رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الوزراء: إفريقيا الموحدة كانت وستظل دائمًا أولوية لمصر

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن إفريقيا الموحدة كانت وستظل دائمًا أولوية لمصر، وأنه مع اقترابنا من الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في جلاسجو، فإنه من الأهمية بمكان أن تستمر القارة في التحدث بصوت واحد حول جميع الأمور المتعلقة بتغير المناخ، وبينما يمثل مؤتمر الأطراف الـ26 فرصة لإفريقيا لتسليط الضوء على بعض أولوياتها وتحقيق نتائج حاسمة بشأن العديد من القضايا المهمة، إلا أنه خلال مؤتمر الأطراف الـ27 المقرر في عام 2022 ستأخذ إفريقيا زمام المبادرة العالمية بشأن تغير المناخ.

جاء ذلك خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاجتماع الافتراضي للجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، الذي عُقد اليوم، على مستوى رؤساء الدول والحكومات؛ لمناقشة الموضوعات ذات الصلة بتغير المناخ، كما شاركت فيه الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والسفير محمد جاد مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية.

وفي مستهل الكلمة، أعرب مدبولي عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الاجتماع المهم، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما نقل تحيات الرئيس إلى الحضور.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس السيسي، إلى أن اجتماع اليوم يأتي في وقت شديد الأهمية على صعيد عمل المناخ الدولي بشكل عام، وعلى صعيد تحضيرات قارتنا الإفريقية للدورة الـ26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ التي تعقد في مدينة جلاسجو الاسكتلندية في نوفمبر المقبل بشكل خاص.

وقال إن التقرير المُقدم من رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ يشير بوضوح إلى أنه على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة كورونا على القارة الإفريقية، إلا أن القارة لم تتخلف عن الالتزامات الدولية بشأن تغير المناخ، بل استطاعت النهوض لمواجهة تلك التحديات والتحرك بشكل سريع وفعال لوضع خطط واستراتيجيات تُمكنها من مواجهة تحدي المناخ في ذات الوقت الذي تتعامل فيه مع تداعيات الجائحة.

وأضاف أن برنامج التحفيز الأخضر ما هو إلا أحد مظاهر هذا الجهد الذي سيسهم في تعامل القارة مع الوضع الراهن بشكل أكثر كفاءة، موضحا أنه في هذا الصدد فإن مصر تُرحب بتقرير رئيس لجنة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ وبمشروع القرار المُقدم حول تعامل إفريقيا مع تغير المناخ والتعافي الأخضر من الجائحة.

ولفت «مدبولي» إلى أنه بينما نجتمع افتراضياً اليوم، تجتمع مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ للمرة الثالثة خلال العامين الماضيين في مدينة شرم الشيخ، هذه المرة للمشاركة في الاجتماعات الافتراضية للأجهزة الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.

وأوضح أن هذه المنصة الإفريقية التي تستضيفها مصر لهي خير دليل على قدرتنا كأبناء قارتنا الإفريقية على إيجاد حلول إفريقية مبتكرة، ليس فقط للمشكلات والتحديات الإفريقية، بل والعالمية على حد سواء، حيث تمكن المنصة الإفريقية المجتمعة في شرم الشيخ في الوقت الراهن مفاوضينا من المشاركة بفاعلية في المفاوضات الافتراضية الجارية، وفي الوقت ذاته التنسيق داخل المجموعة بشكل فعلي للوصول إلى مواقف إفريقية موحدة والحديث بصوت واحد في الموضوعات محل التفاوض، مع تطبيق إجراءات احترازية صارمة اتصالاً بجائحة كورونا.

وشدّد رئيس الوزراء على أن منصة شرم الشيخ الإفريقية التي تستضيفها مصر في الوقت الراهن إنما تأتي في إطار التفاعل المصري المستمر في موضوعات المناخ نيابةً عن القارة الإفريقية، سواء كان ذلك في إطار المفاوضات الرسمية لتغير المناخ، والتي تولت فيها مصر رئاسة مجموعة الـ77 والصين خلال عام 2018، ومجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ عامي 2018 و2019، فضلاً عن رئاسة لجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة عاميّ 2015 و2016، حينما أطلق الرئيس السيسي المبادرتين الإفريقيتين للتكيف والطاقة المتجددة خلال الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف في باريس في 2015، أو الجهود الإضافية الجارية التي تبذلها مصر لتعزيز العمل المناخي.

ونوه إلى أن مصر رأست تحالف التكيف والتحمل ممثلة عن القارة الإفريقية، بالشراكة مع جمهورية مالاوي والمملكة المتحدة، وذلك خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في 2019، بالإضافة إلى الرئاسة المشتركة لتحالف عمل التكيف، ومجموعة أصدقاء التكيف في نيويورك، علاوة على تمثيل مصر للقارة الإفريقية في صندوق المناخ الأخضر مع كل من تنزانيا وجنوب إفريقيا والسودان والجابون، وهي آلية التمويل التي تعتمد عليها الدول الإفريقية لتمويل مشروعات التكيف والحد من الانبعاثات في القارة.

وأكد أنها لحظة مناسبة لتحقيق أهداف القارة الإفريقية، وتوجيه العمل المناخي العالمي في اتجاه يتماشى مع الاحتياجات والأولويات الإفريقية، بشكل يأخذ في الاعتبار الظروف والاحتياجات الخاصة لإفريقيا.

وأوضح أنه ومن هذا المنطلق، فإن مصر تقدمت بعرض لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في 2022 بالنيابة عن القارة الإفريقية، مؤكداً التزام مصر الكامل باستضافة مؤتمر يترك إرثًا دائمًا للقارة بأكملها.

واختتم الدكتور مدبولي كلمته بنقل شكر وتحيات الرئيس السيسي، وتقديره للثقة التي تمنح لمصر لتستمر في خدمة القارة الإفريقية في كافة الموضوعات ذات الصلة بتغير المناخ، وهو ما ستواصل مصر القيام به بشكل جماعي وشامل في مؤتمر أطراف إفريقي بامتياز.