رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أصل الكلام» كتاب جديد يكشف جذور ومعانى الكلمات العامية الشائعة

غلاف كتاب أصل الكلام
غلاف كتاب "أصل الكلام" للدكتور حسام شاكر

صدر بداية هذا الشهر "يونيو" عن سلسلة "كتاب اليوم" الذي يصدر عن مؤسسة دار أخبار اليوم الصحفية كتاب "أصل الكلام" للدكتور حسام شاكر المدرس بكلية الإعلام والمنسق الإعلامي لجامعة الأزهر.

 

ودون مقدمات يدخل حسام شاكر إلى الكتاب كي يتوقف عند الألفاظ والتعبيرات والجمل البسيطة التي يستخدمها أغلب الناس في حياتهم اليومية، كلمات تبدو روتينية ومتكررة لكنّ الكثيرين لا يتوقفون عندها، بل تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل ومرت الأيام فنسي أصل الكلام وقائله.

 

هذا ما دعا الدكتور حسام شاكر إلى البحث في "أصل الكلام" الذي اشتهر بين الناس ومجهول أصله، فيفصلها ويعود إلى أقدم ما عثرت يداه عن أصلها، على سبيل المثال تأتي ألفاظ وتراكيب واضحة وسهلة ومعادة لكن لا نعرف لها أصلا ولا فصل مثل: "أهلا وسهلا، أما بعد، الأستاذ، الأفندي، النقيب" وبعضها كان غريبا أو يخفي وراءه حكاية طريفة ومن هؤلاء، نستعرض منها ثلاثة ألفاظ وهى كالتالي: "الخرونج، البلطجي، يا خراشي".

 

"الخرونج"

 

وبعضها غريب ومختلف قد طرأ علينا مثل كلمة "الخرونج" الذي يتعامل معها الكثيرون باعتبارها سيئة السمعة لكن أصل الكلمة هي "الخرنق" ولكن تم تحريفها إلى "الخرونج" وبالرجوع إلى أصل الكلمة وجدها المؤلف يقصد بها صغير الأرنب وجمعها "خرانق".

 

"البلطجي"

 

كان لفظا محترما، بل يتعدى ذلك ويصل للقبا مفتخرا، ولكن كيف؟ يعود المؤلف حسام شاكر في كتابه إلى أصل الكلمة فيقول "كانت مدرسة المهندسين العسكريين التى أنشأها محمد على باشا تخرج النوعين من الطلبة، الأول: وهم من كانوا يعرفون بـ"البلطة جى" أو "البلطجية"، والكلمة مكونة من مقطعين هما "بلطة" و"جى"، والبلطة هى أداة يقطع بها الخشب وغيره أما "جى" فهى أداة نسب تركية وكانوا يحملون البلط والفئوس ويقومون بتمهيد الطرق للجيوش".

 

"يا خراشي"

 

"يا خراشي" و"يا خراشي عليه" و"يا خراشي على الحلاوة" تعبيرات كثيرا ما نسمعها في الشارع المصري لكن يا ترى ما هو أصلها.

 

يجيب حسام شاكر في كتابه فيقول: "الكلمة كان ينادى بها في نصرة المظلوم" حيث تعود الكلمة إلى الشيخ محمد الخراشي أول شيخ للأزهر، فقد كان السلطان العثماني "سليمان القانونى" قد أصدر فرمانا بضرورة تنصيب شيخ للأزهر، يختاره العلماء من بينهم ليتفرغ للإشراف على شئونه الدينية والإدارية، فتم اختيار محمد الخراشي فقبله لم تكن مشيخة الأزهر منصبا رسميا، وبذلك صارت كلمة "يا خراشي" هى النداء الشعبي لعامة المصريين والدليل القاطع على سر قوة الأزهر في وجود إمامه الشيخ محمد الخراشي.