«إصدارات التوعية».. كيف واجه مرصد الأزهر الإرهاب والتطرف في 6 سنوات؟
دشن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ليكون «عين الأزهر الناظرة على العالم»، وذلك بحضور عدد من المفكرين والكتاب البارزين، ومنذ تأسيسه يعمل المرصد على متابعة كل ما يدور حول العالم من أحداث لها علاقة بشكل رئيسي بمختلف أشكال وصور التطرف والإرهاب.
وحرص مرصد الأزهر في السنوات الست الأولى بعد تأسيسه، على وضع قواعد أساسية لكل ما يُعنى به من قضايا من خلال العديد من الإصدارات، والتي نعرض فيما يلي عرضًا إصدارت المرصد حتى عام 2019.
• استراتيجية داعش في استقطاب الشباب 2017
يتناول مرصد الأزهر في هذا الكتاب استراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي ووسائله في استقطاب الشباب ساعيًا من وراء ذلك إلى توعية المجتمع والشباب بصفة خاصة بهذه الوسائل الضالة والمضللة حتى لا يكونوا فريسة سهلة للاستقطاب. كما يحوي الكتاب فصلًا بعنوان «أشبال الخلافة»، يستعرضُ فيه المرصد حرص التنظيم على استقطاب الأطفال وتجنيدهم وإشباعهم بفكره من خلال البيئة المحيطة بهم ومن خلال الدروس التعليمية أيضًا. ويختتم الكتاب بفصلٍ يحملُ عنوان «سبل المواجهة» يتناول فيه المرصد مجموعة من التوصيات التي ينبغي القيام بها حتى نحمي شبابنا من براثن الفكر الظلامي الهدام.
• مسلمو بورما (2017م)
يوثق كتاب «مسلمو بورما» جرائم الإبادة الجماعية، والتصفية العنصرية، والتهجير الذي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في إقليم "أركان" الميانماري. ولقد نالت هذه الجرائم الروهينجا، رجالًا، ونساءً، وأطفالًا، وشيوخًا، لا لشيء إلا لاعتناقهم دِينًا يخالف الدين السائد عندهم كما أكدت التقارير الدولية والأممية!
• مسلمو سويسرا (2017م)
تعدّ العلاقة بين الإسلام وسويسرا علاقة قديمة. وقد طُبعت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم في مدينة «بازل» السويسرية عام 1543م، رغم أنها كانت مترجمة قبل ذلك بـ 400 سنة.
وفي منتصف القرن العشرين، شهدت سويسرا هجرة بعض الجاليات المسلمة بعد الحرب العالمية الثانية. ونتيجة لذلك، بدأ عدد المسلمين في التزايد، ويقع أكبر تجمع للمسلمين في سويسرا في الأقاليم الناطقة باللغة الألمانية.
وفي كتاب «مسلمو سويسرا» يتم تناول أحوال المسلمين حسب انتماءاتهم العِرقية والمذهبية، والمظلة القانونية لهم في سويسرا وأثرها في الاندماج في المجتمع، وما هي معوقات هذا الاندماج؟ ودور المساجد والمراكز الإسلامية في المجتمع السويسري، كما تناولت التطرّف في سويسرا من جميع جوانبه.
• ظاهرة الذئاب المنفردة بين التنظير والتطبيق.. دراسة دينية اجتماعية (2017م)
يقف المرصد في هذه الدراسة على ظاهرة «الذئاب المنفردة»، التي ظهرت بقوة مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، والذي وضعها ضمن استراتيجياته، واعتمد عليها اعتمادًا كبيرًا خصوصًا في البلاد التي ليس له فيه موطأ قدم أو ولاية مزعومة.
ويتطرق الكتاب أيضًا إلى تعريف ظاهرة «الذئاب المنفردة» ونشأتها التاريخية وخطورتها وعمليات الدهس والطعن التي قام بها «ذئاب منفردة»، عمل تنظيم داعش الإرهابي من خلالها على عولمة الإرهاب، ونقل المعركة من الشرق إلى الغرب.
• مسلمو العالم.. اللجوء والإسلاموفوبيا والحالة الدينية (2018م)
كتاب صدرت طبعته الأولى عام 2018م، وهو أكبر الكتب الصادرة عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف. وقد كان صدوره مُلفتًا لأنظار وسائل الإعلام ليس في مصر فقط؛ بل وفي بعض بلاد العالم العربي أيضًا، واستضافت بعض وسائل الإعلام مشرفي المرصد للحديث عن هذا الكتاب وأهميته وأسباب صدوره.
وتدور موضوعات الكتاب حول ثلاث قضايا تهم المسلمين في عالمنا اليوم. هذا العالم الذي يموج بالأفكار والمعتقدات والتوجُّهات، وتحتضر فيه مفاهيمُ قديمةٌ لتولدَ أُخرى جديدة لتواكبَ عصرَ الرقميات والتغيّرات التقنية، ويتبعُها تغيّرات فكرية وثقافية على مستويات شاملة، وبوتيرة سريعة. هذه القضايا الثلاث هي "اللجوء، الإسلاموفوبيا، الحالة الدينية". كما يختتم الكتاب بمجموعة من النتائج والتوصيات الخاصة بالقضايا سالفة الذكر.
