رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهر «القلماوي».. أول سيدة تحصل على جائزة الدولة وأول من أنشأ معرض الكتاب

سهير القلماوي
سهير القلماوي

يشهد غدًا الثلاثاء، اجتماع أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، للتصويت على جوائز الدولة الممنوحة من وزارة الثقافة المصرية في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، والذي يعتبر الحدث الثقافي الأبرز في مصر بجوار معرض القاهرة الدولي للكتاب ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. 

اللافت للانتباه أن شهر يونيو يبدأ بجوائز الدولة وينتهى بإطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمشترك في الحدثين هو السيدة سهير القلماوي.

سهير القلماوي أول سيدة تتولى رئاسة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر والترجمة التى عرفت فيما بعد باسم «هيئة الكِتاب»، المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأيضا هى أول من أنشأ المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة، اللافت للانتباه أيضا أن القلماوي أول سيدة تحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1977.

القلماوي لم تكن الأول في تلك الأحداث فقط،  فهي أول من حصل على الدكتوراه فى الآداب من السيدات، وأول مصرية تحصل على كرسى الأستاذية فى الجامعة المصرية عام 1956، وأول سيدة تولت رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب عام 1958، وعلى صعيد العمل السياسى عضو بمجلس الأمة عام 1959 وفى مجلس الشعب عام 1979.

أشتهرت سهير القلماوي كرائدة في دراسات الأدب العربي، غير أنها إلى جانب ذلك أصدرت العديد من المجموعات القصصية وهي في أوائل العقد الثالث، مثل مجموعة، "أحاديث جدتي"، وهى أيضا من الأعمال القصصية المصرية الرائدة في ذلك الفن، نشرتها القلماوي عام 1935، وتضمنت المجموعة متتالية قصصية عن أحاديث الجدة، وقد ظن البعض أنها ذكريات القلماوي مع جدتها بالفعل، غير أن ذلك غير صحيح، فقد ماتت جدة القلماوي وهى طفلة في يومها الأربعين. غير أن أهمية المجموعة تعود إلى ما تحمله أحاديث الجدة من رؤى فلسفية للعالم والحياة، عبرت عنها القلماوي وهى لا تزال في مستهل حياتها. 

من مجموعاتها القصصية "الشياطين تلهو"، والتي تضمنت أربعة عشر نصًا سرديًا قصيرًا، تتصدرها كمقدمة تمهيدية لوحة مستوحاة من إحدى حكايات ألف ليلة وليلة تحت عنوان "الشياطين تلهو". 

ورمز الشياطين التي تلهو المستمدة من بعض حكايات الليالي وخاصة قصة الملك قمر الزمان، يوظف لدى الكاتبة كقناع لمعالجة القضايا المعاصرة حيث تلهو الجنية "ميمونة" والجني "دهنش" بكل من "بدور" بنت ملك الصين و"قمر الزمان" الذي سجنه أبوه في قلعة القصر وتحور الكاتبة لهو الشياطين بالإنسان القديم إلى اللهو بالانسان الحديث، ولا تخضع الشياطين لسلطان الزمن، فهي لا تهرم أبدًا.

وفي مجمل قصص هذه المجموعة، يبدو ثمة شئ ما يظهر من ملامح حياة سهير القلماوي الذاتية، وإن ظلت حريصة على حجب مثل هذه المقاربة في العديد من حكاياتها القصصية وحياتها الشخصية إلا أن الأثر الشخصي لا يمكن أن يمحى تمامًا.

من كتبها الرائدة "أدب الخوارج في العصر الأموي"، وهو رسالة الماجستير المقدمة من الأستاذة سهير القلماوي والتي ناقشتها لجنة مكونة من عميد الأدب العربي طه حسين، والأستاذ أحمد أمين نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، والكتاب يتضمن دراسة قال عنها تلميذ القلماوي الراحل عبد المنعم تليمية موضوع شائك تاريخيا وعلميا يفر من التصدي له فحول الدارسين؛ باعتبار أن الخوارج من أولى الفرق المنشقة عن الدولة الإسلامية في عصرها الأول، والدراسة اعتمدت فيها القلماوي على بطون الأدب العربي ومهدت دراستها بجانب تاريخي درس نشأة الخوارج عموما، قبل أن تبحر الدراسة في تحليل أدب الخوارج في العصر الأموي. 

اهتمام القلماوي بالقراءة ضمنته في كتابها "العالم بين دفتي كتاب"، المبني على ترجمة لكتاب بنفس العنوان من تحرير ألفريد ستيفرود، بعد أن أضافت عليه القلماوي نتاج خبرتها مع الكتب والقراءة، خلال ثلاثة عقود، منذ دراستها الجامعية، وحتى صدور الطبعة الأولى من الكتاب عام 1956.