رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالى غزة: رؤية العمال المصريين وهم يُعمّرون القطاع داوت جراحنا

جريدة الدستور

لا تزال الأفراح حيّة فى غزة منذ وصول العمال المصريين الذين يعيدون إعمار الأرض الغالية، والآليات التى أرسلتها أرض النيل كيدٍ صادقة تساعد، ولا يزال الفلسطينيون يطوّقون عمال المحروسة بالمحبة والتحيات والتعاون، مؤكدين أنهم شعروا بالأمان عندما رأوا الأشقاء بجانبهم.

وبمجرد وصولهم، بدأ المصريون العمل فى موقع برج الشروق، أول برج دمره طيران الجيش الإسرائيلى، خلال التصعيد العسكرى الأخير ضد غزة، والذى جرى وقفه بوساطة مصرية.

«الدستور» التقت بعض الأشقاء الفلسطينيين، وجميعهم وجَّهوا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، ولمصر كلها، مشددين على تقديرهم لما تبذله القاهرة من جهود لنجدة قطاع غزة بشكل خاص، ولنصرة القضية الفلسطينية عمومًا.

عمير خطاب:  شكرًا للرئيس السيسى على دعمه لنا ضد العدوان

قال عمير خطاب، من أهالى غزة، إنه كان لديه مكتب استشارات وتدريب فى برج الشروق، الذى يتوسط حى الرمال، وهو أشهر مناطق القطاع، وكان البرج يتكون من ١٤ طابقًا، ويضم محلات تجارية وشققًا سكنية، معربًا عن سعادته برؤية العمال المصريين والمعدات التى تحمل علم مصر يصلحان ما أفسده الاحتلال.

وأضاف «خطاب» أن مصر هى أم الدنيا وقلب الأمة النابض، مشيرًا إلى أن «موقفها تجاه القضية الفلسطينية مشرف دائمًا، فقد ضغطت على إسرائيل لوقف العدوان على غزة، وأرسلت لنا الأدوية والمواد الغدائية.. فمصر تداوى جروح الشعب الفلسطينى وتخفف عنه الهموم».

وواصل: «نحن والمصريون دم واحد، ومصر هى الجار والحضن الكبير لكل الفلسطينيين، وعندما رأيت العمال المصريين فى موقع برج الشروق شعرت بأن الخير ما زال موجودًا، وأن مصر أُمنا بجد».

وأشار إلى أنه حرص على تحية وشكر العمال المصريين بنفسه، لافتًا إلى أن إزالة الركام بالسواعد المصرية تزيل الجراح والحزن الذى شعر به خلال قصف الاحتلال الإسرائيلى.

ووجَّه الشكر للرئيس السيسى على الجهود الواضحة لإعمار غزة، مشيرًا إلى أنه يثق فى أن مصر ستستمر فى دعم القضية الفلسطينية.

 

أسامة الكحلوت: استقبلنا الأشقاء بالتكبير.. والقطاع سيصبح أجمل

كشف أسامة الكحلوت، مصور فلسطينى يعيش قرب برج الشروق، عن أن الأهالى استقبلوا القافلة الهندسية المصرية بالتكبيرات والتهليل، لافتًا إلى أن عدسته التقطت لحظات الترحيب بالعمال المصريين.

وقال «الكحلوت»: «نتألم منذ أن رأينا البرج يشتعل، بكينا كثيرًا، فهذا المكان هو مصدر رزق للكثير من الفلسطينيين، وتغير الأمر بوصول العمال المصريين، شعرنا بأن الأمل حاضر».

وواصل: «بمجرد وصولهم موقع البرج بادرت المحلات بتقديم العصائر للعمال، تعبيرًا عن المحبة والتقدير»، مؤكدًا أن مصر تعتبر فلسطين قضيتها الأساسية، وأن الأيام المقبلة ستكون أفضل.

وقال: «نأمل فى أن يعاد إعمار غزة فى أسرع وقت، ونحن نثق فى قدرة مصر على مساعدتنا، وستصبح غزة أجمل بفضل الأشقاء»، مشيرًا إلى أن قصف الاحتلال الأبراج كان صدمة، خاصة للعائلات، لأنه يعنى سعى الاحتلال للتهجير الشامل، كما كان صدمة للصحفيين، فقد جرى استهداف أكثر من ٣٣ مكتبًا صحفيًا.

