رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتصار يتخطى «ايفرجيفين».. كيف حققت قناة السويس أعلى إيراد في تاريخها؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ستة أيام تعرضت فيهم قناة السويس إلى أزمة كبيرة، سلطت الضوء عليها وعلى مصر بشكل كبير في نهاية مارس الماضي، وهو جنوح سفينة الحاويات البنمية "ايفر جيفين"  في المجرى الملاحي للقناة وتسببت في تعطل حركة الملاحة في القناة، إلى أن نجحت هيئة قناة السويس من العاملين بها وبأيادي مصرية في إعادة تعويم السفينة وإعادة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم.

وبفضل هذا النجاح الهائل لم تتأثر القناة سلبًا من هذه الازمة العابرة بل يمكن أن نقول أنها كانت مؤشر لتحقيق إيرادات أعلى للقناة، وهو ما صرحت به  الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، عن نجاح هيئة قناة السويس في تحقيق أعلى إيراد شهري على الإطلاق في تاريخ القناة خلال شهر إبريل الماضي، حيث سجل إيراد الهيئة نحو 553.6 مليون دولار.

 

- الرقم القياسي الجديد سببه جهود العاملين وزيادة القوافل

 

في هذا الصدد  قال لواء بحري عصام الدين بدوي، أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية، أن هذا النجاح يرجع إلى المجهود الهائل والرائع الذي قام به العاملين في هيئة قناة السويس "ليل نهار" للمساهمة في  عبور السفن التي فضلت وتمسكت أن تمر من خلال القناة دون أن تغير وجهتها، إلى جانب زيادة معدلات القوافل وعدد السفن وبالتالي تحقق إيرادات هائلة.

 

وأوضح أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية، في تصريح لـ"الدستور"، ما ساهم أيضا في تحقيق هذه الإيرادات الهائلة مع زيادة عدد قوافل السفن هو قناة السويس الجديدة، ما يساعد في ازدواج الحركة حيث كانت قوافل الشمال وقوافل الجنوب تعمل بصورة طبيعية وفي وقت واحد.

وأضاف "بدوي" أن تفضيل السفن للعبور في القناة برجع إلى قدرة القناة الهائلة على التنظيم والدور الهام للمرشدين المخصيين لعبور السفن وقدرتهم الهائلة، والخدمات المصاحبة في القناة وسهلت عبور  السفن المنتظرة والقادمة بالفعل.

وتابع أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية  أن قناة السويس تمتلك من الخبرات ما يمكنها من التعامل  مع مثل هذه الأزمات بشكل جيد ومنظم، مضيفًا أن هذه الأزمة لن تسبب أي تراجع في عدد السفن التي تمر من خلال قناة السويس ويظل نفس المعدل كما هو، لأن قناة السويس هي أقصر وأسرع وأمن طريق للنقل والعبور وبالتالي يحقق اصحاب هذه السفن الربح والتكلفة المنخفضة ما يحقق له المكسب، لذلك لن تتأثر وتعود الحركة كما كانت بالضبط

 

- ارتفاع معدلات المرور وزيادة الإيرادات بشكل أكبر

 

أما القبطان وسام حافظ، كبير المرشدين في قناة السويس، أكد أن دور كل العاملين في قناة السويس بعد أزمة جنوح سفينة ايفر جيفين هو مساعدة كافة السفن التي ظلت عالقة خلال 6 أيام تقريبًا، ومن المتوقع زيادة عدد السفن بشكل كبير بعد أن تم تسليط الضوء على القناة وقدرتها الهائلة على حل الأزمات في وقت قياسي لم يك يتخيله أحد، بل من المنتظر أن تكون السفن بأحجام كبيرة جدًا للعبور من المجرى الملاحي لقناة السويس.

 

وأوضح  كبير المرشدين في قناة السويس، في تصريح لـ "الدستور"، أن  عمل المرشدين منظم جدًا لإرشاد السفن خلال المجرى الملاحي وفترات الراحة مطلوبة، بما يتناسب مع فترات العمل كي يستطيع المرشد القيام بدوره على أكمل وجه والعمل بدقة كاملة، وهذا التنظيم الجيد ساعد في عبور مزيد من السفن في أوقات جيدة ومحددة ما يحقق النتائج الإيجابية للقناة ما يساعد على تحقيق إيرادات أعلى.

و يقوم دور المرشدين على سفن الحاويات والذي أساسه الإلمام بالقناة وبكل خصائصها يقدم خبرته وعلمه لربان السفينة، من أجل عبور قناة السويس بأمان، فالمرشد يقود السفينة من بورسعيد إلى الإسماعيلية ثم من الإسماعيلية إلى السويس، ومن ومن بورتوفيق يرشدها إلى الاسماعيلية، ثم مرشد أخر من الإسماعيلية إلى بورسعيد.

 

- قدرة هيئة قناة السويس على حل أي أزمة عزز الثقة

 

ومن الناحية الاقتصادية يرى الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن قدرة قناة السويس على تحقيق أعلى إيراد في إبريل الماضي وهو الأكبر في تاريخها رغم أزمة سفينة ايفرجيفين لأن العالم أجمع اتجه أنظاره إليها، بقدرة القناة والهيئة والعاملين على حل هذه الازمة في وقت قياسي كهذا يوضح أن لدينا رؤية كاملة لحلول كثيرة لكل المشاكل المتعلقة بحركة النقل داخل المجرى الملاحي لقناة السويس.

وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ "الدستور"، أن نجاح هيئة قناة السويس في حل هذه الأزمة أعطى سمعة طيبة وهائلة لدى كل الوكلاء الملاحيين أن ينقلوا تجارتهم من خلال القناة بدلا من الممر الملاحي رأس الرجاء الصالح أو المحيط الهندي ثم المحيط الأطلنطي.

وتابع أن مصر لديها القدرة على السيطرة على أي معوقات قد تعيق حركة الملاحة ولديها متخصصين قادرين على إنهاء أي أزمة، وانبهر العالم أجمع بكافة الحلول غير التقليدية التي قامت الهيئة بتنفيذها لعبور أزمة عابرة.

وأضاف "الشافعي" أن المؤهلات والقدرات الهائلة لقناة السويس، هو ما جعل السفن أن تفضل العبور من خلالها دون اختيار طريق آخر خاصة وأن المسافة قصيرة وآمنة وبتكلفة أقل كذلك لذلك تمثل الاختيار الأمثل للوكلاء التجاريين.

- أزمة "ايفر جيفين" ونجاح مصري مبهر 

وكانت سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" التي تتبع الخط الملاحي "EVER GREEN"، ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، قد جنحت صباح الثلاثاء الماضي، انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، وأسفر  الحادث عن تشكّل طابور طويل من السفن العالقة على الممر المائي.

بعد مرور أسبوع كامل نجحت هيئة قناة السويس في إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بقناة السويس سالمة؛ في خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم، بجهود مصرية كان هدفها توسيع نطاق التكريك التجريف والحفر، بمنطقة مقدمة السفينة الجانحة؛ عبر إزالة جوانب القناة، للوصول بها إلى عمق 18 مترًا، لتسهيل عملية تعويمها.