رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموتى.. أين يوجدون؟

أسئلة كثيرة تدور في عقول البشر، كل البشر بتنوع ألوانهم، أو لغاتهم، أو أعمارهم وقبل محاولة الاجابة على هذا السؤال يتقدمه سؤال اهم لماذا نموت؟ وقبل الدخول في الاجابات لابد من التعرض علي سؤال مبدأي وهو حقيقة الموت، وهذه الاسئلة ليست حديثة عهد بل تطارحت قبل الاف السنين وكان الجواب أن الموت يموت أو ينتهي فلا يبقي له وجود أي أن الموت سيموت وبتعبير الرائي القديم " وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الاولي قد مضت ". لهذا فلا خوف وللأحياء لا حزن وهم يعلمون أنهم سيموتون.
أما الرأي الديني بمختلف ألوانه فقدم بعض الإجابات لمن عاش حياة نقية وتقية وبعيدة عن الشرور وعظائم الامور فالمصير الابدي هو السماء اما من عوج المستقيم وعاش لشهواته وشروره وعدوانه فالي جحيم نيران يدوم
كما يذهب اصحاب بعض الديانات الى ان المائت يذهب الي حيث ابائه واجداده يكونون، وهناك فريق آخر يقول أن الموتى يواجهون حسابا دقيقا عن حياتهم وكيف قضوها ووفق هذا الحساب يعودون للعالم في اجساد أخرى.
والخلاصة أن بعد الموت حياة تتناسب مع ما قدمه الانسان وكيف عاش حياته الاولي وبموجب هذا المعيار يعود الى الحياة في اجساد أخرى.
ومن عديد الاجابات وتباينها الا انها تجمع على ان هناك عودة للحياة بالقدر المناسب ولكن المشترك هو عودة الحياة في اجساد غير التي بليت اي اجساد غير قابلة لضعف او فناء
أما من يري أن الموتى سيقومون من الموت سواء كانوا اجسادا بالية أو اجساد لا وجود لها، سواء ماتت علي أسرة نومهم أو غرقي في قاع البحار واكلتها الاسماك أو حرقي لا وجود لها علي ارض الحدث لكنها تجتمع الاشلاء والعظام، وكل هذا لا يتفق مع القول الحق اننا من تراب والي تراب نعود، ولكن تبقي الارواح التي هي من عطايا الخالق الذي هو مصدر الحياة، وفي زمن معين لا نعرفه قد يطول أو يقصر الا أن الروح المعطى من الخالق هي التي تواجه عدالة الخالق لتعطي حسابا عما فعله المخلوق في الفترة الزمنية قصرت أم طالت لكنها في مرحلة من الحياة وصل فيها الكائن البشري إلى زمن الادراك والتمييز والقدرة علي اختيار الطريق الذي يسلكه هذا الكائن الرباني الذي ميزه الخالق عن كل الكائنات الحرة ليدرك الفارق بين الخير وبين الشر، قادر علي تحديد المسار واختيار نوع الحياة واسلوب استخدام اعضاء انسانية مع عقل يفكر وارادة تقرر إن خيرا يقدم في كينونة قادرة علي التمييز والقدرة علي السعي الدؤوب في عالم منفتح فيه ما هو ايجابي ينفع ويضيف من الخير المطلوب لحياة ذات قيمة يسجلها التاريخ بل وتزرع في انسانية واسعة متعددة المواقع ومختلفة الاشكال والألوان.
أو يعيش انانيا يعيش لذاته وللذاته دون اعتبار لفقير يتضور جوعا او لمريض يتأوه الما ويحتاج إلي جرعة دواء أو لقمة غذاء أو نور ضياء وحوله اغنياء يفضل عنهم الطعام بعد ملء البطون وفارغة العيون دون رحمة انسانية لمريض او جائع او غريق كان يمكن نجدته أو مريض كان يمكن شفاؤه ولكنه عاش جارا قريبا لكنه ابعد اميالا في خياله لا يشعر ولا يحس بانين مريض يطلب دواء او لجائع ينقصه غذاء، وهنا يكون الفارق بين انسان يدرك معني الانسانية اي انه شريك للجنس البشري وواجبه الرحمة ومد الايدي وان ما يملكه هو ليس في الحقيقة ملكا خالصا له، بل هو عطية الخالق للمخلوق القريب لجائع او مريض وهو شريك في الانسانية الربانية
أما هذه السطور فهي تساؤلات في حياة كاتبها قبل قراؤها فكلنا مطالبون أن نمد يد العون لمن في حاجة اليها.