رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشهد الإعلامى المصرى على طريق التغيير«1-2»

أتابع باهتمام شديد وتفاؤل أشد التطوير الذى يحدث مؤخرًا من خلال «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، لأنه فى رأيى سيؤدى إلى تغيير فى المشهد الإعلامى ككل، ومن ثم إلى آفاق أوسع، وانطلاقات أكبر، وسيفتح أبواب التجويد والإبداع فى ظل منافسة عالمية شرسة.

ولهذا فإننى أتوقع أن المشهد الإعلامى سيواصل التحرك على طريق التغيير إلى الأفضل، وبخطوات جديدة ومختلفة، ولكن لن يتم هذا إلا إذا تم وضع استراتيجية جديدة ومبتكرة تضمن انطلاق الإعلام المصرى ليتبوأ موقع الريادة التى تستحقها مصر عن جدارة، ومن الضرورى أيضًا- فى رأيى- أن تتضمن تلك الاستراتيجية توافر بعض العناصر الضرورية، وهى من وجهة نظرى: 

- أولًا: وضع ضوابط وثوابت أساسية لحرية التعبير تكفل عدم المساس بالأمن القومى المصرى والتصدى لبث الشائعات المغلوطة حول الوطن والحرص على التصدى للخطط المغرضة التى تستهدف إضعاف الوطن أو عودته إلى الوراء، والحفاظ على الهوية المصرية العريقة والحفاظ على أمان واستقرار وتقدم الوطن.

- ثانيًا: الالتزام بالمعايير الفنية التى تكفل تقديم مادة عالية المستوى إعلاميًا وفنيًا، بحيث تضمن تقدم الإعلام والفن المصرى إلى الأمام، وعدم تراجعه والإضافة إلى ما سبق من تقدم حدث بالفعل خلال السنوات الأخيرة والحرص على تحقيق الريادة المصرية فى مجال الإعلام والفن وانطلاق طاقات وكفاءات القوى الناعمة المصرية لتجتاز الحدود وتنافس عالميًا، سواءً فى المضمون أم فى المحتوى أم فى الشكل المتميز.

- ثالثًا: تقديم الدراما المصرية المتميزة على مدار العام دون تخصيص أضخم الميزانيات لشهر رمضان المبارك فقط.

- رابعًا: الحرص على تقديم العديد من المسلسلات والأفلام الوطنية على مدار العام والتى تغرس روح الانتماء وتظهر البطولات المصرية، ولدينا نماذج كثيرة لا حصر لها نفتخر بها من بطولات رجال الجيش والشرطة ورجال المخابرات العامة. وهنا أؤكد ما كتبته على صفحات «الدستور» فى مقالاتى خلال الشهر الكريم، حيث قدمت «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» فى شهر رمضان المبارك مسلسلات وطنية عالية المستوى جذبت المشاهدين وذات مستوى فنى متميز مثل «الاختيار ١» و«الاختيار ٢» و«هجمة مرتدة»، كما أضيف إلى ذلك ضرورة تقديم أعمال تاريخية معدة بشكل متميز لترسيخ الاعتزاز بالوطن.. وتقديم قصص حياة شخصيات مصرية متميزة ووطنية وثقافية وفنية ودينية تصلح لأن تكون نماذج يحتذى بها وقدوة للشباب والمراهقين.

- خامسًا: تقديم أعمال فنية عالية المستوى للأطفال مع تقديم رسائل أخلاقية تبنى الشخصية على أسس سليمة وأهداف نبيلة، وتنمى قدراتهم الذهنية الجسدية ويستمتع بها الأطفال فى نفس الوقت.

- سادسًا: الحرص على الارتقاء بالذوق العام واحترام عقلية المشاهد، وتقديم قصص ودراما وبرامج ترسخ الشخصية المصرية والحياة فى مصر بشكل عام وتعلى القيم والأخلاق والعادات المصرية ولا تمجد الجريمة أو تنشر العنف أو البلطجة أو المخدرات أو الخيانة أو القتل، وضرورة وضع عبارة «ممنوع لتحت ١٨سنة» فى الأعمال الدرامية التى تظهر هذه الآفات الخطيرة.

- سابعًا: تشكيل لجان لمشاهدة الدراما والبرامج من خلال لجان مشاهدة من كبار النقاد والكتّاب والمؤلفين والإعلاميين لتقديم تقييم لها قبل عرضها خلال الشهر الكريم وهذا كان موجودًا من قبل حتى ٢٠١١ فى الدور ٢٤ بماسبيرو، وتشرفت بأن كنت عضوًا بها وكنا نعقد اجتماعات يومية لتقييم الدراما والمسلسلات من أجل مشاهدتها بأمانة وإبداء الرأى فيما لا يصح مشاهدته والتصدى لكل ما ينشر العنف المفرط أو مشاهد مخدرات حتى لا يعرض على المشاهدين فى البيوت، ولجان المشاهدة هى وسيلة تكفل جودة الإنتاج فى ظل المنافسة القادمة وفى ظل تعددية المنتجين وشركات الإنتاج، وهى ليست بدعة وليست تقييدًا لحرية التعبير وإنما هى ضمان لمعايير ضرورية تضمن جودة المادة المقدمة للمشاهدين.