رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكريات المعارض 36: كيف حول المتطرفون معرض الكتاب لحرب مع المفكرين

صورة أرشيفية لمعرض
صورة أرشيفية لمعرض الكتاب

كان معرض الكتاب السادس والثلاثون حافلا بالمتطرفين الدينيين، الذين كانوا يتواجدون في الندوات التي تتصل بالمرأة على وجه الخصوص وبتحررها أو بالحجاب وغير ذلك، فإذا سمعوا آراء تعارض آرائهم أثاروا الاعتراضات قاموا بالتشويش اللازم والهجوم على المتحدث، حسبما ذكر الدكتور عبد العظيم رمضان في مقال له تحت عنوان " معرض الكتاب والتطرف الديني".

ويكمل رمضان:" كانوا يحضرون في شكل كتيبة موزعة في أنحاء القاعات فإذا قال المتحدث رأيا معارضًا لهم انطلقت أصواتهم في شتى أنحاء القاعة يعترضون ويشوشرون ويحيلون الحوار الحضاري إلى حوار صارخ، ولقد تعرضت بنفسي لإحدى هذه الفرق في ندوتين، وكانت تدور حول رفاعة الطهطاوي، فلم أكد أعقد مقارنة بين ما بشر به رفاعة الطهطاوي من حرية الفكر، وما حدث في هذه الأيام من هجوم على فضيلة شيخ الازهر والافتراء عليه حتى ارتفعت أصوات تلك الكتيبة من المتطرفين تهاجمني وتهاجم شيخ الازهر، وكاد الامر يتحول إلى معركة، وبدا غضب هذه الأصوات على شيخ الازهر لما قاله عن الحجاب".

وأكد رمضان:" وكانت المرة الثانية في مناقشة كتاب "المرأة الجديدة" للكاتبة إقبال بركة" فعندما تطرق الأمر إلى الحجاب وجدنا نفس الأصوات متكتلة في القاعة تهاجم شيخ الازهر وهي نفس الفرقة ونفس الكتيبة وسادت الغوغائية القاعة".

يواصل:" ولقد ابديت دهشتي أن يهاجم الجهلة شيخ الازهر على علمه وقدره وفضله، ولكن من قال إن المتطرفين يعرفون الدين ويفهمون شيئًا في الدين، ولقد سألت أحد الذين يهاجمهون شيخ الأزهر عما يحمله من شهادة علمية تبيح له هذا الهجوم على الإمام الأكبر، فقال إنه يحمل الشهادة الابتدائية،ولكنه تذرع بان الأستاذ العقاد لم يكن يحمل سوى الابتدائية، وقد وافقته أصوات الكتيبة المتطرفة على ذلك، وتصوروا أن من يحمل شهادة الابتدائية يصبح مثل العقاد، ويستطيع أن يحاجج شيخ الازهر"، وهذه مصيبة كبرى ألحقها التطرف الديني بوطننا وكان سببًا في تأخرنا وهو ما يحتاج إلى دراسة خاصة عن مصائب هذا التيار في بلدنا وفي العالم اجمع".