رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«بعد الرقصة».. قصة تولستوي عن صراع البيئة والذات

تولستوى.
تولستوى.

"بعد الرقصة".. "وكما تقولون لا يستطيع الإنسان فهم الخير والشر بنفسه ، فالبيئة هى الأساس،  البيئة هي التي تشكل الإنسان ، لكنى اعتقد انها احتمالات خذ خالتى على سبيل المثال". 

 هكذا بدأ عملاق الأدب الروسى تولستوي قصته " بعد الرقصة "  ومن خلال العبارات التى استهل بها تولستوى قصته ، يمكننا التعرف على ماهية الفكرة، أو نواة القصة التي تحكي عن الصراع الدائم بين علماء النفس الذين يقولون إن الخير والشر والنجاح والفشل أصلهم الذات أو النفس و علماء الاجتماع الذين يقولون  إن البيئة وحدها التى تشكل حياة الإنسان ، وحجتهم فى ذلك أن الإنسان لو ولد فى الغابة سيتصرف كالحيوان. 

-  أبعاد نفسية وفلسفية لقصص تولستوي

  ومن يقرأ أدب تولستوي وتاريخه  يعرف ان الرجل كان مفكرا وفيلسوفا وليس مجرد أديبا عاديا  ، لذا دوما ما تكون قصص تولستوى  لها أبعاد نفسية وفلسفية لذا يصنفه البعض بأنه أفضل روائي فى التاريخ ، و تحكى قصة "بعد الرقصة " عن إيفان فازيلفيتش الذي يحكي لأصدقائه عن "فارينكا " التي التقاها منذ أربعين عاما فى حفل راقص ، فأعجب بها ورقص معها رقصة "المازوركا"، فشعر وكأنه أصبح ملاكا له جناحين . 


في الحفل كان والدها الكولونيل موجودا ، فطلب منه الجميع أن يشاركهم الرقص فرفض فى البداية ثم استجاب ورقص مع ابنته  فنال اعجاب الحاضرين وخاصة ايفان الذى شكر له تواضعه وأدبه الجم ، ولما خرج ايفان من الحفل أهدته "فارينكا"  قفازا وريشه من قبعتها ، ولما عاد إلى بيته خشى أن يغلبه النوم فيسلبه فرحته، فخرج من البيت فساقته قدماه إلى بيت الكولونيل فوجده يعذب شابا مسكينا ، فكره إيفان  الكولونيل وابنته و الزواج وعاش وحيدا.

 
أراد تولستوى من  قصته "بعد الرقصه"  أن يقول إن البيئة والذات كلاهما له أثر على النفس البشرية وليس أيهما دون الآخر، فحين كان الكولونيل طيبا احب ايفان الحياة وشعر بأنه أضحى ملاكا ، وحين رأى الرجل بوجه ٱخر كره الحياة برمتها واصبح بلا هدف، و ذلك لأن والد المحبوبة كان شخصا سيئا له وجهين . 

كما أراد تولستوي أن يقول إن البيئة لها نفس اثر الذات ربما هذا الكولونيل تأثر بتلك البيىئة التى نشأ فيها فجعلته على هذا النحو .