أهالي عزبة النحالين: «القرصة من النحل لينا شفا» (فيديو)

مربع صغير بالدقهلية للوصول له يجب أن تمر بالعديد من القرى لمدة لا تقل عن نصف ساعة وللدخول لهم يجب أن تكون مالك لأي وسيلة نقل، فلا توجد أي مواصلات خاصة أو طريق محدد، فبعيدا عن العالم تعيش عائلتين بشكل خاص ويعملون من قديم الأزل بنفس المهنة وهى تربية النحل.

"عزبة النحالين"، عزبة صغيره يعيش بها مجموعة من العائلات والذين يعملون جميعا بمهنة النحل وبيع العسل، حيث قررت "الدستور" الكشف عن شكل حياة أهالي تلك العزبة وسط مملكة النحل.

"ارض زراعية وخلية نحل ومجموعة من البشر"، ذلك المشهد الذي يطغى على عزبة النحالين التي تأسست على يد شقيقين من أكثر من ٢٥٠ عامًا، حيث كانوا يعملان بتجارة النحال، وقالت الحاجة دولت التي ولدت بعزبة النحالين وتزوجت بها إنها لم تخرج من العزبة طيلة عمرها فعاشت ما يقرب من 85 عامًا بين النحل.

كان جدها ووالدها نحالين وكذلك زوجها، كما أنها أنجبت أبنائها على نفس المهنة لكن بجانب الدراسة، حيث تخرج العديد من سكان العزبة من كلية الزراعة لحرصهم على استمرار المهنة الخاصة بهم خوفا من إندثارها.

أطلق اسم عزبة النحالين على القرية بسبب أن أهاليها يعملون بتربية النحل منذ زمن الأجداد وحتى الأبناء، فأكدت أنهم كانوا يعيشون وسط النحل ويمتهنونها رجال ونساء، ففي وقت الفرز وخروجه من الخلية للمنزل تساعد الزوجة زوجها الأبنة أبيها في زيح النحل عن قرص الشمع.

يشكل بيع العسل مصدر رزقهم الأساسي، حيث إنه كانوا قديما يهرسون الشمع ويضعونه بوعاء كبير ثم يوضعونه بعلب كبيرة، فيمثل ذلك بالنسبة لهم إيراد قوتهم على مدار العام، وتابعت أنه شفاء لأي مرض، مؤكدة أن المرض لم يكن منتشرًا بين أسرتها لتغذيتهم المستمرة على العسل. 

أوضح مصطفى هلال أن شكل الخلية قديمًا كان يدويًا حيث إنهم كانوا يصنعونها من الطين والسنده تلك التي تتكون من الغاب وجريد النخل وتفرد بطول المتر وبها قالب خشبي وتقفل بالطين، وكانت الخلية مفتوحة وجميعها طين لكن الخلية الأن سهلة الحمل والصنع.

طور أبناء عائلة النحال خلية النحل بشكل كبير للقدرة على إنتاج عسل بكميات أكبر والقدرة على العمل بها بسهولة، مع حفاظهم على نوعية العسل الطبيعي غير المضاف له أي شئ سوى تغذي النحلة على الرحيق.

يملك كل منزل مجموعة من الخليات والنحل بشكل متساوي، وكل نحل يعرف مكانه: "النحلة بتسرح وبترجع لخليتها تاني كل نحل عارف مكانه ومفيش نحلة بتدخل أي خلية لنحل تاني"
 

أكد سمير عباس هلال مهندس زراعي من أهالي عزبة النحالين، 65 عامًا، درس في كلية الزراعة أن العزبة بدأت بالشقيقين محمد والبنداري أقيمت عليهم عزبة النحالين باسمهم وبدأوا بتكوين أسر بالتزاوج من بعضهم البعض وعملوا بنفس مهنة العسل وبتطور الأجيال فمن أول القطانية حتى الخشبية عاش أهالى عزبة النحالين وطور الجيل شكل الخلية.