رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمي

«الإناء» قصة الكاتب الروسي الكبير تولستوي عن الطاعة العمياء

تولستوى
تولستوى

رقد مندهشًا ثم تمدد ومات. هكذا ختم تولستوى قصته الإيوشا "الإناء" ثمة تشابه فى النهاية بين قصة اليوشا وقصة موت ايفان ايليتش. للكاتب العالمى تولستوى. الذى أراد من القصتين أن يقول إن الموت ليس نهاية المشوار بل هو بداية لمشوار بلا نهاية.

من الوهلة الأولى يدهشك العنوان الذى وضعه تولستوى لقصته. 

اليوشا ."الإناء" ماذا يريد تولستوى من كلمة الإناء ولماذا وضعها بين قوسين وبعد قراءة سطرين ستعرف السر، حيث يقول لك الكاتب إن اليوشا هو أصغر أشقائه وهو طفل مطيع ودميم، كما وصفه بالنحيل صاحب الأنف الكبير  الذى يشبه الكلب الذى يجلس فوق تل. 

وهو تشبيه رائع من تولستوى. 

أما عن الإناء فقال الكاتب أن اليوشا حين كان صغيرًا أرسلته والدته بإناء به لبن لزوجة الشماس فكسر الإناء فعاقبته والدته لذا لقبه أقرانه يأليوشا الإناء كنوع من التوبيخ.

يتدرج بنا تولستوى بشخصية اليوشا منذ كسر الإناء فى الطفولة حتى يصل بنا إلى وصول اليوشا إلى التاسعة عشرة. وبالرغم من أن  قصة اليوشا تعد قصة  قصيرة وليست رواية. 

ذلك لأن تولستوى يختلف عن تشيخوف فى كتابة القصة القصيرة، حيث إن تشيخوف كان يؤمن بأن القصة القصيرة هى عبارة عن لقطة واحدة وموقف واحد فى توقيت واحد، بينما تولستوى كان يعتبر القصة القصيرة وكأنها رواية قصيرة تحتمل أبعادًا كثيرة وأزمنة طويلة وأمكنة عديدة.

ولما بلغ اليوشا التاسعة عشرة أرسله والده فى المدينة ليعمل بدلًا من شقيقه عند التاجر. 

ويوضح لنا الكاتب مدى الدعة والمسكنة فى شخصية اليوشا الذى يؤمر فيطيع.

هو اعتاد هذا الأمر من والديه ومن التاجر وأهله ثم تتصاعد الأحداث ليحب اليوشا ويرتبط عاطفيًا- للمرة الأولى- بفتاة تعمل خادمة فى بيت التاجر، إلا أن التاجر وزوجته يرفضان هذه الزيجة، فيعرضا الأمر على والد اليوشا، الذى كان يذهب إليهم أول الشهر ليتقاضى راتب ابنه كاملًا دون أن يترك له روبل واحد، ورغم ذلك لم يعترض اليوشا فهو لا يملك بل لا يعرف شيئًا عن الرفض، ولما وبخه والده وأمره بترك الخادمة وافق منصاعًا دون أن ينبس بكلمة. ثم يختم تولستوى قصته بصعود اليوشا فوق السطح ليزيح الثلج فيقع ثم يأتون له بالقس فيتنهد ويفارق الحياة.