رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تفجير سبها..

استمرار الإدانات للإرهاب.. ودعوات محلية ودولية للتضامن مع ليبيا

هجوم سبها الإرهابي
هجوم سبها الإرهابي

توالت ردود الفعل  المحلية والدولية المنددة بالهجوم الإرهابي المروع الذي استهدف أمس الأول الأحد، تمركزا أمنيا بمفترق أولاد مازق شمال مدينة سبها جنوبي ليبيا، وراح ضحيته إثنان من رجال أمن وإصابة  أربعة آخرين، وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، إذ اعتبرت مصر والأردن والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكذلك الأمم المتحدة، الهجوم عمل إرهابي يقوض الاستقرار في البلاد، في حين شددت مؤسسات السلطة الليبية المختلفة على أنه لا تراجع في محاربة الإرهاب وضرب أوكاره أينما كان.

مصر: نقف مع ليبيا ضد كل ما ينال من أمنها واستقرارها

وفي التفاصيل، أدانت مصر، بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، وقدمت خالص تعازيها وصادق مواساتها لليبيا الشقيقة، حكومة وشعبًا، ولذوي الضحايا في هذا المُصاب الأليم، مُتمنيةً الشفاء العاجل للمُصابين.

وقالت : "نجدد تأكيدنا على وقوف مصر الكامل مع ليبيا الشقيقة ضد كل ما ينال من أمنها واستقرارها، ودعمها في مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب".

 

الأردن: نؤكد وقوفنا مع ليبيا في رفض كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب

كما أدانت الحكومة الأردنية، الهجوم الإرهابي، حيث صدر بيان عن وزارة الخارجية اليوم، عبرت فيه عن استنكار الأردن لهذا الفعل الإرهابي الجبان الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، مؤكدة "نقف مع ليبيا للحفاظ على أمنها واستقرارها، ورفض كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب"، ومعربة عن خالص التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب ليبيا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

 

واشنطن: نؤكد وقوفنا إلى جانب الملتزمين ببناء مستقبل مزدهر لليبيا

وقالت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها في ليبيا: "تدين الولايات المتحدة بشدة الهجوم الذي وقع يوم الأحد في سبها. وبينما ننتظر المزيد من التفاصيل حول هذا التفجير المميت، علينا أن نتذكر أن هنالك قوى مصممة على تقويض الاستقرار والوحدة في ليبيا".

وأكدت السفارة في تغريدة لها عبر "تويتر"، وقوف واشنطن مع أولئك الملتزمين ببناء مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا لليبيا، بما في ذلك من خلال إجراء الانتخابات في ديسمبر، وتوحيد مؤسسات البلاد، ومكافحة الإرهاب، والعمل على التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

لندن: نؤكد دعمنا ضد مرتكبي أعمال العنف والكراهية بليبيا

من جهتها، أعربت سفارة المملكة المتحدة لدى ليبيا، عن استنكارها الشديد للهجوم الإرهابي، وتقدمت بأحر التعازي لأسر الضحايا بمن فيهم ضابطا إدارة المباحث الجنائية الليبية، موضحة بالقول أنها "تدعم ليبيا في مواجهة مرتكبي أعمال العنف والكراهية ضد الشعب الليبي".

الأمم المتحدة: الهجوم يؤكد الحاجة إلى بدء عملية توحيد الجيش الليبي

بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي، وفي بيان صادر عن المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس البعثة الأممية للدعم، أكد يان كوبيش أن هذه الحادثة هي تذكير قوي بأن ارتفاع معدل تحركات المجموعات المسلحة والإرهابيين لا يؤدي إلا الى زيادة مخاطر انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة.

وكرر يان كوبيش دعواته للحاجة الملحة لبدء عملية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا من أجل تعزيز أمن الحدود والتصدي لخطر الإرهاب والأنشطة الإجرامية.

 

حكومة الدبيبة: حربنا ضد الإرهاب مستمرة وسنضرب بقوة أوكاره

من جهته، استنكر رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة التفجير، مشددا على أن "الحرب ضد الإرهاب مستمرة وسنضرب بقوة كل أوكاره أينما كانت"، واصفا الحادث بـ"العمل الإرهابي الجبان"، ومقدما التعازي لذوي الضابطين، النقيب إبراهيم عبد النبي المناع رئيس قسم البحث الجنائي في سبها، والملازم عباس أبوبكر، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

 

المجلس الرئاسي: لا تراجع في مكافحة الإرهاب وإجراء المصالحة وإخراج المرتزقة وتوحيد المؤسسات

أكد المجلس الرئاسي الليبي برئاسة محمد المنفي في بيان، عزمه المضي قدمًا، وعدم التراجع في مكافحة الإرهاب، والسعي بكافة السبل لتحقيق الأمن في كافة ربوع ‎ليبيا، مجددا خلال  اجتماع مع أعضاء الهيئة العليا للملتقى الليبي للاستقرار، بحث دعم خارطة الطريق، غداة تفجير سبها الدموي، التأكيد على أهمية إجراء مصالحة وطنية، وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد المؤسسات، ودعم وقف إطلاق النار ومتابعة أعمال اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.

