق.

أضاف عبيه، لـ"الدستور":"نبيل بدأ الكتابة عام 1984، وخالد بدأ في 1992، أي أن شهرته وانطلاقته كانت في أواخر التسعينيات، أي أن ما بينهم 15 عاما وهي التي صنعت الكثير ما بين أحمد عند وفاته مقارنة بنبيل، أي أن جمهور الأول أصبح مسيطرا بحكم الزمن على كثير من المفاتيح الإعلامية وهو نشط بقوة أيضًا على فيسبوك.

أما جمهور نبيل فاروق فهو مرحلتان، الأولى هي المرحلة التي رفضت تجاوزه وانتقلت بالتبعية لتكون جمهور لخالد توفيق، أما جمهور فاروق الأساسي فهو ليس متفاعلا على السوشيال ميديا، وهو جمهور أكبر سنا وعلاقته انقطعت قبلها بفترة، وفي وفاته لم يكن مؤثرا كجمهور خالد وهذه النقطة الأولى والتي تتعلق بالزمن.

النقطة الثانية هي أن خالد ونبيل كانا يتواصلان مع القراء ولكن نبيل فاروق لظروف بعضها صحية، وبعضها نابع من نظرته لدور الكاتب كان أقل احتكاكا بهذا الجمهور مقارنة بخالد توفيق الذي كان يحب هذا ويرى أنه يقربه من جمهوره وبالتالي يكسبه مهارات لان خالد توفيق كان يملك هاجس هو خشيته انصراف الجمهور عنه في أي لحظة، لذلك هو لا يكتب على ذائقته ولكنه يكون على موجته، لا يكون منفصلا فطوال الوقت كان يطور من أساليب كتابته، وثانيا كان متصلا بمن يقرأ له لكي يعرف اهتماماته وتفكيره فلا ينصرف عنه تدريجيا، وهو ماحدث مع فاروق فانصرف عنه جمهوره ونظر إلى منتجه بأنه ليس قويا، إذا كان توفيق أقرب للقارئ انسانيا من فاروق وبالتالي وفاته كانت أكثر تأثيرا، ارتباط ادبي وشخصي، لأن ههؤلاء باتوا مؤثرين في السوشيال ميديا ولها السبب كانت وفاة توفيق أكثر أثرا من فاروق بالرغم من ان فاروق هو الاساس.

وواصل عبيه:"طوال الوقت كان من المعروف أن الشريحة الشرائية الكبرى هي المراهقين وحتى أوائل العشرينيات وهذا ليس في مصر فقط فجمهور المراهقين هو الجمهور المؤثر  في العالم كله، وليس في الشأن الثقافي فقط وإنمافي كل شيء، وهذا له علاقة يظهور الانترنت بالطبع، ولكن أحمد خالد توفيق كانت له عدة مميزات، فحين ترسل له "إيميل" يقوم بالرد عليك، وأنا حدث معي هذا، فحين تواصلت معه أرسلت له "إيميل"، وقام بالرد علي وتقابلنا في أكثر من مناسبة.

وعلى عكسه كان نبيل فاروق، فلم يكن هذا متواجدا بقوة في عصره، وإنما كان التواصل بالخطابات الورقية.

يواصل عبيه:"نبيل فاروق كان لديه إدراك حقيقي بأن له دور كبير في صناعة جمهور قارئ لأحمد خالد توفيق، كما جاء نبيل فاروق نفسه على جمهور محمود سالم، والذي هيأ جمهور كبير لقراءة الروايات البوليسية بسلسلة المغامرون الخمسة والشياطين الـ13، نحن بمعزل هنا عن تقييم الجودة ولكن التأسيس، طوال الوقت لديهم ادراك أنهم مكملون لما فعله الاخرون، ليست هناك مشكلة بين فاروق وتوفيق الا بالتفاصيل البسيطة وليس هناك صراع من الأساس، وبعد غياب توفيق لا يوجد احد يكمل هذه النوعية من الادب الذي يكون أقرب للقارئ الشاب فياخذه إلى سلالم أخرى، وهناك فراغ في هذا الأمر.

ويكمل عبيه:"أعتقد أن خالد توفيق ونبيل تشابها في المؤسسة والمدينة والطب ولكن هناك خلافا فيما يتعلق بنظرتهم للأدب او الكتابة والتواصل مع القراء وهما كانا مهتمين بالسينما والترجمة وروايات عالمية للجيب، ولكن أعتقد أن كلا القلمين مختلفين، حقيقي أن كلاهما يكتبان للقارئ الشاب، لكن هناك مفاتيح ورموزا لكليهما تختلف عن الاخر وحتى التعبير عن المواقف السياسية كانت مختلفة فتوفيق مثلا كان متحفظا، ونبيل كان يحب الحفاظ على الدولة، توفيق انحاز للشباب، ونبيل كان مراقبا من بعيد، وهناك مواقف كثيرة كانا مختلفين فيها.

وأعتقد أن هذه الآراء سببت لنبيل فاروق مشاكل مع قطاعات الشباب ولكن خالد توفيق كان متماه معها، فما بعد 2011 وفي رايي أن خالد توفيق كان أكثر حرصا في الحفاظ على علاقته بالجمهور ونبيل كان أكثر انطلاقا بغض النظر عن الجمهور فكان هناك قطاع كبير تأثر بارائهما، وكلاهما قام بالفعل بناء على ما يؤمن به، هي مجموعة عناصر في بعضها، والاهم لهما أنه لم يعمل احد على تقييم منتجهم الأدبي وكليهما له قاعدة جماهيرية ويستحقان.