رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف مافيا بيع البيرفينكس على الإنترنت.. وهيئة الدواء ترد

عقار البيرفينكس
عقار "البيرفينكس"

تسبب نقص عقار البيرفينكس المخصص لعلاج حالات الالتهاب الرئوي، خاصة الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا في خلق سوق سوداء على "جروبات" وسائل التواصل الاجتماعي خصيصًا لهذا العقار يطرح من خلالها بأسعار مبالغ فيها للغاية، بل أحياناً يقوم القائمين على هذه الأسواق بعمليات نصب على المرضى بدعوى توفيره استغلالاً لحالة المريض الذي يكون في أشد الحاجة للحصول على العقار النادر، خاصة مع الإقبال المتزايد حالياً علي شراءه نتيجة وصف الأطباء لمرضاهم. 
 

«الدستور» قامت بجولة داخل عدد من هذه الجروبات للكشف عن المافيا التي استغلت ندرة وجود العقار والحاجة الملحة للمرضى خلال هذه الفترة.

من خلال أحد "الجروبات" التي زعمت توفير الأدوية الغير متوافرة بالأسواق ادعت محررة (الدستور) حاجتها إلى هذا العقار بشدة مثلها مثل العشرات من المنشورات التي شهدت استغاثات أصحابها بحثاً عن هذا العقار تحديداً دوناً عن أي عقار آخر.

 

 

الإجابة "موجود" تلك التي جاءت ردًا على طلب المحررة للعقار على لسان أحدى المشاركات في "الجروب"، وبسؤالها عن سعر الشريط كانت الإجابة أنه بـ1750جنيه، وتحتوى  العلبة منه على شريطين.

 بفارق 500 جنيه كاملين قدم أحد المروجين لتوافر العقار على ذات"الجروب"، معلناً أن سعر العلبة منه فقط 3000 جنيه، وهو ما يوضح التلاعب الواضح بأسعار هذا الدواء، ليصبح في النهاية المريض هو الخاسر الأوحد.

"آخر شريط عندي، والبيع على 2000 جنيه"هذه كانت صيغة أحد الإعلاانات المروجة الاخرة المدعية توفير عقار البيرفينكس دلخل جروب الأدوية والتي تهافت عليها الكثيرين طالباين التواصل مع صاحب المنشور من أجل شراء العقار، لتكون الإجابة "التفاصيل على للخاص".

 

استشاري أمراض صدرية: يدخل البلاد مهربًا

رغم التهافت الشديد على شراء عقار" البيرفينكس"، وقيام معدومي الضمير باستغلال مرضى فيروس كورونا، فجر د.طه عبد الحميد استشاري الأمراض الصدرية مفاجأة لـ"الدستور" قائلاً إن العقار لا يعد معالجًا لحالات الاصابة بالالتهاب الرئوي كما يظن الكثيرين، فما هو إلا دواء للتخفيف من آلام الالتهاب الرئوي على المريض، وهو غير أساسي على الإطلاق في علاجه، لذا يمكن توفير له العديد من البدائل المتوفرة، وعدم السماح بعصابات الادوية بالتلاعب بالمرضى بهذا الشكل.

تابع طه أن عقار البيرفيكس غير مسجل بوزارة الصحة على الإطلاق، حتى الآن، أي أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل ليس إلا عقار مهرب يجرم قانونياً تداوله، مؤكدًا ضرورة محاسبة المسؤولين عن بيعه وإيهام المرضى بأهميته القصوى في شفائهم، واستغلال المرضى في ظل هذه الأوقات الحرجة التي يمر بها مرضى كورونا.

استشاري: يعمل على إبطاء تليف الرئة ونضطر لبدائل

وقال الدكتور عثمان السوداني، استشاري بحميات العباسية إن دواء البيرفينكس يستخدم لعلاج مرض تندب الرئة أو التليف الرئوى والذي يصيب من 20 لـ60% من حالات كورونا التى يتم حجزها بالمستشفيات، لا سيما تلك التى تخضع للعلاج بأجهزة التنفس الصناعى.

