رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو القديس سمعان العمودى الذي تحتفل الأرثوذكسية بتذكار رحيله غدًا

كنيسة
كنيسة

تُحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الأحد بتذكار رحيل القديس سمعان العمودي.

ووفقًا لكتاب السنكسار الكنسي: ولد نحو سنة 389م بأنطاكية من أبوين مسيحيين كانت أمه تدعى مرثا، وكان له إخوة ماتوا صغارا عدا واحد صار راهبا ولكنه مات مبكرا.

وكان والده راعيا فقيرا فأرسله منذ صباه ليرعى الأغنام وكان يحرم نفسه من الطعام لكي يقدمه للجوعان. ولما بلغ عمره ثلاث عشرة سنة، تأثر عندما سمع قراءة التطويبات في الكنيسة وعزم على اقتنائها. 

اجتهد في الصوم والصلاة وكان يسهر ساجدا مصليا ويواظب على حضور الكنيسة مات والده، ففرق كل ما ورثه على الفقراء. كان يتردد على بعض النساك لمدة عامين ثم جاء إلى " تليدا " ودخل ديرا هناك بين أنطاكية وحلب، ترَّهب فيه ومكث عشر سنوات يجهد نفسه في نُسك وتقشف فاق كل تدريبات رهبان الدير. وبعد ذلك غادر الدير إلى الجبل حيث وجد مغارة عاش فيها فترة ثم جاء إلى "تل ناسين" القريب من أنطاكية، وعاش في قلاية مهجورة ثلاث سنوات ثم تركها إلى قمة جبل وبنى لنفسه سورا، حيث كان يصلى هناك بصفة دائمة متأملا في السماء وفي الطبيعة. ولما أحس الناس به جاءوا إليه طالبين صلواته. ولكي يبتعد عن زائريه صنع لنفسه عمودا ومكث عليه لذلك سُمي "العمودي".

وجاءه يوم زائر غريب من رافينا وسأله قائلا: “ الكل يؤكدون أنك لا تأكل ولا تشرب عندئذ سمح له سمعان أن يصعد إليه بسلم حيث لمس جسده ورأى القروح في رجليه، وأكد له القديس أنه لا يبقى بدون طعام مطلقا. أحيانا كان هذا القديس يتكلم مع الشعب الذي يأتي إليه معلما إياه احتقار الدنيا وطالبا إليه أن يعيش حياة الفضيلة وأن يتجنب حب المال والكذب والقسم.” 

وكان القديس يستمع لطلبات الشعب ويشفي مرضاهم ويقدم النصائح المختلفة ويحل الخلافات، وبعد ذلك كان يتابع التحدث مع الله بالصلاة وكان منظر حياته النُسكية البطولية وصنع العجائب مع النصائح والتعاليم يثير الإعجاب به، وعُرف عنه أنه لم يكن يهمل مع كل هذا الاهتمام والعناية بالكنيسة وأمورها مناضلاً ضد الوثنية واليهودية وضد الهرطقات، مكاتبا في ذلك الملوك ورؤساء الكهنة. وبعد أن قضى سبعا وثلاثين سنة من حياته فوق العمود ووصل إلى سن السبعين من عمره، فاضت روحه، فصلوا عليه ونقلوا جسده إلى أنطاكية. وفي سنة 471م نُقل الجسد إلى القسطنطينية. هذا وقد شيد الإمبراطور زينون في نهاية القرن الخامس كاتدرائية عظيمة تكريما للقديس في مكان نُسكه ودُعى "جبل سمعان"، وهو جبل الشيخ بركات في شمال سوريا.