رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الزراعة» تكافح مخالفات الأدوية البيطرية منتهية الصلاحية

السيد القصير
السيد القصير

تسعى القيادة السياسية بشتى الطرق للمحافظة على الثروة الحيوانية، سواء من خلال المشروعات الجديدة التي تسهم في زيادتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي أو من خلال مكافحة أي أمراض أو مخاطر يمكن أن تتعرض لها للحفاظ عليها، وهو ما جعل وزارة الزراعة تشن حملات موسعة على مراكز بيع وتداول الأدوية البيطرية بمختلف المحافظات للكشف عن أي مخالفات تتعلق بتسجيل الأدوية البيطرية أو تداول أدوية محظورة أو تم إنتاجها بطريقة مخالفة للمواصفات القياسية المصرية، واتخاذ كل الإجراءات القانونية نحو إغلاقها أو تقنين أوضاعها وفقًا للاشتراطات التي تحددها الجهات المختصة.

كوارث شركات بير السلم لتصنيع أدوية بيطرية غير مطابقة للمواصفات

الدكتورة سماح نوح، طبيبة بيطرية، رئيس قسم الإرشاد بإدارة الطب البيطري بمركز الشهداء في المنوفية، قالت إن هذه الحملات التي تشنها وزارة الزراعة في غاية الأهمية لأن نسبة المخالفين والمتاجرين بالأدوية البيطرية المخالفة زادت جدًا وهم من يطلق عليهم «بارا ميديكل» وهم العاملين خارج المجال البيطري أو الدخلاء على المهنة وبدأوا يعملون في الأدوية البيطرية الأمر الذي يمثل كارثة كبيرة.

وأضافت في تصريح لـ«الدستور»: «على سبيل المثال العامل في الوحدة البيطرية المسؤول عن إعطاء الحقن للمواشي يأخد خلفية عن الأدوية من الطبيب ثم يبدأ أنه يعمل تركيبات برا ويبيع للفلاح بحجة أنه يقدر يعالج أو يقوله هجيلك أشوفها وأعالجها».

وأوضحت أنه بسبب هذه الكوارث بدأت الشركات التي يطلق عليها بير السلم تصنع الأدوية غير المطابقة للمواصفات وليس لها أي علاقة بالمادة الفعالة وغير مرخصة وتبدأ تشتغل في نفس اتجاه هؤلاء الخارجين عن المجال البيطري.

وعن خطورة الأدوية غير الصالحة على الثروة الحيوانية، أوضحت أن استخدام الأدوية غير الصالحة أو بغير المواد الفعالة الصحيحة "الحيوان هياخد علاج مش ليه ومتجبش نتيجة" وبالتالي تتأثر الماشية سلبًا وتزداد إلى أن تصل إلى حالة الوفاة وبالتالي تتأثر الثروة الحيوانية المصرية والتي تسعى الحكومة إلى المحافظة عليها وتنميتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأشارت إلى أن الطبيب البيطري هو الوحيد المنوط به إعطاء الأدوية فقط وأن هناك خطأ منتشر بين الفلاحين أن تكلفة العلاج عند الطبيب مرتفعة ما يجعلهم يلجأون إلى أي بدائل أخرى تكون سببًا في التأثير السلبي على المواشي وهي من الكوارث التي تتعرض لها الثروة الحيوانية.

وأكدت نوح أنه هنا يأتي دورها طبيب إرشاد عقد الندوات وتوجيه النصح والإرشاد للفلاحين والمربين بأهمية وضرورة الاعتماد على الطبيب البيطري في طلب العلاج للمواشي، وكذلك ضرورة عدم اللجوء إلى أي شخص لطلب أو تلقي العلاج الذي من الممكن ان يؤثر بالسلب على المواشي.

وذكرت أنه من مخاطر هذه الأدوية مجهولة المصدر  التي تترسب في لحوم المواشي أو الكبد والقلب وربما في ألبانها، أو أن تكون حالة عُشر تتسبب في  إجهاضها، وكذلك الخطر يمكن أن يصيب مزارع الدواجن وليس المواشي فقط.

واستكملت أنه لذلك هناك حملات مكثفة تتكون من طبيب بيطري وخبير زراعة وموظف من الصحة وفرد من الشرطة لعمل حملات وضبط للأماكن غير المرخصة ومناهضة الأدوية منتهية الصلاحية أو غير معروفة المصدر.

وكانت أخر هذه الحملات ما قامت به مديريات الطب البيطري بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية بشن حملة موسعة في 13 محافظة، وهي الشرقية، كفر الشيخ، الوادي الجديد، الفيوم، المنوفية، بنى سويف، الدقهلية، البحيرة، الإسماعيلية، القليوبية، البحر الأحمر، القاهرة، قنا.

وقامت الحملة بالمرور والتفتيش على 212 مركزا لبيع وتداول الأدوية واللقاحات في المحافظات خلال شهر مايو وتم رصد 47 مركز مخالف بين العمل بدون ترخيص ووجود أدوية منتهية الصلاحية ووجود أدوية محظورة أو مجهولة المصدر وتم عمل المحاضر اللازمة بالمخالفات. 

الأدوية منتهية الصلاحية من أخطر الكوارث على الثروة الحيوانية

وأكد كلامها الدكتور عبدالحكيم المُر، طبيب بيطري، حيث قال إن الأدوية منتهية الصلاحية من أخطر الكوارث التي يمكن أن تتعرض لها الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة، والأزمة الكبرى أن هذه الأدوية المغشوشة تملأ الأسواق وهو ما تسعى وزارة الزراعة للتخلص منها والقضاء على المتاجرين فيها حفاظًا على الثروة الحيوانية.

وأوضح في تصريح لـ«الدستور» أن أزمة هذه الأدوية تتمثل في أن تكون تركيز المادة الفعالة أقل من التركيز المكتوب على الدواء الصحيح، أو يكون الدواء مضروب بحيث لا يحتوي على نفس المواد المكتوب "ممكن علبة وحاطط فيها رمل وقابل أن دا مضاد حيوي ٢٥%" وفي كلا الحالتين لا يأتوا بالنتيجة المطلوبة وكذلك تسبب خسائر اقتصادية، بل ويستمر مرض المواشي ويتزداد ويصبح في اللحوم بقايا دوائية.

وأضاف أن  كثرة هذه الأدوية المغشوشة التي تتلاقاها المواشي أو الدواجن لفترة زمنية طويلة ويترسب في الجسم متبقيات دوائية يمكن أن تؤثر على الإنسان الذي يتكون في جسمه مناعة ضد الميكروبات التي يتعرض لها من اللحوم أو الدواجن التي تتعرض لهذه الأدوية المغشوشة ويأكلها الإنسان بشكل مستمر.