رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«منقذ ليبيا».. خطوط السيسى الحمراء تستعيد أمن الدولة الشقيقة

انجازات السيسي لدعم
انجازات السيسي لدعم الشعب الليبي

العلاقات بين مصر وليبيا ليست علاقة مصالح مشتركة بين بلدين، بل تمثل ليبيا أمن مصر القومي، جمعتهما الحدود والثقافة والتاريخ، لذا وقفت القاهرة صامدة لصد أي عدوان على الأراضي الليبية، ومثّل ملف الإرهاب في ليبيا أبرز أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه القيادة في يونيو 2014.

وبعد 7 أعوام من حضور الأزمة الليبية بقوة على أجندة السيسي، استطاع أن ينقل الوضع في ليبيا من الفوضى والتشتت إلى اتخاذ خطوات كبيرة في مسار الاستقرار، ومحاولات للم الشمل بين الفرقاء الليبين، بالإضافة إلى الدور المصري الكبير في المساهمة لإنهاء المخاطر الأمنية على ليبيا.

 

السيسي: هدفنا استعادة أركان الدولة الليبية 

وخلال استقبال الرئيس السيسي لوزير خارجية اليونان العام الماضي، شدد على أن الجهود المصرية في الملف الليبي تهدف إلى استعادة أركان الدولة وملء فراغ السلطة مؤسسيا بإرادة الشعب الليبي والتي أدى غيابها إلى منح المساحة لتواجد قوى الإرهاب.

 

خطوط السيسي الحمراء تنهي الأطماع في ليبيا 

وجاءت الكلمة التي القاها السيسي، خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية، في يونيو 2020 حاسمة وقاضية على جميع الأطماع في ليبيا، والتهديدات التي طالت الدولة المصرية.

وقال السيسي، إن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة "خط أحمر" لبلاده "وأمنها القومي".

وأعرب عن استعداد بلاده لتدريب أبناء شباب القبائل تحت إشراف شيوخها لحماية ليبيا، مُوضحا: "مصر جاهزة للمساعدة.. هاتوا من شباب القبائل وتحت إشرافكم ندربهم ونجهزهم ونسلحهم".

 

لقاء شيوخ القبائل الليبية 

وبعد كلمته بشهر واحد، حضر وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية في زيارة لمصر لمناقشة مستجدات الأزمة الراهنة وسبل الخروج من تلك الأزمة.

واكتسبت الزيارة أهمية خاصة لأنها جاءت تزامنا مع دعوة مجلس النواب الليبيى، الجيش المصرى للتدخل العسكرى فى ليبيا لحماية الأمن القومى المصرى والليبى، وتأكيدًا للعلاقة التاريخية المتينة بين القبائل الليبية والقبائل المصرية، وإرسال رسالة للعالم بأن الشعوب العربية هي الأقرب لبعضها أكثر من أي علاقة تربط العرب بغيرهم.

 

إعلان القاهرة.. مبادرة إنهاء الأزمة الليبية 

وأعلن السيسي، في يونيو 2020، مبادرة سياسية تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذرًا من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة في ليبيا، وأشار إلى أن الحل السياسي هو الوحيد لحل أزمة ليبيا، وأن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا.

وأعلن السيسي مبادرة ليبية ـ ليبية لحل الأزمة باسم "إعلان القاهرة"، تشتمل على احترام كافة المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا.

وبحسب الرئيس السيسي فإن "إعلان القاهرة" يشمل دعوة كافة الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارا من الإثنين، وشدد على أهمية مخرجات قمة برلين بشأن الحل السياسي في ليبيا.

 

القضاء على داعش 

في عام 2015، ساهمت مصر في القضاء على بؤر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، عن طريق شن القوات المسلحة عدة غارات في العمق الليبي على مواقع لداعش في كل من سرت ودرنة في أعقاب قتل التنظيم عددًا من المصريين الأقباط.