 

مجلس النواب: ندعو الليبيين للتكاتف في مواجهة التحدي الإرهابي الذي يضرب استقرار البلاد

دعا البرلمان الليبي إلى سرعة العمل وتكثيف الجهود من أجل توحد المؤسسة العسكرية ووضع حد للانقسام الأمني، مطالبا في بيان استنكاري للهجوم صادر عن لجنة الشؤون الخارجية، جميع الليبيين، بـ"التكاتف في مواجهة التحدي الإرهابي الذي يستهدف ضرب الاستقرار في البلاد ولا يستثنى أحد"، قبل أن يعرب عن قلقه من "تصاعد الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي واستغلال المجموعات الإرهابية عدم الاستقرار السياسي والأمني في دول الساحل لتنفيذ مخططاتها الإجرامية".

وجددت اللجنة "قلقها من وجود ارتباط بين تلك الجماعات وخلايا إرهابية محلية في الجنوب الليبي"، داعية الحكومة إلى القيام بواجبها تجاه تأمين الجنوب ومكافحة الأنشطة الإجرامية والإرهابية.

الجيش الوطني: التفجير الإرهابي رسالة إخوانية لعرقلة الانتخابات

أكد الجيش الليبي عبر ناطقه الرسمي اللواء أحمد المسماري، أن هذا التفجير الإرهابي رسالة من التنظيمات الإرهابية وتنظيم الإخوان مفادها أن هذا ما سيكون عليه مصير ليبيا لو ذهبتم للانتخابات، معبرا عن رفضه في لقاء مع قناة "ليبيا الحدث"، التسليم بما ادعاه تنظيم داعش الإرهابي في بيانه الذي تبنى خلاله العملية الإرهابية، حيث قال: "ننتظر نتائج التحقيقات بالمنطقة العسكرية سبها حول الحادث الذي يحمل سمات التنظيمات الإرهابية".

وشدد المسماري على أن المجموعات التكفيرية والإخوان يريدون السيطرة على سبها والمنطقة الجنوبية، مبينا أن تلك الجماعات لديها موالون في الجنوب يؤمّنون لهم الإعاشة والمواصلات، متهما الإخوان وجماعات الإسلام السياسي بوضع العراقيل أمام الانتخابات، ليقينهم من رفض الشعب الليبي لهم

كما أيد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني اللواء خالد المحجوب، اتهام المسماري، قائلا: إن تنظيم الإخوان صاحب المصلحة الرئيسية في عدم الاستقرار في ليبيا"، مؤكدا أن بعض الأطراف تسعى إلى خلق الفوضى وعرقلة الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل.

وأكد المحجوب في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك محاولات لإثبات أن المؤسسة العسكرية غير قادرة على القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن كل التنظيمات والمجموعات ولدت من رحم تنظيم الإخوان، الذي يستعمل هذه المجموعات، سواء كانت مؤدلجة دينيا أو عصابات تعمل في تهريب الوقود والهجرة، وهو صاحب مصلحة كبيرة في عدم الاستقرار.

واعتبر المحجوب أن عملية التفجير في مدينة سبها تدل على عدم قدرة التنظيمات الإرهابية على المواجهة، وأن تنظيم داعش لم يعد يملك القوة الكافية، والدليل أنه يقوم بمثل هذه التفجيرات في منطقة ذات حدود مفتوحة.

وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن فجر أمس الاثنين، تبنيه التفجير الذي وقع في مدينة سبها بجنوب ليبيا، وأودى بحياة ضابط كبير بالشرطة. وذكر في منشور بوكالة "ناشر" للأنباء على تطبيق تليجرام، أن أحد مسلحيه ويدعى محمد المهاجر اقتحم نقطة تفتيش أمس الأول الأحد بسيارة ملغمة، في حين أعلنت السلطات المحلية و مسعفون أن الانفجار قتل ضابطين على الأقل وأصاب أربعة آخرون، ولم يتضح ما إذا كان المهاجم قد لقى حتفه.

وتواجه خارطة الطريق الليبية والتي من المقرر أن تفضي إلى انتخابات الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، عدة أزمات، بينها عدم اكتمال ملف توحيد المؤسسات الليبية، فضلا عن عدم تنفيذ الاتفاقيات الدولية حول إخراج المرتزقة والأجانب من ليبيا، بالإضافة إلى ملف المناصب السيادية الذي يواجه هو الآخر أزمة شائكة.

يذكر في يناير 2019، أطلق الجيش الوطني الليبي عملية فرض القانون، وقوض آمال الجماعات الإرهابية وتجار البشر والمحروقات، وطرد عناصر المرتزقة التشاديين، لكن التنظيمات الإرهابية عادت للظهور مرة أخرى في مناطق أقصى الجنوب الليبي، حيث اتخذ بعضها من حوض مرزق ومناطق أم الأرانب وتجرهي مرتكزات، وحاول الانقضاض على بعض الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني.