رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تخترق عالم أجهزة قياس الأكسجين «المضروبة»

أجهزة قياس الأكسجين
أجهزة قياس الأكسجين

- مؤشرات منخفضة أوهمت علام بأن أمه تعاني مرض لا تشعر به

- مايكل حنا: "اشتريت جهاز من محل للأدوات المنزلية وكاد يقضي على حياتي"

- الحق العرض.. جهاز النفس "إعلانات شعبية لشركات النصب على فيسبوك" 

 - رئيس شعبة المستلزمات الطبية: هناك حالات أصبها الموت والغيبوبة بسبب الأجهزة المضروبة

في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، دقّ فيروس "كورونا"  أبواب أسرة أحمد غنيم بالكامل، وأصاب جميع أفراد الأسرة معلناً عن قدوم ضيف ثقيل على الأسرة، بل عدو يهدد هدؤها وصحة أفرادها، فتأتي نتائج إيجابية نشاط هذا الفيروس داخل جسم كل فرد بهم، لتقضي على الإيجابية الحقيقية التي كانوا يعيشون بها قبل معرفة هذا الخبر، وتتحول حياتهم فجأة إلى جحيم خوفا الجميع على ذويهم من تبعات تلك الإصابة.

أحمد

 

ولكن خوف أسرة غنيم الأكثر على والدته، وذلك لما هو معروفاً من قسوة هذا الفيروس على أصحاب السن الكبير الذين شقت أجسادهم من مكافحة الأمراض على مر السنوات، فتحولت إلى هشة قد يغدر بها أي مرض ويقضي عليها دون رحمة.

  نصائح وجهها الطبيب المعالج للأسرة بالكامل من أجل متابعة حالاتهم ومراقبة تأثير هذا للفيروس عليهم، أولها كانت ضرورة شراء جهاز أكسجين لقياس نسبته داخل جسم كل مصاب، لا سيما حالة الأم.

تعرض غنيم إلى إعلان على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يقدم أجهزة لقياس الأكسجين للبيع يؤكد من خلالها المعلن أن هذه الأجهزة ألمانية الصنع وذات قراءات صحيحة.

على الفور أقدم الابن على شراء الجهاز الذي بلغ ثمنه 400 جنيه، وتابع لمدة أيام قليلة حالة أمه معتقداً أن هذا المؤشر هو سبيله الوحيد لاطمئنانه على استقرار حالة والدته عن طريق استخدامه باستمرار.

مؤشرات منخفضة أوهمت علام بأن أمه تعاني مرض لا تشعر به

دب الشك في قلب الرجل الثلاثيني عندما أعطى الجهاز مؤشرات منخفضة وصلت إلى 77 درجة لأمه -النسبة الطبيعية تتراوح بين 93 و100- الأمر الذي يستدعي –إذا كانت القراءة صحيحة- نقل الأم إلى المستشفى على الفور، لكن غنيم وجد حال والدته الظاهري جيداً، لذا لعبت برأسه الظنون أن يكون هناك أزمة لا يعرفها ولكنها لا تشعر، لذا كان سيستجيب إلى أصوات داخله تناديه بإعطائها أدوية قد تساعد على زيادة نسبة الأكسجين من خلال استشارة أحد الصيادلة المجاورين.

 فكر غنيم في عرض والدته على طبيب قريب منه، بالفعل ذهب بها إلى هناك لتأتي المؤشرات التي أكدها الطبيب أن نسبة الأكسجين عند والدته طبيعية للغاية، ولا خطر عليها، ليتأكد غنيم هنا من أن جهازه الذي اعتبره طريقته في معرفة حالة أمه كاذب.

‏عاد أحمد ليتواصل مع الشركة ذاتها التي قام بشراء الجهاز منها، ليدرك حينها أنه تعرض إلى عملية نصب ممنهجة حين قامت الصفحة بوضعه على قائمة "البلوك"، وعدم الإجابة عليه لتصحيح الخطأ، واضطر من بعدها إلى شراء أخر من شركة معروفة ومعه ضمان لمدة عامان، أعطاه نتائج قريبة إلى حد ما من النتائج الحقيقية ولكنه ما زال لا يعتمد على مؤشراته بشكل كامل.

مايكل حنا: "اشتريت جهاز من محل للأدوات المنزلية وكاد يقضي على حياتي"

لم تكن حالة أسرة غنيم هي الحالة الوحيدة التي خدعها جهاز قياس الأكسجين بقراءاته الخاطئة وكاد أن يقتلهم، فخلال جولة لشراء بعض الأدوات المنزلية الكهربائية والبلاستيكية "نعم البلاستيكية" من أحد المحال الشهيرة المتخصصة في ذلك،  والتي لا مجال لها للتعامل مع الأجهزة الطبية، شاهد مايكل حنا وزوجته جهازاً لقياس نسبة الأكسجين ضمن المعروضات، وثقة في الشراء من هذا المحل نظراً لكونه شهير حتى ولو لم يكن متخصصاً في بيع الأجهزة الطبية، حينها لم يكن حنا أو أياً من أفراد أسرته مصاباً بالكورونا لكنه اشتراه، فربما يحتاج إليه مستقبلًا.

لم ينتهي الشهر بالفعل إلا وحنا قد أصبح مصاباً بفيروس كورونا، وفي حاجة ماسة لاستخدام هذا الجهاز، وعندها قرر بالفعل استخدام ذلك الجهاز الذي اشتراه قبل أيام قليلة من الإصابة لمتابعة حالته الصحية.

 قراءة لا تقل عن 99 دائما كان يعطيها مؤشر هذا الجهاز لمايكل كلما كان يستخدمه، في البداية ظن مايكل أن مؤشرات هذا الجهاز صحيحة، وكان يكذب ما يشعر به من أعراض تتنافى مع هذا المعدل المثالي الذي يعرضه له الجهاز. 

ظل مايكل يكذب آلامه، إلى أن أصبحت حالته تسوء يوماً عن يوم، ضيق بالتنفس وألم شديد بالجسم،  وكحة ونهجان واجهوا مايكل، ورغم هذه الأعراض ما زال الجهاز مصراً على إعطائه قياسات تفوق الـ93 وهي ماتعني أنه بأفضل صحة.

الأمر جعل مايكل لا يجد مفراً من اللجوء إلى طبيبه المعالج، لفض هذا الاختلاف بين الشعور الذي أصبح ينهكه يومياً، وبين ما يقوله الجهاز ليفاجأ أن مستوى الأكسجين بدمه أقل مما يدعيه هذا الجهاز بكثير، حينها أكد الطبيب لمايكل إنه إذا ما كان استسلم لقراءات هذا الجهاز، كان قد انتهى الوضع به إلى توقف القلب ومن ثم الوفاة على الفور، لذا حذر الطبيب مايكل من هذا الجهاز ودعاه إلى ضرورة التخلص منه، وشراء آخر من مكان موثوق به وعدم الاعتماد عليه بشكل كامل أيضاً.

استجاب "حنا" لتعليمات الطبيب ولكنه حاول التواصل مع المتجر الشهير من خلال صفحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في محاولة لاستبدال الجهاز أو استرجاعه خاصة أنه لم يمر وقت كبير وما يزال يحتفظ بفاتورة الشراء، ولم يقم بمراجعة الفرع الذي اشتراه منه حرصًا منه على سلامة العاملين لكونه مصاب كورونا، لكن رسائل حنا المتكررة لم تلقى ردًا سوى التجاهل.

مايكل

 

هشام محسن.. استعار جهاز قياس مضروب أعطى نتائج صفرية لأخيه مصاب كورونا

أجهزة الأكسجين بعضها كذلك يعطي نتائج صفرية، وكأن المريض أصبح متوفياً، ففي منفلوط، أحد مراكز محافظة أسيوط، أصيب أحمد، الأخ الأوسط بين ثلاث أشقاء، بفيروس كورونا، وبناء على نصائح الطبيب بمتابعة قياس الأكسجين، قام أصغرهم هشام باستعارة جهاز من أحد الأصدقاء الذي كان مصابا قبل شفاؤه.

في البداية أعطى الجهاز نتائج توحي بالاطمئنان، وماهي إلا ساعات قليلة حتى أعطى الجهاز نتائج صفرية للأخ المصاب، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالقلق خاصة أنهم كان يعطي لباقي أفراد الأسرة نتائج منطقية.

على الفور ذهبت أسرة أحمد إلى الطبيب المعالج الذي طمأنهم بأن الجهاز نتائجه غير سليمة، وأن حالة الأخ الأوسط مستقرة ولا داعي للقلق، ونصحهم بشراء أخر من مكان موثوق.

 

هشام

 

"الحق العرض "،"جهاز النفس". عبارات اعلانية شعبية عن الجهاز تستخدمها شركات النصب ع الفيس بوك  

  

انتشرت إعلانات لشركات قدمت عروضاً لبيع أجهزة قياس الأكسجين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظنا في "الدستور "عرضها لهذه الأجهزة وكأنها سلعة من السلع الاستهلاكية التي قد تباع بشكلاً عشوائياً يُستخدم في بيعها عبارات الجذب الشعبي للمواطنين، فجاءت عبارات مثل" متوفر الأن بـ250 جنيها بدلاً من 350 جنيها، وعرض خاص لفترة محدودة"، وغيرها من عبارات التسويق الشعبي فكانت إحدى الشركات التي استرسلت في تقديم مثل هذه العبارات لعرض الجهاز، وكأنه قطعة ملابس تقدم مع أخرى في أوكازيون بدء أحد المواسم، والتي تواصلت معها "الدستور" إذ قدم المعلن لنا التسهيلات في الشراء قائلاً: "لو هتشتروا 2 هيكون السعر450 بدلاً من 700 جنيه"، وكان من الأغرب أن حملت الصفحة المروجة لهذا الجهاز اسم "سوق المحمول في مصر"، أي ما يعني عدم صلتها بالأجهزة الطبية على الإطلاق حتى ولو تحت مسمى زائف.

 

 

 

لم يكتف أحد المعلنين ببيع أجهزة قياس نسبة الأكسجين غير معتمدة وبالمخالفة مع قرارات وزارة الصحة المصرية فقط، بل ظهر جهل هذا المعلن بالمصطلحات الطبية جلياً عندما أطلق على الجهاز اسم جهاز قياس النفس" معلناً عن وجود "أحدث وأرخص جهاز نفس في السوق"-حسب إعلانه، ما يعكس عدم الأهلية المبدأية لهذه الجهات التي تقوم بعرض أجهزة طبية، ولا تمتلك من الدراية والخبرة بأبسط المرادفات الطبية.

 

قدم معلن جهاز قياس الأكسجين " النفس" وأكد "للدستور" أنه يقصد جهاز نسبة الأكسجين في الدم "الاثنين واحد"-حسب قوله- أما عن السعر فكان 210 جنيهات، كما عرض صاحب الصفحة المروجة للجهاز إمكانية توصيل المنتج إلى منزل العميل بسعر خاص قدمه هو الآخر "فوق البيعة" مثلما أظهر.

بدأ أدمن هذه الصفحة عند تواصلنا معه في عرض مزايا الجهاز بكونه يبيعه بخصم، ولمدة محدودة فقط 40%، سارداً أن الجهاز حجمه صغير ويستطيع قياس نسبة النفس "الأكسجين" في الجسم كما يقيس معه النبض، وهو جهاز خفيف الوزن صغير الحجم سهل الاستخدام ويعمل ببطاريات- حسب قول المعلن-.

 

 

ذلك الأسلوب الدعائي الشعبي الذي لا يختلف كثيرا عن سابقيه المصحوب بكلمات تقيم الجهاز مقام السلع الغير طبية كان وسيلة  إحدى الشركات الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي لعرض بيع اجهزة قياس الأكسجين، مع العلم أننا لاحظنا عمل هذه  الشركة في التجارة وعدم تخصصها في بيع الأجهزة الطبية، وذلك بالمخالفة للقانون.

 

شركة تجارية تبيع جهاز قياس الأكسجين

 

 

أكد أدمن الصفحة عند تواصلنا معه على دقة الجهاز، وسرعته قائلاً: "زمن قياس الجهاز أقل من 10 ثواني، وشاشته بها 4 درجات للاضاءة"، ولمزيد من استخدام عنصر الجذب الإعلاني أوضح أن الجهاز به بطاريتين هدية.

معلن أخر ادعى أن جهاز قياس نسبة الأكسجين الذي يقدمه حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء العالمية، وهو ما خالف الحقيقة حسب ما تأكدنا منه، مردفاً أن الجهاز يعمل على قياس معدل ضربات القلب،  أيضاً،  وبه إنذار في حالات تجاوز نبضات القلب أو نسبة الأكسجين في الدم عن المستوى الطبيعي، وأشار أدمن الصفحة التي حملت صفحة اسم "الرحمة للعناية الشخصية" إلى أن هذا العرض "المثالي"-حسب وصفه تقدمه الشركة لفترة محدودة.

 

 

يجدر بالإشارة إلى أن عمل أجهزة الطبية لقياس نسبة الأكسجين في الدم يتم عن طريق وضع جهاز استشعار على جزء رقيق من جسم المريض، وعادة ما يكون طرف الإصبع أو شحمة الأذن، وهي إحدى الطرق التي تتميز بأنها ومريحة وغير مكلفة في حال فاعلية الجهاز.

وتأتي أهمية استخدام جهاز قياس الأكسجين لمريض كورونا، والتي تجعله أسيراً لاستغلال مثل هذه الشركات في الترويج عن أجهزة" مضروبة"، لضمان المسار الصحيح للعلاج من فيروس كورونا أثناء خضوعه للعزل، حيث ركز الخبراء الطبيون والأطباء من معهد علوم الهند على ضرورة المراقبة الدقيقة لمرضى COVID حتى لو كانوا تحت العزل المنزلي، وذلك لكونهم عادة مايصيبون بنقص تأكسج الدم دون العديد من المظاهر السريرية الأخرى.

كما أن هناك ما يسمى "بنقص الأكسجين السعيد" أو "نقص الأكسجين الصامت" وهو حالة تحدث عندما يكون لدى مريض كوفيد -19 مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الأكسجين في الدم دون الشعور بضيق شديد أو انزعاج، وفي هذه الحالة، على الرغم من انخفاض تشبع الأكسجين إلى مستويات منخفضة بشكل خطير، لا يشعر المريض بضيق التنفس أو أي أعراض أخرى واضحة لمشاكل الجهاز التنفسي.

وهذا ما يؤدي إلى الاستنزاف الصامت لمستويات الأكسجين في جسم المريض الذين لا يعانون من أعراض أو أعراض خفيفة ومن ثم يتسبب في النهاية في توقف القلب.

أما عن النسب الطبيعية لوجود الأكسجين بالدم والمفترض الحصول عليها عند استخدام مثل هذه الأجهزة، فقد أكدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية   أن أي قراءة لقياس تشبع الأكسجين أقل من 95 SpO2 تعتبر منخفضة وغير طبيعية،  حيث أنه من الأهمية طلب المشورة من الطبيب في حال انخفضت القراءة عن 93 SpO2 ، حتى لو لم يشعر الشخص بأي ضيق كبير في التنفس.

رئيس شعبة المستلزمات الطبية : هناك حالات أصابها الموت والغيبوبة بسبب الأجهزة المضروبة

من جهته، أكد الدكتور محمد سعيد، رئيس شعبة صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية باتحاد الصناعات، أنه وردتهم عدة شكاوى من الصيادلة وأصحاب منافذ البيع المعتمدة، من توافر أجهزة تأكسج مغشوشة في السوق، وتتلخص معظم الشكاوى في عدم مطابقتها للمواصفات، وتقديم  قراءات خاطئة وهو ما يؤثر بالتبعية على تشخيص حالتهم بشكل جسدي ونفسي، الكثير من المرضى يصاب بالهلع لانخفاض نسبة الاكسجين لديه ما يؤثر حتمًا على حالته النفسية وجهازه المناعي فلا يستطع مقاومة الإصابة بالكورونا أو ردع آثارها.

محمد سعيد رئيس شعبة صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية باتحاد الصناعات

 

لذا يذكر سعيد أن على المرضى أن يعوا أهمية شراء المستلزمات الطبية من جهات معتمدة، سواء الشركات أو الصيدليات، لأن تلك الأجهزة مجهولة المصدر، وقد تسبب فى مضاعفات للمرضى، وربما تهدد حياتهم، وعدم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لحالتهم الصحية.

"إن استسهال المواطن لشراء الجهاز حتى دون نصيحة طبيبه، زاد من الإقبال عليه فأصبح وسيلة لجشع التجار والموزعين"، يقولها سعيد موضحاً أنه قبل أزمة فيروس كورونا، كان سعر هذا الجهاز لا يتجاوز 200 جنيه، ثم ارتفع سعره ووصل إلى 2000 جنيها في كثير من الأحيان، وحاليًا يباع فى المحال المستلزمات الطبية بأسعار مختلفة تتراوح ما بين 1200 و1500 جنيه، وتابع سعيد أن كافة الأجهزة المتوفرة بالسوق حالياً هي صنع الصين، وقبل الأزمة كان يتوفر منه أنواع ألمانى وإيطالى بـ300 جنيه.

وحذر رئيس الشعبة من الاجهزة المباعة عبر الانترنت فجميعها غير مطابقة للمواصفات، وتقدم قراءات خاطئة، لذا علينا شراء المستلزمات الطبية من جهات معتمدة، سواء الشركات أو الصيدليات، لأن تلك الأجهزة مجهولة المصدر، وقد تسبب فى مضاعفات للمرضى، وربما تهديد حياتهم، وعدم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لحالتهم الصحية.

الأجهزة سالفة الذكر تسببت في كوراث أدخلت بعض المرضى فى غيبوبة، نتاج القراءة الخاطئة والتشخيص الخاطئ، لذلك أكد رئيس شعبة المستلزمات الطبية فى اتحاد الصناعات، على أنه لابد من التفعيل السريع لهيئة الدواء وهيئة الشراء الموحد للدواء، بالأخص بعد تزايد الغش الطبي عقب جائحة كورونا -التي زادت نسب تداول الدواء والمستلزمات من 15 إلى 20%-، لضبط تداول  الدواء والمستلزمات الطبية والرقابة عليها من قبل هيئة الدواء، وبالأخص بعد تداول الدواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو من بين اختصاصات الهيئة بالتعاون مع مباحث "الإنترنت".

وأكمل موضحاً دور الغرفة بأنه التنبيه على خطورة المتوفر من تلك الأجهزة وليس الضبط والإحضار، لكن حينما يتوافر لديها معلومة عن بؤر بيعه فإنها تخاطب الأجهزة والجهات المنوط بها الرقابة على سوق الأجهزة الطبية بهيئة الرقابة على الصادرات والواردات والجمارك وجهاز حماية المستهلك لمنع الغش التجاري.

محمد علام:  الجهاز المتوفر في السوق المصرية لا يصلح لقياس تأثير كورونا

"لا يمكن الاعتماد على أجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم  المنزلية" هذا قول قاطع ذكره الدكتور محمد علام، النائب السابق  لمدير مستشفى النجيلة لعزل حالات كورونا، حيث ذكر أن سهولة توفير الجهاز من خلال منافذ بيع المستلزمات الطبية جعلت الأفراد في حالة وسواس دائم فيستخدمون لتبين إصابتهم بـ الكورونا المستجد، وعند انخفاض المؤشر عن نسبة المئة يبدأون في تشخيص حالتهم ذاتيًا باتباع بروتوكول علاج وعزل منزلي، غافلين عن المعلومة الأهم وهي أنه لا يمكن الاعتماد على نتائج قراءات جهاز قياس أكسجين الدم، وحده في التشخيص وقرارات العلاج لحالات «كوفيد - 19» والحالات الأخرى، وهو الأمر الذي نبهت عليه وزارة الصحة مرات عديدة وحذر منه " علام " خلال عمله داخل مستشفيات العزل ومتابعة الحالات فرديًا.

يكمل علام أن قياس نسبة الأكسجين بالدم أو المعروف علميًا بـ«قياس التأكسج النبضي» يتغير من لحظة لأخرى، ومن شخص للثاني وفقًا لعدد من المتغيرات أهمها ضعف الدورة الدموية، ودرجة غُمق صبغة الجلد وسُمْك الجلد، ودرجة حرارة الجلد، والتدخين وبالنسبة للسيدات فاستخدام طلاء الأظافر يؤثر بنسب متفاوتة،  وجميعها أمور لا يعلمها المريض ولا يراها الجهاز الرقمي الذي تقدمه الشركات حاليًا، فيوضح أنه أثناء متابعته لحالات عديدة عاين الجهاز الذي تعتمد عليه الأثر لهذا الغرض ليجد أنه يفتقر لدليل تعامل يوضح للمستخدم الفروقات بين القياسات المختلفة، وأيضًا لمؤشرات مرسومة لوضع الاصبع وقياس الاكسجة.

وأوضح علام أن هناك نوعين من تلك الأجهزة، أحدها دقيق جداً وخضع لاختبارات إكلينيكية" سريرية "  للتأكد من الدقة، لاستخدامه في المستشفيات والعيادات والمنزل، ويتم الحصول عليه فقط بوصفة طبية Prescription Oximeters، وبالبحث فهذه الاجهزة غير متوفرة داخل المنافذ ومواقع البيع الإلكترونية، وله سعر متفاوت عن المرَّوج له حاليًا فقيمته تتجاوز الـ300 دولار أمريكي، أما النوع الثاني لا يستلزم وصفة طبية، ويمكن شراؤها مباشرة كمنتجات صحية عامة لكن لا يمكن استخدامه في حالات الكورونا وللآسف هُو المتوفر في السوق المصري ويعتمد عليه الأفراد لإتاحته بوفرة وسهولة استخدامه مع سعره المناسب.

حذّر علام أيضًا من الأجهزة المقترنة بتطبيقات الهواتف الذكية التي تم تطويرها بغرض قياس نسب تشبع الأكسجين، موضحاً أنه لا ينبغي استخدامها للأغراض الطبية.

دكتور محمد علام النائب السابق  لمدير مستشفى النجيلة لعزل حالات الكورونا