واستمرارًا لدعم الأمن الليبي، شنت مصر غارات أخرى عام 2017 على درنة، مُعلنه أن الضربة استهدفت مجلس شورى مجاهدي درنة، بعد قتله عشرات الأقباط خلال استقلالهم لحافلة في محافظة المنيا.

 

المشاركة في المحافل الدولية

شاركت مصر في عدة محافل دولية لدعم إنهاء الأزمة الليبية، من بينها مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية، وتأكيدها أنه لا مصلحة لأحد في أن تتحول ليبيا إلى بلد تتخطفه الأزمات وتمزقه الصراعات، وأن تصبح مصدرا للتهديدات الإرهابية.

 

تحركات دولية.. ودعم للقيادة الجديدة

بدأت مصر تحركات سياسية، بعد صدور إعلان القاهرة، حيث تواصلت مع القوى الإقليمية والدولية كالولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، من أجل إعطاء هذا الإعلان قوة دفع وزخم، وبالفعل رحب العالم بهذا الإعلان الذي أصبح مرجعية أساسية لحل الأزمة الليبية.

 

ومع تسلم الحكومة الليبية الجديدة، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، بدأت البلاد عصرًا جديدًا، بجهود مصرية، حيث عكست أول زيارة خارجية لرئيس الحكومة الانتقالية الليبية، للقاهرة، مدى الدور الذي تلعبه الأخيرة في هذا الملف. 

 

الليبيون يحتفظون للسيسي بالامتنان

في هذا السياق يقول الدكتور مختار الجدال، المفكر والمحلل السياسي الليبي، إن الليبيين الداعمين للجيش الوطني الليبي، يحتفظون للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعظيم الامتنان وصدق المشاعر، ولاسيما بخصوص مواقفه الداعمة للجيش الوطني في معاركه ضد الإرهاب في مدينتي بنغازي ودرنة، التي تم فيها القضاء على الجماعات الإرهابية بكشل نهائي، بالتنسيق مع الأمن المصري.

وتابع الجدال، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "لا يمكن نسيان المبادرة المصرية التي قدمها الرئيس السيسي، والتي انعقد بناء عليها مؤتمر جنيف وتبنتها الأمم المتحدة فيما بعد".

ونوه المحلل الليبي، بأن للتحذير الذي أصدره الرئيس السيسي، والذي أعلن فيه عن سرت والجفرة خط أحمر، ساهم بشكل كبير في إيقاف الحرب في ليبيا.

واختتم مختار الجدال حديثه قائلا: "كل تلك المواقف يسجلها الشعب الليبي للأشقاء في مصر العروبة".

 

السيسي جاء لينقذ مصر وليبيا

فيما يقول الصحفي الليبي علي رمضان، إنه مع وقوع السلطة المصرية في يد تنظيم الإخوان الإرهابي، لم يكن هناك استبشار خير لليبيا، لافتا إلى أن الشعب حينها لم يتوقع أن تنجو ليبيا من محنتها إذا استمر حكم الإخوان في مصر.

وتابع رمضان، في تصريحات لـ"الدستور": "ومع الموقف العظيم للرجل القوي في مصر (السيسي)  وكأن عبدالناصر قد رجع للحياة، وكأن السيسي جاء لينقد مصر وليبيا معا"، لافتا إلى أن الرئيس السيسي تعرض لهجوم قوي من الإخوان بسبب قدرته وأجندته لاستعادة أمن مصر وليبيا.

وأضاف: "الرئيس السيسي رجل قوي عسكريا واقتصاديا وأمنيا، وتحدى كل المحن ليقود مصر إلى بر الأمان ولم شمل المصريين على كلمة واحدة"، لافتا إلى أن السيسي واصل تحركاته لدعم الدولة الليبية، وكرس مجهوداته للقضاء على فوضى الميليشيات، كما شارك في الكثير من المحافل للم شمل الفرقاء الليبيين.