جماعات متطرفة حول العالم 2018
يسلط هذا الكتاب الضوء على الأوجه المتعددة للتطرف، ومن خلاله يؤكد أن التطرف لا دين له، وأن الأديان السماوية بريئة منه. ولا شك أن التطرف ظاهرةٌ عالميّة قديمةٌ، لها جذور تّاريخيّة، وأبعادٌ أخرى كثيرةٌ: اقتصاديّة، وأخلاقيّة، وسياسيّة، وإعلامية ودينية. وليس للإرهاب عرق معين أو دين أو لون، وليس معنى أن تقوم مجموعة تنتسب إلى دين معين بعمل إرهابي أن جميع المنتسبين إلى هذا الدين إرهابيون.
• ترجمة وثيقة الأُخُوّة الإنسانية
تتويجًا لجهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وانطلاقا من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي حثَّت على الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى، من أجل تعزيز التفاهم بين أتباع الديانات، وإرساء قيم المواطنة، وترسيخ مفهوم التسامح وقبول الآخر- كانت وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان في فبراير 2019م، والتي توَّجت عامًا كاملًا من العمل الدؤوب والجهد المُخلص بين الأزهر والفاتيكان، تلك الوثيقة التي تُعد شاهدًا على التطبيق العملي للحوار البناء، كما تُعد أيضا المخرج الآمن لمشكلات الإنسان في الشرق والغرب.
ولأهمية تلك الوثيقة التاريخية وما ورد فيها من بنود، تحوي بين طياتها مواثيق لمعانٍ إنسانية يتعطش لها العالم أجمع؛ ترجم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تلك الوثيقة التي أسَّست لمبادئ التسامح وقيم العدل بين بني البشر، إلى عشر لغات حيَّة.
• جرائم استهداف دور العبادة.. دراسة تحليلية لأبرز الجرائم خلال الفترة من 2015م إلى 2019م
في هذه الدراسة يُقدّم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف باكورة جهوده ومتابعاته لـ «ظاهرة استهداف دور العبادة» المقيتة على مدار السنوات الأربع التي سبقت هذا التقرير في إطار تحليلي موجز؛ حيث استعرض المرصد من خلال هذه الدراسة أهمية المساجد ودور العبادة ومكانتهم، مع إلقاء الضوء على البنود الخاصة بذلك في الأعراف والمواثيق الدولية والقوانين العامة لحقوق الإنسان، والتركيز على الأنماط التي نفذت بها الجماعات المتطرفة تلك الاعتداءات، بالإضافة إلى سرد بعض الجرائم التي ارتكبتها جماعات متطرفة وحركات يمينية متطرفة ضد المساجد ودور العبادة الأخرى.
• العائدون من داعش 2019
«العائدون من داعش»، مصطلح شهد تغيرًا كبيرًا بعد سقوط تنظيم داعش الإرهابي في معاقله الرئيسة في سوريا والعراق. وقد كان هذا المصطلح قبل سقوط التنظيم يُطلق على من انخدع بدعاية التنظيم الضالة والمضللة في الفضاء الإليكتروني، وذهب إلى سوريا أو العراق، وانخرط في صفوف التنظيم، ثم اكتشف كذب التنظيم وزيفه وخياناته التي يرتكبها كل يوم في حق الإسلام والإنسانية، ومن ثم قرر العودة إلى بلاده مرة أخرى.
أما بعد سقوط التنظيم واندحاره في سوريا والعراق فقد اختلف مدلول مصطلح «العائدون من داعش»؛ إذ لا يمكن الجزم بما إذا كان هؤلاء العائدون لا يزالون ينتهجون العنف ويعتنقون الفكر المتطرف أم لا؟ وقد استطاع تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة من 2014م وحتى 2017م من استقطاب عددٍ كبير من الإرهابيين من جنسيات مختلفة. وذكرت بعض الإحصائيات أن عدد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم يبلغ 40 ألف إرهابي، من أكثر من مئة دولة حول العالم.
ويقدّم هذا الكتيّب إطلالةً سريعةً على قضية العائدين من داعش وشهاداتهم التي أدلوا بها أمام المحاكم أو في بعض المؤسسات المعنية أو بين ذويهم. ويقدم في آخر صفحاته بعض النتائج والتوصيات التي يأمل أن تكون إسهامًا في حل بعض المشكلات في هذا الشأن.
• لماذا تتصدّر «بوكو حرام» الجماعات الأكثر دموية في العالم؟
تناول هذا الكتاب جماعة «بوكو حرام»، والتي تتبع في أيدولوجياتها تنظيم «داعش» الإرهابي. حيث يلقي الضوء على نشأة هذه الجماعة والجرائم التي اقترفتها، وتأثيراتها على غرب القارة الإفريقية، واستغلالها للأطفال والنساء، واستهدافها للمساجد، وموقف العلماء والعامة من أفكارها. كما يتطرق الكتاب إلى الجناح الإعلامي للجماعة. ويختتم الكتاب بملحق إنفوجرافيك لبعض المعلومات والإحصائيات التي أعدها المرصد حول هذه الجماعة المتطرفة من خلال الصحف والمواقع الناطقة باللغات الإفريقية.