يتابع عثمان أن هذه الحالات يتم تشخيصها عبر الأشعة بوجود ما يسمى بالتظلل الشبكى، والذى يحدث كنتيجة للنشاط المناعى المفرط داخل الرئه بعد أسابيع من الإصابة، خاصة خلال التعافى، حيث تتدهور الحالة بعدما تعافت وتحسنت التحاليل، فتحدث الكحة الجافة و ضيق النفس نتيجة تصلب الرئة نسبيا وفقدها جزءًا من مرونتها وكذلك قدرتها على التمدد والانكماش بسهولة ما ينعكس على نسبة الأكسجين بالدم وهو ما يؤدى إلى خلل وربما فشل تنفسي قد يؤدى للوفاة.

يتابع السوداني أن دواء البيرفينكس يعمل على إبطاء هذه العملية التليفية، ما يقلل من حدة الظاهرة، مضيفاً أنه للأسف اختفى من الأسواق و أصبح فى قبضة يد تجار السوق السوداء ليباع بأضعاف ثمنه:" هذا الأمر يجعل الأطباء يضطرون لوصف أدوية قد تقلل من تليف الرئة كبديل متوفر مثل دواء حمى البحر المتوسط والنقرس والمعروف (كولشيسين) الذى أصبح دواء الغلابة فى ظل اختفاء برفينيكس وارتفاع سعره.

رئيس شعبة الأدوية: الدواء سيكون متوفرًا خلال أيام

النهاية توجهنا إلى الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية، الذي قال لـ"الدستور" إن البيرفينكس هو إنتاج شركة أدوية كبيرة بالهند تدعى شركة "تسلا"، ويأتي إلى مصر عن طريق التهريب فهو ليس مسجلاً، علماً بأن هناك بديلاً محلياً له في مصر يسمى  predodenex، لكن سعره مرتفعًا (19543) جنيهاً، كما أن هناك مثيله المستورد بسعر 44000 جنيه.
 

أما عن أسباب زيادة الطلب على هذا الدواء في هذه الأيام تحديداً، أوضح عوف أن ذلك يرجع إلى اعتقاد البعض الخطأ بأن العقار له دور في علاج سرطانات الرئة الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا، لافتًا إلى أن هذا أمر غير صحيح علمي، موضحاً أن الدواء له دور في التخفيف من آلام الإصابة بالمرض فقط، وليس العلاج.

تابع عوف أنه وعلى الرغم من ذلك، فقد لاحظت هيئة الدواء المصرية الإقبال الزائد من المرضى لشراء هذا العقار، فعمدت لذلك الهيئة-حسب قوله- على إصدار موافقة استثنائية لاستيراده من الخارج، وكذلك بقصد السرعة الفائقة في تسجيله، وذلك من أجل توفيره بالأسواق بعد أيام قليلة فقط، وبأسعار أقل بكثير ما يتم التداول  بها في جروبات السوق السوداء لشراء هذا العقار، وهذا يعني أن الدواء بالفعل على وشك التوافر خلال أيام قليلة فقط بصيدليات تابعة لوزارة الصحة المصرية، التي ستصرف الدواء ولكن بشروط وقواعد محددة.

ولفت عوف إلى أمر أكثر أهمية وهو أنه نتيجة إقبال مرضى فيروس كورونا المتزايد على شراء الدواء بعد وصف عدد من الأطباء لهم، فقد عرضت الهيئة على اللجنة العلمية إمكانية أن يدخل هذا العقار ضمن بروتوكولات علاج الفيروس، لكن اللجنة رفضت وذلك يعكس عدم تخصص هذا العقار في علاج فيروس كورونا كما ظن البعض.

هيئة الدواء: غير مسجل ولم تقره اللجنة العلمية في بروتوكولات كورونا

تواصلت "الدستور" مع هيئة الدواء المصرية، لتفاجئ بأن مستحضر «البريفينكس»، غير مسجل بالهيئة، قائلة إن استخدام هذا المستحضر لمرضى كورونا خاطئ، وأن اللجنة العلمية بوزارة الصحة قامت بدراسة استخدامه ولم تقره، ولم يتم إضافته لبروتوكولات العلاج، مضيفة أنه هناك مثائل للمستحضر مسجلة، أحدها مستورد والآخر محلي الصنع.