 

كنعان أبوشعلان:  «تقديم العصائر أقل واجب»

أعرب كنعان أبوشعلان، صاحب محل «كاظم للمثلجات»، الذى قدم العصائر للعمال المصريين فور وصولهم للعمل فى موقع «برج الشروق»، عن سعادته البالغة برؤية المصريين، مؤكدًا قدرة مصر على تحقيق الحلم وإعادة إعمار غزة.

وقال «أبوشعلان»: «نرسل شكرنا وتقديرنا للرئيس السيسى، ولمصر قيادة وشعبًا، وأقل شىء يمكن أن نقدمه للقاهرة هو ضيافة أهلها، وتقديم (البراد) للعمال المصريين».

وأضاف: «تلقيت تعليمى فى مصر مجانًا، وعندما نرى أى مصرى موجودًا لدينا فى غزة نحاول أن نفرحه، فهو يعد فى بيته الثانى»، مشيرًا إلى أن البرج والمنازل والمحال المحيطة به تضررت بشدة بسبب القصف الذى شنه الجيش الإسرائيلى.

وذكر أن المعدات الثقيلة التى أرسلتها مصر تساعد فى إزالة الركام بشكل سريع، قائلًا: «إمكاناتنا فى غزة ضعيفة والمعدات لدينا متهالكة، وبمجرد أن رأينا على التليفزيون دخول المعدات المصرية شعرنا بالفرحة، وأحسسنا بأن الحياة ستعود طبيعية». وأكد أن هناك مكاتب صحفية وتجارية وشققًا كثيرة جرى تدميرها فى البرج، وأصحابها حاليًا لا يجدون عملًا، مشددًا على أن القصف الإسرائيلى عطَّل حياة أهل غزة بشكل كامل. ووجّه الشكر لمصر قيادة وشعبًا على سرعة مساعدتها فى إعادة إعمار غزة، عبر إرسال جميع المساعدات اللازمة، مختتمًا: «لا يمكننا أن نستغنى عن مصر أبدًا، فمعظمنا هنا تلقى تعليمه فى مصر، وجاء وأفاد الشعب الفلسطينى فى القطاع».

 

 

 

محمد المبيض: أشعر بالأمل فى عودة الحياة مرة أخرى

كشف محمد المبيض، مصور صحفى يعمل لدى إحدى الوكالات، عن أن مقر عمله كان فى برج الشروق، وشعر بسعادة شديدة عندما علم أن العمال المصريين سيتوجهون إلى البرج أولًا لرفع الأنقاض والركام، وبدء إعادة إعماره، لافتًا إلى زيارته لهم وتحيتهم والتقاطه الصور لهم أثناء عملهم.

وقال «المبيض» إنه أحس بالأمل فى عودة الأوضاع فى غزة كما كانت قبل التصعيد، أو أفضل، لافتًا إلى أن المكان الذى عاشوا وعملوا بداخله سيعود أفضل مما كان.

ووجَّه المصور الصحفى شكره للجهود التى تبذلها مصر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحًا أن «المصريين طوال عمرهم أحبة وداعمون للقضية الفلسطينية، وما يفعلونه الآن ليس غريبًا عليهم، وتدخلهم كان فى وقته كالعادة، وسريعًا للغاية خلال التصعيد الأخير، فمصر فعلًا أم الدنيا»، مسترجعًا لحظات قصف البرج، وإبلاغهم بإخلائه لاستهدافه من قبل طيران الجيش الإسرائيلى، حيث لم يتمكنوا وقتها من نقل كل أغراضهم، ولم يستطيعوا العودة للبرج مرة أخرى، ومن ثم كانت هناك خسائر كبيرة.

واختتم بالقول إنه بعد قصف البرج عاد ووجد دمارًا هائلًا، ولأول مرة يشعر بالعجز عن تصوير حدث، مبينًا أنه كان بيته الثانى، بل يجلس فيه أكثر من منزله، مضيفًا: «الآن سيعود كسابق عهده بفضل المصريين».