رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الطريقة الجازولية»: التصوف لا يأخذ من الأوراق ولكنه ذوق ووجدان

سالم الجازولي
سالم الجازولي

أصدرت الطريقة الجازولية الشاذلية بياناَ على لسان شيخها سالم جابر الجازولي، ذكرت فيه: “يتعرض التصوف والطرق الصوفية كالعادة لوجهات نظر تختلف معه لأنهم يبحثون في الأوراق ولم يخوضوا تجربته، وقد قيل ( لا يؤخذ التصوف من الأوراق ولكنه ذوق ووجدان )، وإننا نتعجب لمن إذا أصابه داء بالقلب ونجده يذهب لطبيب عظام مثلا، والأعجب من ذلك أن يصف له طبيب العظام الدواء”.

وتابع "الجازولي": “فعلماء الفقه مثلا أدري بالفتوى من علماء اللغة والمتخصصين في الحديث أدري بعلومه من المتخصصين في أحكام القرآن، ولا يدري طريق الصوفية الا من سار فيه ( من ذاق طعم شراب القوم يدريه )، ولا يمكن لمن يقرأ عن الوجد مثلا أن يتواجد، والتصوف ذوق ووجدان ، ومن ذاق عرف ، ومن عرف لزم”.

واستكمل: “يتعجب البعض من كثرة أتباع الطرق الصوفية ومحبتهم لأشياخهم، وبالرغم من أن هؤلاء الذين يتعجبون من ذلك قد يكونوا أساتذة كبار في علم من علوم الدين ولكن ليس لهم مريدين أو أتباع، بل ويرون أنهم أكثر علما وشهادات واجازات علمية كثيرة، مع انهم يعلمون جيدا قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر عليهما السلام، عندما وقف موسى -عليه السلام- في أحد الأيام خطيباً في بني إسرائيل فسـألوه عن أعلم أهل الأرض فأخبرهم بأنّه هو أعلم من في الأرض؛ فعاتبه الله -تعالى- لِأنّه لم يُرجع الفضل إليه، وأخبره بوجود رجل صالح هو أعلم منه في مجمع البحرين”.

 وأوضح "الجازولي": يقرأون ما رواه البخاري في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ: صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّماء: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَب فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأرَْضِ )، هكذا يكون اجتماع المريدون علي اشياخهم، فالأمر ليس مسألة عدد ولكن السر في  محبة أودعها الله في قلوب عباده لشخص ما، ولمن يريد أن يعرف عن الطرق الصوفية و أحزابها واوردها والعهد أو البيعة فليسأل من سار في طريق القوم، فلا يمكن أن تعطي كوبا من العصير المحلي بالسكر وتسال من فقد حاسة الشم او التذوق عن طعمه، ومثلما يحتاج المريض  إلى طبيب، فإن النفس تحتاج  إلى معالجة من أمراضها إلى خبير في داء النفس وطباعها وهو الشيخ، والدواء هنا يكون بملازمة الشيخ واتباعه.

 
ونوه بأن علم التصوف ليس علم أقوال ولكنه يرتبط بالقلب والباطن والنفس فهو لا يمكن  تحصيله بالقراءة والكتابة لا بد له من صحبة  شيخ يكون له قدوة بأحواله وأقواله ويختار ما يناسبه من أنواع الذكر والاوراد ليستعين بها في طريقه  وهكذا.